نَافِلَةٌ مِنْ رَحِيقِ النَّحْلِ شَهْدٌ

الى روح الزميل الصديق صلاح على صالح
سَهْلٌ تَوَسَّدَ سُهُولَ نَجْدٍ
وَمَضَى في ثَنَايَا الْجُرْحِ
بَرْقًا وَرَعْدَا
مُنْحَازٌ لأغْنِيَةٍ وأُمْنِيَةٍ
لا تَزَالُ في رِحْمِ الغَيْبِ
وَعْدَا
أَيُّ وَعْدٍ ذَاكَ الذِي
شَدَّ وِثَاقَ الأُغْنِياتِ
وأَسْرَجَ بُرَاقَ الدَّمْعِ
وَجْدَا
*************
مُتْعَبٌ يَا قَلْبُ
مِنْ حَفِيفِ النَّخْلِ
مِنْ شَوْقِ الرِّمَالِ
وَمِنْ لَهْفِ البَوَادِي
لِنَضِيرِ عَهْدِ
أَيْ قَيْدٍ ذَاكَ الذِي
أَدْمَى الفُؤَادَ لِتَصْطَفِي ثَرَى
الغُرْبَةِ لَحْدَا؟؟!
**************
يَا مَنْ سَرَى بِالْبُشْرَيَاتِ
وَبِالأَمَانِي وَمَا مَلَكَ الْيَقِينَ
مِنْ قَوَانِينِ الْجَدَلِ
فِي حَزْمٍ وَجِدِ
نَاثِرًا كِنَانَةَ الرُّوحِ
وَمَا جَادَ بِهِ الرِّفَاقُ
مِنْ شَرَفٍ وَمَجْدِ
يَا حَادِي الْقَلْبِ اتَّئِدْ
لِنَقْتَفِي أَثَرَ الْفَرَاشَاتِ
وَمَا حَبِلَتْ بِهِ الأَحْزَانُ
مِنْ عَرَقٍ وَجَهْدِ
***************
مُدْنِفٌ حَتَّى الثَّمَالَةِ
وَمُرْهَقٌ حَدَّ التَّعَبِ
إِنَّ هَذَا الْقَلْبَ صَبَّ
أَوْجَاعَ الْمَنَافِي
أَوْهَنَتْ مِنْهُ الْعَصَبُ
وَأَحْلاَمُ الرُّجُوعِ
في جَذْرٍ وَمَدِّ
****************
يَتْسَعُ السَّهْلُ نَهْرَا
مَا وَسِعَ الْقَلْبُ قَهْرَا
يَا حَادِيَ الْوَجَعِ مَهْلاَ
حَسْبُنَا مِنَ الدَّهْرِ حُزْنًا
لا يَحَدُّ
يَا حَادِيَ الْقَلْبِ اتَّئِدْ
السُّحْبُ أَنَاخَتْ حَمْلَهَا
عَافَتْ فَجْرَهَا
وكُلُّ مَا اكْتَنَزَتْ
مِنْ دَمْعٍ وَكَدِ
****************
نَهْدِي اليَوَمَ رَسْمُكَ للأَصِيلِ
نَكْسُوهُ احْمِرَارَ الجُلَّنَارِ
في كِلِّ الفُصُولِ
نُعَلِّيهِ مَقَامَ الأَنْبِيَاءِ
نَسْكُبُ الرُّوحَ
فِي فَضَاءِ الانْتِمَاءِ
مِيثَاقٌ وَوَعْدٌ
يَا رَفِيقَ الاخْضِرَارِ
إِنَّ نَفْيَ النَّفْيِ سَارِيَةُ الفَنَارِ
وَتَرَاكُمُ الْكَمِ يُفْضِي للنَّهَارِ
يَفْتَحُ لِصَرَاعِ الضِّدِ مجدَا
*******************
سِنَارُ يَا مَدِينةَ الطَّقْسِ الْمُقَدَسِ
يَا إِمَارَةً بِالشَّوْقِ وَالشَّهَوَاتِ
وَمَا تَيَسِّرَ مِنْ كَفَافٍ وَزُهْدِ
افْتَحِي شَغَافَ الأَبَنُوسَ
دَثِّرِي الغَائِبَ بِمَا
حَفَلَتْ مِنْ طُقُوسٍ
زَمِّلِيهِ بِالنُّجُومِ وَبِالشُّمُوسِ
عَانِقِيهِ بِكُلِ تَرْحَابٍ وَوُدِّ
احْتَوَي الفَارِسَ بَالطُّيُوبِ
طهريه من كل العيوب
وَامْنَحِينَا صَبْرَ أَيُّوبِ
نَافِلَةٌ مِنْ رَحِيقِ النَّحْلِ شَهْدٌ
28/11/2015م
[email][email protected][/email]