إلى الديكتاتور: كيف تفلت من حصارك؟.قريبا ستصدر المحكمة الجنائية الدولية لائحة إتهام جديدة ضد عبد الرحيم محمد حسين ماسح جوخ الديكتاتور

من واشنطن للخرطوم
عبد الفتاح عرمان
"war is too important to be left to the generals"
جورج كليمنسو، رئيس وزارء فرنسا الأسبق
لا شك لدي بأن الديكتاتور عمر البشير، رئيس ما تبقي من السودان (الفضل) يسير على غير هدى أو سراج منير عبر إتباعه لسياسات خرقاء قطعت أوصال السودان وجعلت نظامه يعيش في حالة من العزلة الدولية للدرجة التي تدمغ فيها السفيرة الأميركية في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة سفير نظامه بالكذب دون الحوجة إلى مساحيق تجميل دبلوماسية؛ إثر قصف الطيران الحكومي لمخيم نازحين داخل حدود دولة مجاورة- جمهورية السودان الجنوبي.
إذ تشير بوضوح حالة الهيجان التي تعتري الديكتاتور للدرجة التي يصّور له خياله المريض أن صلاة العيد في الكرمك عبر جماجم الشيوخ والنساء والأطفال المسلمين العزل يعد نصراً كدخول الفاتيكان أو بيت المقدس، إذ تشير حالة الهيجان هذه إلى أنه يمر بحالة نفسية لا ينفع معها سوى مجس الطبيب المداوي، عبر عمل (Reality Check) للديكتاتور الذى يمر بنفس الحالية المرضية التي كان يعيشها الطاغية الراحل القذافي وحارقي البخور الذين أضلوه وأضلوا أنفسهم عبر إكليشيهات "الشعب يحبني" و "ربنا يخلي القائد الزعيم.. والرمز" مثل أفلام الفنان المصري الفذ عادل إمام. وكأن بهؤلاء البياطرة الجدد يظنون بانهم مثل نانسي عجرم وسيلين ديون ليموت الشعب في "دباديبهم".
الديكتاتور البشير فصل جنوب السودان ظناً منه أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة سترضى عنه، وتسلمه ما بقي من أشلاء السودان خالصة لوجه السلطان. وإذ بالفيلسوف الديكتاتور ينبأنا بما أعتسف علينا من حكمة فصل الجنوب بأن وحدة السودان مع الحرب أفضل منها السلام مع الإنفصال، لكن قبل أن يرتد إلينا بصرنا أشعل الديكتاتور الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي، بالإضافة إلى الحرب المستعرة في دارفور منذ 2003. إن لم تكن هذه الأفعال تعبر حالة مرضية المّت بالديكتاتور فماذا يكون إذاً؟!
بعد توقيع إتفاقية السلام الشامل في عام 2005م طلبت شخصية دستورية من الدكتور فرانسيس دينق، مساعد الامين العام للأمم المتحدة التوسط لدى الأميركان لتطبيع العلاقات ومكأفاة المؤتمر الوطني الذي أوفي بوعده ووقع على إتفاقية السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكما هو معلوم بأن دينق تربطه علاقات وثيقة مع دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأميركية، لكنه رد على المسؤول المعني بأن تحسين العلاقات مع الإدارة الأميركية لا يتم عبر "الأجاويد" وإنما عبر تحسين الحكومة السودانية لمعاملتها مع شعبها وحل الأزمة في دارفور والإلتزام الكامل بتنفيذ إتفاقية السلام الشامل. ونصح دنيق وقتئذ المسؤول المعني أن لا يهدر وقته في البحث عن سماسرة (Brokers) لتحسين العلاقات بل السعي الجاد للعمل بنصيحته وعندها سوف تفتح لهم الأبواب تلقائياً. لكن جهابزة النظام رفضوا الإستماع لنصيحة العالم النحرير وظنوا أن الفهلوة هي التي ستجلب لهم منافع أميركا وترد عنهم ضرها عبر فصل الجنوب والإحتفاظ بكيكة ما تبقي من السودان، عملاً بالمثل الشعبي السوداني "المال تلته ولا كتلته".
ما يحار له المرء أليس في المؤتمر الوطني رجل رشيد يمسك بالديكتاتور حتي يرى النور، كما تقول الفرنجة. وهنا تحضرني مقولة مؤسس أميركا الحديثة جورج واشنطن الذي حارب من أجل وحدة التراب الأميركي وكان ينصحه البعض بعدم الإستمرار في الحرب الأهلية لانه سيفقد دعم كثير من القيادات العسكرية والشعبية له إذا تمادى في الحرب على الجنوب، فرد: "لتكون وحيداً افضل من الصحبة السيئة/ It is better to be alone than in bad company". فالأفضل لقيادات المؤتمر الوطني أن تتصدي للديكتاتور من أن تتحمل معه وزر الجرائم التي يرتكبها في كافة أطراف السودان بتحريض وتشجيع من خاله (الخال الرئاسي) الذي يقود حملة عنصرية للقضاء على كل المجموعات الإثنية والعرقية التي تناهض إبن أخته- الديكتاتور البشير- عبر إستخدام العروبة والإسلام كغطاء للمحافظة على مكتسبات النخبة النيلية التي ورثت دولة الحكم الإنجليزي المصري. وعما قريب ستصدر المحكمة الجنائية الدولية لائحة إتهام جديدة ضد عبد الرحيم محمد حسين ماسح جوخ الديكتاتور البشير، وكما تقول حكمة الثعلب: العاقل من إتعظ بغيره.
هناك من يعملون على بث الرعب في قلوب العامة وقادة أحزاب المعارضة في الخرطوم بأن الديكتاتور البشير مستعد لحرب طويلة الأمد عبر كافة الوسائل والأصلح لهم الدخول في حكومة عريضة يسلم البشير بعدها السلطة لهم بعد، وهذا خير من لهم تمزيق السودان. ولا يفوت على أحد ان هذا زعم متهالك ومتهافت، ولا يفق على قدمين، وهي نفس الترهات التي كان يرددها الديكتاتور الراحل القذافي، بأنه سجعل من ليبيا جمر و نار حمراء، لكن في نهاية المطاف عثر عليه مزنوقاً في أنبوب لتصريف المياه. هكذا هو حال كل ديكتاتور لا يعى الدرس إلا بعد فوات الآوان مثل إبن علي، مبارك، القذافي، بشار وصالح، والكلام ليك يا "المنطط عينيك". وعلى الديكتاتور ستدور الدوائر.
عبد الفتاح عرمان
[email protected]
الي عبد الفتاح عرمان
دعني اقتبس من مقالك جزئية صغيرة –يعد نصراً كدخول الفاتيكان أو بيت المقدس—
من يقراء المقال يفهم منه انك شخصيا تعتبر النصر هو دخول الفاتيكان فاتحا ودخول بيت المقدس فاتحا !!! وهئنذا من فمك ادينك ووجب عليك الانتباه لما تسطره لان القارئ يحلل نفسياتك من خلال كلماتك فهل حقا تهفو نفسك للحرب مع دولة الفاتيكان تلك الدولة التي تعتبر منارة المسيحية في العالم ؟؟ تخيل احدهم ان يدعي ان النصر هو دخول الحرم المكي غاذيا ؟ واذا كنت لا تعي ما تكتب فتوقف عن الكتابة فورا فنحن يهمنا السودان فقط اما الترسبات التي في داخلك ايا كان سببها فهي تخصك وحدك واعلم ان الاوان قد آن لفرز الصالح عن الطالح ولا للفكر العدائي للآخر !!!!!
سيد .عرمان / كلام فى الصميم . صح لسانك
موضوع محكمة الجنايات هذه هل ما زال يدغدغ مشاعر وخيال اصحاب الخيالات الواسعة ؟؟
هذا موضوع اكل عليه الدهر وشرب واصبح قصصاً تروي للونسة وملء الفراغات فقط
والدليل بباسطة ان السيد الرئيس بدد احلام اوكامبو ومن قبله قبيلة المعارضة
لو كان الموضوع يجدي لماذ لم يحد من تحركات رئيس الدولة ؟؟
يا أخ عبدالفتاح الخال الرئاسى وجد لتخويف المؤتمر الوطنى أولا وثانيا هو داعم للجيش الذى أصبح مليشيا للبشير ألم ترى أن هجوم الخال والأهبل عبدالرحيم لحسوا
نافع إتفاقه مع الحركة الشعبية بذلة ومهانة وأرجف الذين أيدوا نافع
الاخ عباس
سلامتك من ارتفاع ضغط الدم ومن مرض السكري
البشير وعبدالرحيم اصحاب لا يفترقان .. ولذلك نتمنى ان يقضيا شيخوختهما معا فى سجون لاهاى البارده جدا .. لان الخواجات لا يرحمون ابدا ولا ينسون ابدا .. الجنرالات يريدون حرق السودان معهما بافتعال الحروب العنصريه بخزينة خاوية وروح معنويه منهاره .. ولكن هيهات .. ويمكرون ويمكر الله .. الى مزبلة التاريخ النظام العنصرى بطل الابادة الجماعيه عديم الاخلاق والدين .. الى مزبلة التارخ الكهنوت الدينى لحرامى الناعم الممسح ..
كما تكونوا يولي عليكم …