مجرد سؤال

طالعت قبل أيام على قناة البي بي سي خبر اطلاق السلطات الهندية لمواطنة في الخمسين من العمر وذلك بعد أن قضت فى السجن 19 عاما بسبب عدم قدرتها على دفع كفالة مالية تبلغ (180) دولار ، وظلت حبيسة حتى تمكن ابنها الذى كانت حاملة به عندما دخلت السجن من تسديدها فالابن الذى تنقل فى دور الاحداث حتى قوي عوده عمل فى محل لصناعة الملابس وظل يكد ويجتهد و(يحوش) حتى تمكن من جمع المبلغ ليذهب لاطلاق سراح والدته .
خبر تناقلتة القنوات العالمية والحمد لله لم يكن فى دولة عربية او اسلامية وان اشتركنا فى الانسانية يحمل معانى سامية فان تمكث امرأة زهرة شبابها فى السجن وتعجز ان تدفع غرامة بسيطة كهذه وتحرم من رؤية ابنها وتربيته فهى اشدة مرارة عليها من السجن بالرغم من ذلك لم ينس الابن والدته بالرغم من قضبان السجن التى فرقت بينهما وظل يعمل رغم صغر سنه حتى جمع المال واطلق سراحها فى موقف انسانى قل ان يوجد مثله .
هذا الموقف وان حدث بعيدا فان السجون فى السودان تعج بالكثير من القضايا المشابهة لقصة هذه المرأة الهندية وقد لايصدق القارىء ان بعض المحبوسين فى سجوننا قد يصل المبلغ المحبوس من اجله ل(100) جنيه فقط لم يستطيعوا دفعها فمكثوا وراء القضبان لسنين او لشهور امر محزن ان يحرم شخص من حريته بسبب مبلغ كان يمكن ان يتكفل به ديوان الزكاة او المحسنين او فاعلي الخير ان وجدوا من يعلمهم بأمر هؤلاء الغارمين .
ما اقسى ان يحرم الانسان من حريته نتيجة عجز وعوز فالحرية تدفع من اجلها الذهب والغالي والنفيس اما الغبن الذى يتولد داخل الانسان فهذا يحتاج الى سنوات او الى علاج نفسي وكان فى الامكان ان نتفادى ذلك فنحن مجتمع اسلامي مترابط والمسؤولية تقع على الجميع ابتداء من ادارة السجون على مستوى السودان فعليهم تقع المسؤولية الكبرى فيجب ان يعملوا مع منظمات المجتمع المدني وديوان الزكاة بصفة خاصة من اجل اطلاق سراح المسجونين بسبب مبالغ كهذه بل على ديوان الزكاة ان يقود مبادرة من اجل اطلاق كل الحالات الانسانية وان كبر حجم المبلغ الذى يفترض ان يسدده عن كل سجين ولا ننسى كذلك الغارمين غير المحبوسين وما اكثر الذين أرهقتهم الديون وعجزوا عن سدادها .
قاسم مختلف
الى المسؤولين بديوان الزكاة يا من تتصرفون فى أموال الله عز وجل الذى أوكلكم عليها إنها أمانة فهذا المال مال المسلمين، يصرف في بنوده، ومنها الغارمين. الرجاء مزيد من الاهتمام ببند (الغارمين) لأهميته فى ترابط المجتمع فالسجن يتسبب فى تشريد الأبناء وتفكك الأسر لماذا لايكون الاهتمام بالغارمين مثل بند (العاملين عليها) مجرد سؤال.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاخ بكرى خليفة
    لك التحية
    من تخاطبهم ليسوا اسلاميين ولا يابهوا بالدين ولا تعاليمه , لكن اذا خاطبنا ادارة السجون ما الفائدة بحساب الربح والخسارة من القبض والصرف على مسجون باكثر من المبلغ المطلوب ؟ لماذا لا تلجأ ادارة السجون الى القضاء وطلب افراج مؤقت ومشروط اذا التزم المجبوس بتسديد المبلغ وهو خارج الحبس . طبعا سينبرى الكل للقول ان القانون لا يسمح بذلك , وكأن القانون كتاب مقدس لا يصح تعديله وينبغى ان نصبح اسرى للقوانين التى نضعها فتصبح كارثة علينا نظل مشلولين ازاءها ! الاجهزة التشريعية لا عمل لها سوى تاييد الرئيس وتغفل تماما دورها الرقابى والتشريعى بحيث يصبح تعديل القانون معضلة صعبة المنال .
    لماذا لا نحل الاجهزة التشريعية اذا فشلت فى اداء دورهاالرقابى والتشريعى وما الفائدة من صرف الاموال والامتيازات لممثلين لا يجيدون سوى التصفيق والتطبيل والخوض فى توافه الامور …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..