أخبار السودان

ضريبة في شكل مصيبة

تشتري صحن فول من أي مطعم بي فاتورة ، يخصم منك 17% قيمة مضافة أو 20% أحياناً.

وتدفع فاتورة القناة الفضائية، معناها تدفع ضريبة القيمة المضافة .

وتتكلم بي موبايلك عن طريق الدفع المقدم يخصموا منك القيمة المضافة.

ولا تعرف إنت أي قيمة أضيفت إليك حتى تفرض عليك الحكومة هذه(الدقنية) موديل 2013.

والمستورد ( الرأسمالي) الذي يدفع ضريبة القيمة المضافة على وارداته ، تُرجع له هذه الضريبة متي ما باع السلع التي استوردها لتاجر الجملة.

وتاجر الجملة يسترد ضريبة قيمته المضافة متى ما باع لتاجر القطاعي.

وتاجر القطاعي يأخذ من المستهلك( اللي هو إنتَ) الضريبة على القيمة المضافة لتسليمها للمدعو ديوان الضرائب .

إذن الضريبة على القيمة المضافة تؤخذ من الغلابة، الذين لم يضاف أي جنيه لأجورهم أو معاشاتهم الشهرية.

من التقارير الحكومية (المضروبة) نعرف أن جملة الأموال التي يتحصل عليها السدنة والتنابلة من القيمة المضافة والجمارك على السلع تبلغ(10) مليار جنيهاً سنوياً .

ومن نفس التقارير يفيدنا التنابلة بأن ضريبة أرباح الأعمال، على أصحاب الشركات وناطحات السحاب وتماسيح السوق والوجهاء وبطانة النظام؛ تساوي فقط واحد مليار جنيهاً في السنة .

الغريبة أن محمد أحمد التعبان، الذي تنشله الحكومة بحجة الضريبة على القيمة المضافة، لم يصنع السلعة المعنية، ولم يوزعها حتى يستمتع بالقيمة المضافة ويدفع الضريبة لقاء هذا الاستمتاع .

ولنفرض مثلاً ، أن زيد إشتري قطناً من عبيد المزارع ، وحوله إلى قماش وضع عليه ربحاً فوق التكلفة، وباعه إلى عثمان صاحب مصنع ملبوسات والذي بدوره حوله إلى قميص وضع عليه ربحه فوق تكاليفه وباعه في السوق فاشتراه الريح في نهاية المطاف.

تصور عزيزي القارئ أن الضريبة على القيمة المضافة للقميص لا يدفعها زيد صاحب مصنع النسيج ، ولا عثمان صاحب مصنع الملبوسات ، بل يدفعها الريح (التعبان) إنابة عن أصحاب الأعمال الذين استمتعوا بالربح ولهفوا القيمة المضافة ووضعوها في حساباتهم البنكية بالدولار والاسترليني .

إنها اكتشاف الرأسمالية المذهل لإفقار البشر، الذي تبنته ( الإنقاذ) وصار طفلها المدلل ، ورفعت نسبته من عشرة في المية إلى عشرين في المية، وفي التعديل الجديد ضريبة على ساندوتش الطعمية .

وعليه فالضريبة على القيمة المضافة هي ضريبة على الاستهلاك ، طول ما إنت بتاكل وتشرب وتلبس لا بد أن تشيل الحكومة منك ضريبة ، وإلا فاذهب للغابة كما ولدتك أمك ، واعتمد على ثمار الشجر وصيد الزواحف وقل لديوان الضرائب( وداعاً روضتي الغناء).

عندها سترتاح من( الدفع) لكنك في نظر السدنة طابور خامس طالما دخلت الغابة، فاحذَّر من الجواسيس ، ولا تمشي وراء الكديس .

الميدان

تعليق واحد

  1. التاجر فى عهد الانقاذ مطحون مثله و مثل المواطن فهو يحصل القيمة المضافة و يدفعها للضرائب و يحاكم اذا لم يفعل و ليست لديه مصلحة فى تحصيلها و غالبا ما يطالب بان يدفع اكثر من المبالغ التى تم تحصيلها من المواطن باعتبار ان التاجر كاذب و تلاعب بالفواتير و بذلك زاد العبء على التاجر غير الجبايات الاخرى و كلنا نعرف من هو عدو المواطن و لا داعى ان يتم تعليق المصائب فى شماعة التجار و رجال الاعمال التى تم محاربتهم فى ارزاقهم مثل الموظفين و الصالح العام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..