وريني إيه ضرّاك .. لو كان صبرتا شوية ؟!!

للنساء عادة خاصة لا أعتقد أن الرجال يتشاركوها معهن، ألا وهي ادمان (وقفة الونسة) بجانب باب الشارع، فزياراتهن الإجتماعية إن طالت أو قصرت، متعتها لا تكتمل إلا بالمواضيع التي تتفتح في اللحظات الأخيرة وقبل (ودعناكم الله)، ولذلك حتى وإن كانت مدة الزيارة قصيرة ولنقل مثلا نصف ساعة فعند إضافة وقفة الباب إليها والتي قد تمتد لـ (ساعة إلا ربع) ومستدركات الأمور بعد الـ(مع السلامة) على شاكلة:
هي يا الغبا .. ما نسيت أقول ليك ..!!
أو
هييي يا دي .. نسيت ليك البلاء.. ما شفتي الحصل يوم داك…!!
فتكون بذلك أقصر زيارة إجتماعية ساعتين إلا شوية مع شرحو!!
كان الباشمهندس (رضوان) رجلاً عمليًا وعصرياً بالمعنى الإيجابي للكلمة، فهو قليل الكلام سريع الحركة ملتزم في عباداته، إذا وعد أوفى وإذا حدث صدق، يحترم قيمة الوقت لدرجة التقديس، كانت مواعيد حضوره للعمل تضبط عليها ساعات زملائه فسماه الجميع (الخواجة) لشدة انضباطه والتزامه ولكن لأن الحياة لا تعطي كل شيء، فقد كانت للباشمهندس نقطة (عدم انتظام ) في حياته هي زوجته، فقد كان زوجته (بدرية) ربة منزل ودودة، ونّاسة، محبة للشمارات، طيبة القلب حتى أن أمها تدعوها بـ (أم قلباً ميت)، مواصلة، ومجاملة بصورة مخلة بالأمن الأسري.
كانت لها أسرة كبيرة ممتدة تتواصل معهم، فتتمدد اجتماعياتها حتى تكاد تجور على إلتزاماتها تجاه زوجها وأبنائها الصغار، وكان ذلك التواصل مصدرا للخلاف الدائم بين (رضوان) و(بدرية)، فقد ظل يطلب منها أن تجعل لأسرتها الصغيرة الأولوية في اهتماماتها وتصر هي على القول:
البني آدم ما بعيش براهو.. ويا هو الناس بالناس .. وأنا ما بقاطع ليك أهلي عشانك.
وفي سبيل تجاوز هذا الخلاف اتفق (رضوان) مع (بدرية) على أن تخصص يوم الجمعة لمواصلة أهلها، فيقوم بإيصالها لمنزل أسرتها ويعود ليأخذها في الليل بعد أن تنتهي من كل مجاملاتها ولكن سرعان ما جارت المشاوير الطارئة على باقي أيام الأسبوع، وبعد المشاورات والمفاوضات استأجر لها سائقا وترك لها العربة في أوقات الصباح ولكن ذلك الاتفاق لحق بسابقه والسبب بسيط حسب رأيها فمناسبات عقد القران وحفلات الأعراس وولائم العشاء لا تكون في الصباح.
استسلم (رضوان) لقدره وعلّم نفسه الصبر والتعايش مع التزاماتها واعتبرها شرا لابد منه، ولكنه كان كثيرا ما يثور عليها عندما يأتي لاصطحابها من مشاويرها المسائية (فتلطعه) أمام الباب طوال الساعة الراتب لونسة باب الشارع فكان يقول لها:
أنا نفسي بس أفهم.. أنتو الونسة دي ما بتكملوها جوة وتجوا مارقين.. ولا بتحلا ليكم جنب الباب؟!!
فتضحك هي بقلب صاف في حبور دون أن تهتم لغضبه وتعده بعدم معاودة ذلك، ولكنها تنسى وعودها في أقرب زيارة، إلى أن وصل به الغضب يوما مرحلة الحلف فقال:
تاني علي بي الطلاق يا بدرية أجي أقيف ليك وأضرب البوري تلاتة مرات.. إن ما مرقتي طوالي .. إلا أفوت أخليك تنومي قبلك.
أفلح التهديد الأخير في جعل (بدرية) تلتزم، فما إن تسمع صوت البوري حتى تنتفض جارية بسرعة إلى الباب تاركة الجميع خلفها في حيرة يتساءلون عن الجدّ عليها.
وفي ذات أمسية حضر مع أطفالهما لاصطحابها من (بيت بكاء) .. وقف وأطلق البوري المتفق عليه، وعندما سمعته في الداخل هبت واقفة لتخرج ولكنها صادفت حضور ابنة المرحوم القادمة من السفر فاضطرت للانتظار وتعزيتها، وفي الخارج انتظر (رضوان) بضعة دقائق أخرى وعندما لم تظهر أمام الباب حسب الاتفاق، انطلق بالعربة كالسهم وتركها خلفه.
عندما خرجت (بدرية) وجدته قد نفذ وعيده، فعادت للداخل لتمضي ليلتها في (بيت البكاء) وهي تدّعي عدم الإهتمام وتجتهد في مداراة الحزن وفي قلبها شيء من حتى، أما (رضوان) فقد عاد للمنزل ليقضي ليلته في محاولة (تحنيس الشفع) الذين لم يفهموا سبب قسوته على أمهم وتركها خلفهم فقال له صغيره الحتالة باكيا:
انت كان استنيت سوييية يا بابا مس كان جات ؟!!
سهر الليل يهدهد الصغار للنوم ولسان حاله يغني مع عثمان حسين:
وريني ايه ضرّاك .. لو كان صبرتا شوية؟!!
السوداني
صباح الخير يابت سلمان قالو من خلا عادتو قلت سعادتو ودى عاده من الصعب على المرا تخليها يااما الراجل يصبر ويتحمل لو ربنا ابتلاهو بى مرا زى دى ولايومى المشاكل والحليفه بالطلاق والاجاويد يكتروا والله يستر.
شكرا اخت منى على الكلام البسيط السلس المنمق مزيدا من الإبداع والإتحاف
فعلا (وقفة الونسة) بجانب باب الشارع دي مشكلة يعانى منها الرجال فى انتظار نسائهم بعد زيارة ما للاقارب او الأصدقاء و تكاد تكون موجودة فى جميع انحاء السودان كما هي عند النساء السودانيات فى دول المهجر، و يبدو ان النساء لا تكتمل ونستهن الا بوقفة الباب دي مما يثير غضب الرجال المنتظرين لخروج المرأة و كأن هذه الوقفة جزء لا يتجزأ من الزيارة، ابن عمتى بعد أن أشتد غضبه من طول الوقفة ترك زوجته و أخواته فى بيت أقربائه و ذهب بعربته مما اضطرهمم لأخذ تاكسي.
انت يا منى امرأة كاتبة ولسـت مثل منى ومنى الاخريين (ما عارف الأخريين دى صاح أم خطأ) لأن كلتاهما متكلفتان ولا تكتبان على السـجية كما تفعلين لأن السجية ليست من طبعهما مثل ما هي من طبعك وهذه من نعم الله وكلتاهما اسـتعراضـيتان حتى في الشكل أعني (الصورة) حفظك الله ورعاك..
والله فايقة يا بت سلمان انت في شنه وناس ابكرشولة في شنه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مع الاعتزار يا استاذة اسلوبك مبتذل بصورة فظييعة …في لغة وسط اسمها لغة الصحافة بين الدارجة والفصحي حاولي استخدميها
قبل كدة المقال ده إتنشر.النسى قديمو ضل…………….. بقى فاضى