جدلية العالمانية (1) تدليس كيري كان البداية ..

أي تصريح سياسي لا يلقى على عواهنه. أنت تعرف ذلك. لذا، قبل أن أدلف لصلب الموضوع أرجو أن تساعدني في فهم هذا التصريح المبهم، أهو سهو سياسي أم تدقيس وتغفيل متعمد.

وزير الخارجية الأمريكي في آخر تصريحاته قال: (في جنوب كردفان والنيل الأزرق لديك أناس يشعرون منذ زمن طويل انهم يريدون حكماً علمانياً وإحترام هويتهم . ولسوء الحظ فإن الرئيس البشير يحاول أن يفرض عليهم عبر وسائل إستبدادية، وعبر العنف، الإلتزام بمعيار لا يريدون ببساطة قبوله، فيما يتعلق بالأسلمة والتشدد المتصل بهويتهم. والحاسم هنا، بحسب رأيي، أن على الرئيس البشير ان يحترم ما يحاول الناس في جنوب كردفان والنيل الأزرق تحقيقه..).

فحسب ما فهمته من كلامه: ناس جنوب كردفان والنيل الأزرق من زمن طويل لديهم الحق في عالمانية. أما البقية في الشرق والشمال والغرب الادنى والوسط مسلمون ويجب أن يحكموا بإسلام البشير (الذي لا يمثلني) والذي لا يمثل الإسلام أساسا. أما هكذا كيري يقف مع المؤتمر اللاوطني الذي يقوم بتمزيق السودان بسبب الهوية وتنوع ثقافاته من دينية وعرقية وقبلية. فأين كانت تلك المفهومية عندما أمنوا على إتفاقية السلام الشاملة ولم يشملوا المنطقتين ليحلوا مشكلة السودان جذريا!. أو يتجاهلون بأننا شعب واحد، ويفترضون بأن البقية ليس لها علاقة بأهلنا في النيل الأزرق وجنوب كردفان ولا نحسس بحسسهم، وهويتنا مختلفة عنهم!، وبالتالي على البشير أن يحترم ذلك وأن يكف عن التشدد عليهم لكي يعطيهم في النهاية حق تقرير المصير والبقية أضربهم بيد من حديد ومن ثم إنفصال جديد.
أما وهكذا يريدون!. صححوني إذا لم أحسن القراءة بين السطور. دلوني إن كان هناك فرق بينه وبين ما تسعى له هذه الطغمة!.

نحن نسعى للوحدة وحل المشكلة نهائيا، ولكن هذا التصريح الممجوج يثبت أن قضيتنا لن تحلها أمريكا ولا عشرة مثلها. أمريكا الديمقراطية التي تغمض عينها عن مشكلة وطننا الأساسية. متى نفهم انها تلعب لعبة السياسة بالتعريج لصالح ورقها فقط وتترك الفتح للجميع في النهاية. وبعد الحريق تجر الشوك في جلد الجميع الذي بالطبع ليس بجلدها. والشوك هو خطورة الإسلام السياسي الذي يعلمون أنه شرذم الوطن ونهش أوصاله تخريبا وأشعل الحروب والفتن لربع قرن. يعلمون أيضا أن كل مواطن في أي بلد يريد بلده أن تكون دولة قانون وعدل وعدالة سياسية وإقتصادية وإجتماعية، حتى ينعم هو في المقام الأول بحقوقه الأساسية كمواطن، فيشعر بالإستقرار في بلده وبالتالي يساهم هو وأبناءه في مستقبلها.

وبرغم ذلك فليس اللوم على كيري المدلساتي لأن اللوم على سياسيينا العمالقة ولكنهم للمفارقة ظلوا أقزاما أمام عظيمهم السودان. زعماء الأنابيب الذين وجدوا أنفسهم في رحم الوطن الشامخ وبطنه البطرانة التي للأسف لم تلد مولودا طبيعيا إلى الآن إلا واحدا كان جنوبيا هواها ولكنه رحل. ونحن في إنتظار ساعة المجد لمولود جديد. اللوم علينا في ترك أمنا يتنازع رعايتها كل من شاخ وأتى بابناءه ليعلمهم في رؤوسنا أ، ب، ت سياسة، و الأطفال المصابون بالكسل الذهني والجبن العقلي والسلس الفكري. فلا نحلم بتغيير حقيقي الآن إلا تغيير الأوجه وعلى أقل تقدير تغيير الحفاضات. اللوم علينا في عدم وعينا وعدم وضوح رؤيتنا لأي شكل دولة أو قالب يمكن ان نعيش فيه جميعا مواطنين سواسية وتركنا للعنصرية والجهوية والقبلية والفتنة الدينية تنزع لباس أمنا وتهتك عرضها وتجعل الما يشتري يتفرج عليها.

ما أكثر التدليس ولكن هذا التصريح بالذات دفعني إلى تصعيد معركة الوعي “وما هو شكل الدولة” المثالية التي يجب أن تكون بالسودان.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ما هو شكل الدولة” المثالية التي يجب أن تكون بالسودان؟ بالتأكيد ليست الدولة العلمانية و بالتأكيد ليست الدولة الكيزانية. اذن ما هي؟ فى رأي بما أن أغلبية السودان الفضل هم مسلمون فهم يريدون دولة اسلامية تحكمها شريعة الاسلام على أن تطبق بصورة صحيحة كما أرادها الله سبحانه و تعالي تسود فيها عدالة الاسلام و حكمه الراقى و ليس الاسلام المدغمس الذي أتي به ناس المؤتمر الوطنى و لا تلك الشريعة التي طبقها نميري،نريد دولة الاسلام مثل تلك التي أقامها رسول الله صلى الله عليه و سلم و الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، دولة راقية تسود فيها سيادة القانون الاسلامي حيث يستطيع أي مسلم أن يقاضى أمير المؤمنين أمام القاضى و يأخذ حقه منه و أمير المؤمنين راضي و سعيد بحكم القضاء كما كان عليه الأمر فى صدر الاسلام، لا يوجد أرقى و أعدل من حكم الله سبحانه و تعالى، لا يوجد قانون وضعى يعدل قانون الله سبحانه و تعالى و أي مسلم لا يكتمل ايمانه و اسلامه الا بالقبول بحكم الله و التسليم به. أما ما يتشدق به الليبراليون و العلمانيون و شكل الدولة التي يريدونها بأحكام و تشريعات وضعية من صنع البشر فتلك لعمري لهى الطامة الكبري، أنظروا الى الاحكام العلمانية فى أوربا ماذا أحدثت، لئن كان هناك تقدم علمي فى أوربا فهناك انهيار روحي تام، انهيار فى منظومة القيم و انهيار فى الأخلاق، ثم ان الاسلام لا يتعارض مع أي تقدم علمي بل يشجعه و يحث عليه،
    المسلم أصلا لا يسعه الاعتراض على حكم الله و لا على شرعه بل يجب عليه التسليم و القبول التام بذلك، و اذا عن له أن يعترض على شرع الله و حكمه فليعيد النظر فى اسلامه و عقيدته.

  2. ما هو شكل الدولة” المثالية التي يجب أن تكون بالسودان؟ بالتأكيد ليست الدولة العلمانية و بالتأكيد ليست الدولة الكيزانية. اذن ما هي؟ فى رأي بما أن أغلبية السودان الفضل هم مسلمون فهم يريدون دولة اسلامية تحكمها شريعة الاسلام على أن تطبق بصورة صحيحة كما أرادها الله سبحانه و تعالي تسود فيها عدالة الاسلام و حكمه الراقى و ليس الاسلام المدغمس الذي أتي به ناس المؤتمر الوطنى و لا تلك الشريعة التي طبقها نميري،نريد دولة الاسلام مثل تلك التي أقامها رسول الله صلى الله عليه و سلم و الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، دولة راقية تسود فيها سيادة القانون الاسلامي حيث يستطيع أي مسلم أن يقاضى أمير المؤمنين أمام القاضى و يأخذ حقه منه و أمير المؤمنين راضي و سعيد بحكم القضاء كما كان عليه الأمر فى صدر الاسلام، لا يوجد أرقى و أعدل من حكم الله سبحانه و تعالى، لا يوجد قانون وضعى يعدل قانون الله سبحانه و تعالى و أي مسلم لا يكتمل ايمانه و اسلامه الا بالقبول بحكم الله و التسليم به. أما ما يتشدق به الليبراليون و العلمانيون و شكل الدولة التي يريدونها بأحكام و تشريعات وضعية من صنع البشر فتلك لعمري لهى الطامة الكبري، أنظروا الى الاحكام العلمانية فى أوربا ماذا أحدثت، لئن كان هناك تقدم علمي فى أوربا فهناك انهيار روحي تام، انهيار فى منظومة القيم و انهيار فى الأخلاق، ثم ان الاسلام لا يتعارض مع أي تقدم علمي بل يشجعه و يحث عليه،
    المسلم أصلا لا يسعه الاعتراض على حكم الله و لا على شرعه بل يجب عليه التسليم و القبول التام بذلك، و اذا عن له أن يعترض على شرع الله و حكمه فليعيد النظر فى اسلامه و عقيدته.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..