عُذرا، جون بِن!

جون بن، يا سادتي هو صحفي وناشط من جنوب السودان، يبلغ من العمر 33 عاما، يكتب في السياسة والاجتماع والفساد ووضع الجنوب بعد الانفصال، كان يقوم برفقة صحفيين آخرين بحملات من أجل السلام ونزع السلاح في ولاية جونقلي، بدأت تأتيه رسائل تهديديه عبر الهاتف والإيميل والفيس بوك تطلب من التوقف عن الكتابة وإلا سيكون مصيره مصير الصحفي آيزا آبراهم، الذي أغتيل أمام منزله في الخامس من ديسمبر الماضي من قبل مجموعة مجهولة.. بن، لم يتوقف عن الكتابة، إلا أن المجوعة التي كانت تقوم بتهديده ظلت تترصد خطواته.. بات بن يدخل إلى منزله، ليجده مبعثرا تملأه الفوضى، وهناك رسالة أن مصيره يقترب من مصير آبراهم.. تم اختطاف منسق أعماله فقرر أن يعقد مؤتمرا صحفيا، فتلقى تلك التهديدات المكررة.. ترك منزله وأقام بإحدى فنادق جوبا، لكن بعد يومين من الإقامة، عاد إلى غرفته بالفندق ليجد رسالة على سريره ملصقة بفك من أسنان عظمية، تقول “إن لم تتوقف، فإن هدية السنة الجديدة بالنسبة لك، هو مصير آيزا أبراهم”..
أبلغ جون بن، الشرطة وجهاز الأمن بحكومة دولة جنوب السودان عن الرسائل التهديدية التي كان يتلقاها.. لكنها كانت تعده بالتحقيق حول الحادثة في كل مرة، وطلبت الشرطة من إدارة الفندق أن تنقل غرفته إلى مكان أكثر أمنا.. لكن الجماعة المهددة استطاعت الوصول إلى غرفته الجديدة أيضا، فبعثرت المكان وسرقت الأوراق، ووضعت ذات الرسالة.. قرر جون مغادرة جوبا دون أن يتوقف عن الكتابة، فأثبت أن هناك دولة عجزت عن توفير حماية لصحفي لا يهاب الموت.
ويلتقي الرؤساء الأفارقة اليوم للاحتفال بالذكرى الخمسين على إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية، التى أقامها زعماء 32 دولة أفريقية، قبل أن يزداد عددهم إلى 54 دولة.. ويلتقون غدا للمشاركة في القمة الأفريقية الحادية والعشرين ينافشون خلالها، السلم والأمن في أفريقيا، اعتماد الخطة الخمسينية وأيضا الميزانية والنيباد وبرنامج مكافحة الإيدز وتقارير أخرى
أجريت اتصالات مع مسئولين وإعلاميين في أديس أبابا، لأعرف فقط، هل ستناقش هذه القمة أوضاع الصحفيين في قارتها ولو على المستوى الوزراي؟ وكانت الإجابة المتوقعة لا.
يقول لي مصدر مقيم في أديس، أن هناك تقرير مقدم من اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب يستعرض أوضاع حقوق الإنسان والانتهاكات إلا أنه ليس عميقا ولم يتطرق للحريات الصحفية وأوضاع الصحفيين.
أثناء الورشة التي عقدتها جمعية الأخوة السودانية الجنوبية بنيروبي قبل حوالي عشرون يوما والتي كانت تناقش الدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في تعزيز العلاقات بين دولتي السودان عقب الاتفاقيات الموقعة، كان لي استفسار، هل ذكر قضية جون بن ?الذي كان معنا في الورشة ? من شأنه أن يوتر العلاقة بين البلدين؟
قبل بضعة أيام، دعانا رئيس مكتب الاتحاد الأفريقي في الخرطوم السفير محمود كان، إلى ندوة مصغرة معنية بخمسينية الاتحاد الأفريقي، وطلب منا الكتابة سلبا أو إيجابا، فهو يومنا، ولكي تصل رسالتنا إلى أعلى المستويات، وها نحن نفعل لنقول أن هذه القمة لا تمثل شيئا للمواطن العادي، فالقادة يلتقون ليعبروا عن تعاطفهم ومؤازرتهم لبعضهم البعض وتختفي قضايا مهمة كان من الأجدر أن تُذكر حتى تُحرج وتخجل أي دولة عن عجزها في حماية مواطن يكتب عن الحق.
لا بأس أن تتقيد حرياتنا الصحفية، فهناك تقديرات أخرى لا نحس أو نشعر بها، ولا مانع من وجود مضايقات، فالمنغصات ضرورية في أي عمل، لا اعتراض من التقليل عن شأننا، فالأمر لا يهم كثيرا، لا احتجاج عن عدم تناول بعض المواضيع والقضايا فنحن لازالنا في العالم الثالث، لكننا ننطق ونكتب حينما تصل الحالة لما تعرض له زميلنا الصحفي.
جون، نعتذر لك نيابة عن القمة الأفريقية!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انتى ما عندك موضوع ولا شنو والحريات فى الشمال كيف ؟ هو كل من هب ودب عايز يعمل فيها مدافع عن الحريات

  2. انت يا ا خر زمن ويا اسمر الزولة دي اتكلمت عن زميل صحفي معها في نفس المهنة انشاء الله يكون في واق الواق ومن حقها تتحدث وتدافع عنه ام انتم عندكم عقد اسمها المؤتر الوطني هي اسي قالت المؤتمر الوطني او حكومة السودان لا تمنع اصحاب الراي والراي الاخر ياخ خليكم عندكم نوع من الموضوعية والنقد الايجابي اللهم ان كان هوالاء الذين يريدون تغير الموتمر الوطني بهذا لفهم اللهم مد للموتر الوطني ان يحكمنا الي ان ياتي من هو اصلح منهم فهما

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..