المقالات والآراء

العقيد الركن رياضي / عبدالرحمن الصادق المهدي .. في جيش الصوارمي

العقيد الركن رياضي / عبدالرحمن الصادق المهدي .. في جيش الصوارمي

سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر
[email protected]

ورد بصحيفة السوداني تصريحا لرئيس الهئية القومية للعسكريين المفصولين العميد ركن معاش / الطيب احمد خالد ، كشف فيه عن تقديم الهيئة طعنا دستوريا ضد وزارة الدفاع بشأن إعادة السيد / عبدالرحمن نجل رئيس حزب الامة القومي الإمام الصادق المهدي الى صفوف الخدمة العسكرية برتبة عقيد ( ركن ) بعد ان كان قد احيل للصالح العام في العام 1989 برتبة ملازم ( بدون ركن ) ، وقد صاحب نشر الخبر صورة فوتوغرافية يظهر فيها العقيد عبدالرحمن وقد امتلأ صدره بالنياشين العسكرية .
العقيد ركن عبدالرحمن الصادق المهدي ? لمن لا يعرف ? هو الملازم الوحيد في تاريخ الجيش السوداني الذي وضعت على كتفه النجمة الاولى دون ان يردد نشيد ” لن ننسى اياما مضت ” اثناء حفل التخريج التقليدي لطلبة الكلية الحربية باستاد الخرطوم ، اذ تشرف الجيش السوداني بضمه الى صفوفه ابان تولي والده رئاسة حكومة السودان ، بعد ان اكمل دراسته العسكرية بالكلية الحربية ( فرع الاردن ) .

صحيفة السوداني ، حصلت بدورها على تعليق المقدم الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة على الخبر ، حيث برر ذلك بان الدستور والقانون يمنحان القائد العام الحق في إرجاع ( أي ) شخص تمت إحالته للمعاش لأي سبب من الأسباب حسبما تقتضيه مصلحة البلاد والقوات المسلحة، ومتى ثبت للقائد الأعلى مقدرة ذلك الشخص على العطاء وسد ثغرة تحتاجه القوات المسلحة فيها.

انه مما يثير الاشفاق على القوات المسلحة والصوارمي معا ، ان تكون ( الثغور ) و ( مصلحة البلاد والقوات المسلحة العليا ) التي تتطلب ? وفق تقدير القائد العام ? عودة العقيد عبدالرحمن للعمل هي تعيينه ضمن ( قوة ) فرع الرياضة العسكرية ? كما هو معلوم – لا ضمن قوة حرس الحدود او قوات الانزال الجوي ، رغم ان الرياضة العسكرية ليس من بين انشطتها رياضة البولو التي يجيدها ابن الامام .

العقيد ركن عبدالرحمن ، هو الضابط الوحيد بين آلاف الضباط النظاميين في القوات المسلحة والشرطة ممن احيلوا للصالح العام دون ينقطع رزقه بسبب عزله من منصبه ، ففيما ظل الضباط المفصولين يهيمون على وجوههم في الارض ، يعانون واسرهم من شظف العيش وقسوة الحياة ، وامتهنوا قيادة الحافلات وسيارات الاجرة ، فقد ظل العقيد ? ولله الحمد ? يعيش في كنف والده بقصره العامر بحي الملازمين ، لا يشكو جوعا ولا فاقة ، ويشغل منصبا قياديا في حزب الامة مع اخواته واخوانه ، قبل ان يضطر للتضحية بالمنصب برسالة استقالة مؤثرة من موقعه الحزبي قبل ساعات قليلة من صدور مرسوم تعيينه ضابطا عظيما بالقوات المسلحة ، ولم يفقاقد هواياته العسكرية ، اذ تولى قيادة حملة ( تهتدون ) التاريخية اثناء فترة ابتعاده من الخدمة .

لا ادري ان كان المقدم الصوارمي قد سمع بما فعله القائد العام قبل شهور قليلة بسلطاته القانونية والدستورية التي حكى عنها في تصريحاته ، وذلك حين اصدر القائد العام ( المشير عمر البشير ) قرارا اذيع بنشرة اخبار التلفزيون الرئيسية قضى باعادة الفريق الفاتح عروة للعمل بالقوات المسلحة وترقيته لرتبة الفريق اول ، ثم اعقبه بقرار آخر اذيع في ذات النشرة باحالته للتقاعد ، ليضمن له القائد العام تمتعه ? اي للفاتح عروة ? مدى الحياة بمخصصات الرتبة الاعلى وهي (مشير ) وتشمل مرتب الدرجة كاملا وتذاكر السفر الخارجية له ولعائلته ، والعلاج بالخارج والسكن اللائق والسيارات و…. الخ .

لقد جاء قرار اعادة العقيد عبدالرحمن للخدمة خصما على حزب الامة و والده الامام ، لا خصما على الانقاذ ، فالانقاذ لا تجد حرجا في ان تولي من تشاء ما تريد من الرتب العسكرية او المدنية ، فالعميد الاغبش انتقل الى ناطق باسم القوات المسلحة قبل الصوارمي من موقعه كاستاذ للتفسير بجامعة افريقيا ، ووزارة الاوقاف والشئون الدينية بها منصب ( وكيل اول ) للوزراة ( لشئون العلاقات الخارجية ) يشغله الفاتح مختار محمد ، ظهر على واجهة الاخبار مؤخرا بهجومه على الدول العربية لتقاعسها عن القيام باي دور في الحفاظ على وحدة السودان . تلك هي الانقاذ ، فما بال حزب الامة ، وما بال راعيه الامام .

لقد قال الامام ? بحسب تعبيره – ، ان عودة نجله عبدالرحمن تعتبر خطوة في الإتجاه الصحيح، وتعبّد الطريق لإعادة كل العسكريين المفصولين خارج إطار اللوائح والقوانين، سواء كان سبب الإعادة هذا أو ذاك، إلا أنها تبقى عودة للحق يجب البناء عليها وليس هدمها .
ان الصدمة في قول الامام اقسى من فعل ابنه ، ذلك ان الامام كزعيم لاكبر حزب سياسي في الوطن ، ابناؤه هم مجموع ابناء هذا الوطن ، وليسوا عبدالرحمن وبشرى وحدهم ، ولو كان الامام يعتقد حقا في احقية ( ابنه ) بالعودة للخدمة ، فاليشر لنا الى اي ( حالة ) اخرى تمت فيها اعادة مفصول وانصافه في رتبته من غير ذريته الشريفة ، ولو كان الامام يعتقد ان فترة ( عشرون ) عاما مجرد ( خطوة ) لتعبيد الطريق لاعادة بقية المفصولين ، فليس امام المفصولين الا السير في طريق الامام ، طريق تهتدون .
سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر
1 ديسمبر 2010
[email protected]

تعليق واحد

  1. عبدالرحمن الصادق تمت اعادته للعمل بالجيش منذ اكثر من عام ولا يزال والده يعتبره ( خطوة ) في الطريق الصحيح لاعادة المفصولين … عجبي

  2. ألأستاذ سيف الدولة : أرهقت نفسك تحليلا و بياناً و عرضاً فيما لا طائل من ورائة و لكن أعتب عليك فى واحدة فقط هى وصفك لحزب ألأمة بالكبير حيث أنة كان فى زمن الغفلة السياسية ولم يعد ألآن كذلك إلا إذا ……………. أى إنتخابات ديمقراطية

    و أظنك تتفق معى فقد تغيرت الدنيا و البلد لمن يسطو عليها و يملكها يفعل فيها ما يشاء فهى مسروقة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  3. ليس سرا أن قلنا أن الذين يدخلون الكلية الحربية في السودان كانوا دائما من طلبة الصف الأخير بالمدرسة الثانوية والتى كانت نتائجهم في المنافسة مع اقرانهم في الشهادة السودانية هى الأضعف والأدنى مستوى حتى أن معظم من اختار هذا الطري أي سلك الجيش كانوا من أكثر الشباب مشاكسة وعدم اتزان بالمدرسة أو الحى وكلنا في السودان يعلم أن الكلية الحربية كانت في الغالب الأعم خيار من لم يجد مقعد بالجامعات بل كانوا يصفون دون حرج "بالأغبياء" وفسر الكثير أن هذه العقدة تظل تلازم الضابط العسكرى عندما تتهيأ له الفرصة في تبؤ مكانة هو يعلم أنه ليس أهلا لها وأقصد هذا ما تأتى به الانقلابات العسكرية والتى لا يمكن أن تنجح الا في الدول البائسة في افريقيا والسودان مثال واضح لذلك اذ اصبح من العسير جدا بل من المستحيل على أي عسكرى الوصول لأي مركز قيادى بالدول المتقدمة لكن ما أرجوه من كاتب هذا المقال أو من غيره أن يكتب لنا عن المزايا المالية التى يمنحها النظام الاداري أو ديوان الخدمة لضابط الجيش منذ تنصيبه ملازما وحتى اعلى رتبة وكذلك مزايا المعاش ومقارنة ذلك بزملائه بالخدمة المدنية الاخرى كالمهندسين والاطباء وغيرهم وهم من كان اداؤهم وتحصيلهم الاكايمى أفضل منهم.

  4. الاخوة المتداخلون صدقونى فى هذا السودان القارة لايتألم الا الفقراء ولا يجوع الا الفقير وصدقونى للمرة الثانية الاحزاب السودانية كلها هى اس بلا السودان وعلى الرغم من جذورى الانصارية ولكنى ارى ان عودة السيد عبد الرحمن تعتبر ضربة قوية لحزب الامة وللسيد الصادق المهدى لانو الصادق على ما اعتقد يمثل عدد كبير من اهل السودان حيث ان حزب الامة هو من اكبر الاحزاب فى السودان وكان عليه ان ينصح ابنه وان يشترط على الانقاذيون بان يعيدوا كل مفصول من الخدمة سواء كانت عسكرية او مدنية وبعدها فليعاد ابنه وهذا هو ادنى تصرف كنا نتوقعه من السيد الصادق المهدى ولكن يعود ابنه الى الخدمة وتسعون فى المائة من السودانيين المفصولين من الخدمة المدينة او العسكرية لم يعد منهم واحد . بالله عليكم كيف نثق فيمن يدعون بانهم قادتنا ان يقفوا معنا او ينصفونا اذا ادلهمت الامور . اصبحت الامور كلها نفسى نفسى و الشعب السودانى يغور فى ستين داهية . انا افتكر انو كل السياسين الموجودين حاليا فى الساحة السودانية غير مؤهلين لقيادة هذا الشعب العظيم . ولكن هذا قدرنا نسأل الله العلى القدير ان يولى علينا من يخافه ويرحمنا ومن لا يقول نفس نفسى . اللهم ولى علينا من خيرة اهل السودان وليس من بغاث الطير اللهم نسألك ان تولى علينا من يمتلك واحد على مليون من عدل عمر ابن الخطاب وواحد من مليون من زهد عمر بن عبد العزيز . اللهم امين………….

  5. كثرت الثقوب في ثوب السيد الصادق ، والتي باتت من المتعذّر رتقها ..
    عودة المفصولين وإعادة حقوقهم ، و اعادة الديمقراطية ورد المظالم ، هي من اولويات المطالب التي ظّل يرددها الإمام طوال السنوات الماضية ، ما بال الرجل يفاجئ المعّولين عليه بهكذا تنازلات ، ومواقف غير مبّرّرة .. ؟؟

    الله في ..

  6. بالنسبة لتعليق الاخ (لؤى النوبى) عندى تعليق بسيط _ بالنسبة لكلامك مضبوط لكن

    فى فترة سابقة لانو ضباط الجيش والشرطة أصبحوا من خريجى الجامعات سواء قبل

    الانتماء اوبعد ذلك ___ وكمان الآن الضباط فى الجيش الغالبية حاصلين على درجة

    الماجستير والدكتوراة ____ لذلك لافارق اكاديمى بينهم وباقى المهن الذكرتها __

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..