بورتسودان .. حرب المياه الداخلية القادمة ضد المركز

قال السيد نائب والى ولاية البحر الأحمر وهو يتحدث الى برنامج صالة تحرير بقناة أم درمان الفضائية ، بأن مسألة امداد مدينة بورتسودان بمياه نهر النيل أصبحت حقاً مكتسباً لا ينبغى النكوص عنه ، وأنهم يأملون فى نفاذ قرار رئيس الجمهورية شخصياً فى هذا الشأن . حكومة البحر الأحمر أتبعت الراجفة بالرادفة ، وأصدرت قراراً بتعليق الدراسة بمرحلتى الأساس والثانوى ، حتى سبتمبر المقبل بسبب طامة العطش المتوقعة بين شهرى يونيو وسبتمبر من كل عام ، فى أسوأ سيناريو ضغط على المركز . لم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل قام المجلس التشريعى لولاية البحر الأحمر بعقد جلسة ارغاء وازباد صاخبة ، تطاير شررها قاصداً القضاء على أخضر ويابس الحكومة ، التى هم أصلاً جزء منها . بعضهم طالب بالانفصال والبعض الآخر طالب بالقتال ، والأعقل منهم طالب بالاعتصام والاستقالة دون الاشارة الى مخصصاتهم وامتيازاتهم ، التى يمكن أن تجلب لهم ماء زمزم من مكة أو جدة القريبتين .لم ينس النواب المحليون الكرام الطواف بمثلث حمدى الشهير ، الذى صار قبلة وكعبة يحج اليها كل من يريد انتزاع حق موهوم بابتزاز الحكومة المسكينة . لعل الباعث الحقيقى لكل هذا هو التصريح الذى تفضل به وزير الكهرباء والسدود أسامة عبدالله ، باستحالة امداد مدينة بورتسودان بالمياه من نهرالنيل ، ولعمرى فان حديث الوزير هو الأقرب للمنطق السليم ? آنئذٍ على الأقل – وهو أمر يتفق مع النواميس الطبيعية ، وحسب رأيى المتواضع فان مثل هذه المشاريع الارتجالية الارضائية غير المدروسة ، تفتقر الى الركائز الاستراتيجية والأمنية المحفزة للخوض فى غمارها ، وربما تكون أقرب الى ممارسة ألعاب المجازفات غير المحسوبة العواقب ، كما أنها تفتقر الى فضيلة الادراك العقلى لعوامل الزمن والتوقيت السليم لطرح الأمور الهامة ، وبالذات فى بلد كالسودان يعيش الآن أسوأ حالاته الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية ، بل مهدد حتى فى أمنه المائى بسبب التداعيات البعدية لسد النهضة الأثيوبى ، الذى بات أمراً واقعاً . السودان مهدد أيضاً بتقطيع الأوصال بسبب النزعات الانفصالية لبعض اثنياته ، وبسبب قصر النظر الذى يكابده أغلب من يعتقدون أنهم يمثلون الطلائع المثقفة المدافعة ،عن قضايا أهلهم وعشائرهم ومناطقهم فى أسوأ حال يمكن أن يعترى بشراً. السودان الآن ليس هو السودان الآمن المطمئن ، الذى يجتمع أهله كلهم على قلب رجل واحد ، والسودان الآن يتعذب داخل نفسه بسبب هشاشة التوجه القومى لمكونات مجتمعاته ، فكيف ستمر مسألة كبرى كمسألة مياه بورتسودان مرور الكرام ، دون أن يطعن فى صميم قلبها نفر من الذين يعتقدون أن مناطقهم مهمشة ، وتعانى هى أيضاً العطش والجوع والمرض ، وتحتاج كذلك لمياه نهرالنيل العذبة . إن مثل هذه المشاريع الاستراتيجية الكبرى والمهمة فى آنٍ واحد ، لن تقوم لها قائمة الآن ، ولن تجد القبول كقضية حياتية وأمنية ملحة ، الا اذا اجتهد الجميع وتكاتفوا لجعل البلد آمناً مطمئناً موحداً، بعيداً عن أسباب العنصرية والجهوية والقبلية والاثنية البغيضة ، ولا أعتقد أن الحالة الراهنة للسودان تسمح له بركوب مصاعب جديدة قد تفتح عليه نيران جهنم من الداخل والخارج . أهلنا بالبحر الأحمر يزبدون ويرغون ويهددون وينفخون ، فى أكيارهم ( جمع كير ) ليتطاير شرر فحمهم تهديداً، وارهاباً للحكومة الهشة لنيل ما يعتقدون أنه حق مكتسب ، وبالطبع فانهم كنافخ الكير تماماً فاما أن يحرقوا بفعلهم هذا ثياب الحكومة أو تجد الحكومة منهم روائحاً نتنة، وفى كل الأحوال فإن فعلهم هذا يعكس عدم نضج سياسى نأسف لنعتهم به. هل يا ترى غاب عنهم أن البلاد نفسها تعيش حالة حرب ضروس مع الحركات المسلحة المسماة الجبهة الثورية هذه الأيام ، أم أن الأمر كله ابتزاز فى ابتزاز !!؟ . نحن مع أهل البحر الأحمر فى أن يطالبوا الحكومة بحل مشاكل المياه دون شروط ودون ارهاب ، شأنهم شأن أهل كردفان والقضارف وكسلا ودارفور ، وذلك من واقع ومعطيات الطبيعة والجغرافيا التى قدرها لهم المولى عز وجل وأرادها لهم ، وليعلموا بأن هنالك مدن ترقد قريبة جداً من نهر النيل ، ولم نسمع يوماً بأنها طالبت بمدها بمياه نهرالنيل ، وبالعدم الانفصال والقتال والاعتصام والنحيب ، وهى مدن كثيرة ومعلومة مثل بارا وتندلتى وغيرهما .
على أهلنا بالبحر الأحمر أن لا يستغلوا ضعف الحكومة هذين اليومين لارهابها وتخويفها ووضعها بين خيارين أحلاهم مرٌّ، وعليهم تحيُّن الوقت المناسب لتحقيق ما يصبون اليه فى حدود ما يسمح به منطق الأشياء فى هذا السودان العجيب . أعتقد بأن الامكانيات المهولة التى رمت بها الحكومة المركزية تجاه بورتسودان بلا حساب أو تحسب ، وجعلت منها جنة سياحية فى الأرض ، قد تبخرت الآن جحوداً ونكراناً ، بل تهديداً برفع السلاح بغية الانفصال ، والأكثر من ذلك هو التهاب وانتفاخ هرمونات الغرور عندهم تلميحاً ، بأن سعادة الوالى( ايلا ) هو رمز وصوت معروف ليس عند الشير ( البشير حافة كدا ) بل وعند الجميع ، وهى عبارة ترجع ملكيتها الفكرية للفريق مالك عقار والى النيل الأزرق الأ سبق ورئيس الجبهة الثورية المتمردة ، الذى قال يوماً ما وهو فى قمة بطره ، بأن لا فرق بينه وبين البشير، فهو يملك جيشاً وقصراً كرصيفه البشير وبقية القصة معلومة … لا علينا ولننتظر رياح الشرق بماذا تجود . هل ستضيف لنا سبباً جديداً باعثاً للحرب ضد الحكومة المركزية بجانب السلطة والثروة باسم المياه !!؟ .من جانبنا سنراقب ضفاف نهر النيل وجروفها البهية بالقرب من مدينة عطبرة ، لنرى هل ستشرب بورتسودان من نهر النيل ماءً عذباً بقوة زندها ، أم ستتجرع الكدر والطين ، أم هل يا ترى سيؤوب أهل الشرق لعقولهم قانعين باحثين عن مياه أجدادهم التى غارت داخل أعماق خور أربعات !!؟

عباس فوراوي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا عباس فوراوي ان كنت فوراوي حقا لماذا حمل ابناء دار فور السلاح ؟ اليس هو التهميش بعينه – مدحك المبطن لايلا ما هو الا تزوير للحقائق اين هو العمل والتنمية السياحية التي تتحدث عنها – اعضاء المجلس التشريعي هم اقرب منك لحال البلد – الجوع والعطش والمرض والجهل متمركز في انسان الشرق فاما ان تنادي لنصرة الحق او الصمت يا ايها المنبطح المتخاذل الجبان !!!!

  2. بقترح على السيد ايلا يجيب تانى ناس نانسى عجاج وفهيمة ويعمل ليهو مهرجان ثقافة يخصص عائداته من مكون محلى لمياه بورتسودان – قالوا والله أيلا دا مافى حاكم زيه حتى بعض منسوبى المؤتمر الوطنى رشحوه عشان يخلف البشير فى رئاسة الجمهورية – حرام عليكم البشير جوعنا عاوزين نعطشونا كمان
    ديل كلهم خليهم يتموا عامهم الخامسة والعشرين فى الحكم ويعمل ليهم يوبيل فضى ويتم تشريكهم
    تعرفوا الشرك شنو – عربة السكة الحديد القديمة لمان تشرك يعنى تعاد لورشة عطبرة
    يعنى تالف

  3. اشك انت من دارفور ناس دارفور شجعان لايرضوالظلم ولكن انت معرس وجبان والاخطرمن ذلك توصى الناس على الجبن بأسم الوطن لاقيمة لوطن لاينال فية المواطن ابسط الحقوق كلماء دعك من الحقوق الاخرى التى يمكن بمنطقك العليل تصبح رفاهية في ظل الظروف الحالية انسان الشرق ينادى بحقوقة منذالاستقلال وهي العدالة والمساواة في كل الحقوق التى تكفلها حقوق المواطنة كما نص عليها الدستوراستخدم كل الوسائل السلمية ولكن صارت بلا جدوى لم يتبقى لحل غير المطالبة بالانفصال وهواحتمال راجح في ظل السياسات المركزية الظالمة اخى انتى لاتدرك بركان الغضب الزي يجلس علية انسان الشرق الزى يرسم الاعلام الحكومى الكازب صورة وردية عنة لو جرى مثلا استفتاء على انفصال الشرق اراهنك على ان النسبة لصالح الانفصال سوف تتجاوز التسعين كما حدث في انفصال الجنوب يجب ان نتعلم الدرس من انفصال الجنوب ارجوك لاتستفزالناس بهذة اللغة المسخفة بالعقول قل الحق او اصمت

  4. يازول إنت نصيح كده…
    داير زول عطشان ينتظر نهاية حروب لاأول لها ولاآخر..
    وأسامة بتاعك المطرود من الجامعة عندو مقدرات فنية وعلمية مقنعة حتى يقول بإستحالة مد بورتسودان بمياه النيل..ليه زى ماخط الأنابيب جاب البترول التقيل الموية الخفيفة ماممكن تجى والإنحدار الطبيعى شرقاً حقيقة جغرافية يدركها طالب الأساس فى هوشيرى ولا سلوم..
    وبعدين إيلا ليه مايساوى نفسو بالبشير وعادى الحوار يغلب شيخو..
    ماكنتو تصفقو لإيلا عندما كان يهدر أموال الشرق فى الفارغة والمقدودة والجميع كانوا يحجون إليه فى راس السنة ويرقصون على أشلاء أهل الولاية الذين ينهب السل صدورهم والجوع بطونهم..عندما لم يراعى حاكمهم أولويات حياتهم وعاش فى حلم السياحة والبهرجة الذى إستفاق منه مؤخراً..
    تبا لكم جميعا وأنتظروا الثورة الحقيقية القادمة من الشرق وليس لعب أدوات الصراع بين مراكز القوى على مسرح اللامعقول الإنقاذى..THE .. FUZZY WOZZY..قادمون من تلالهم السوداء وسهولهم الخضراء التى تعرفونها جيداً يافوراوى..

  5. أقفلوا الميناء

    يا أهل بورتسودان الشرفاء بكل مكوناتكم فالشر يعمكم جميعا وهذه مسألة حياة أو موت، فخمسة وثمانون في في المائة من نزلاء المستشفيات في بورتسودان يرقدون بسبب المياه الملوثة، لا تسمعوا كلام هذا الشيطان الذي يزين لكم الباطل وما قاله عن اللص الكبير أسامه عبدالله الذي لا ينتج سده كهرباء بل يبتلع ثروات الأجيال القادمة التي استدانوها وذهبت لجيوب أركان المؤتمر الوثني الفاسد، وكهرباء الحبش أرخص من كهرباء أسامه، عليكم أن تعزموا أمركم وتتحزموا وتقفلوا كل الطرق المؤدية للميناء ولا تتركوا شاحنة تدخل أو تخرج منها، هذا ما يفعله سكان الطرق التي يتضرر منها سكانها، وستجدون أركان النظام يركعون أمامكم ويلبون مطلبكم بجلب المياه من النيل، اللهم أشهد إني بلغت
    محمد علي الشيخ

  6. هذى الأبله المدعو عباس فوراوى قبل أن يهاجم أهل الشرق كان ألأجدر به أن يكرث كل وقته و قلمه للفور النازحين بالملايين بالمعسكرات داخل و خارج السودان و الذين ما زالوا يقتلون و يذبحون و يغتصبون بواصطة ميلشيات المؤتمر أللاوطنى الجنجويد كما جاء بألأخبار من قبل كم يوم. أبقى راجل و لو دقيقة و أكتب عن فساد الريس و أخوانه و حرمه و أسامة عبدالله و عبد الرحيم و و الخ. أمثالك لا قيمة لهم عند النظام يستخدمهم عند اللزوم و عندما يستغنى عنهم يضربهم بالشلوت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..