هيستيريا البشير.. والتصويت الأخير..!

البشير كظاهرة صوتية، مثيرة للضحك والسخرية، وشرُ البلية ما يضحك،… عندما إنسحبت قوات الجبهة الثوريه، من أبو كرشولا، ظَهر علي خشبة اللامعقول، المشير في فاصل مُثير مُحير، وخلفه جوقة مهرجين، الحاج آدم، أو (أبو ساطور) كما يحلو لقراء ومعلقي الراكوبة الغراء تسميته، لسبب جوهري وبلحيته الصفراء، ثم تابيتا بت بطرس ودموع التماسيح في عينيها، وفي اللوحة المآسوية السوداء ود الامام، عبدالرحمن الصادق المهدي، كأنه الهلفوت في رائعة الفنان (عادل إمام) وغيرهم من الكومبارس المصاحب لظاهرة البشير الصوتية المكررة والممجوجة والمعلومة مسبقاً … بذات الموال وبضلاله القديم، عملاء مأجوريين، طابور خامس، شرع الله، خونه، لن نفوض ،ولن نعترف …الخ من العبارات الجمل المجتره والمُمِله.
ثوار الجبهة الثورية، ليست عملاء، أو خونة، أو مأجورين، أو مستثمرين، أو سماسرة، في ثروات شعبهم، أو محتكرين للسلطة ربع قرن من الزمان، عبر أسنة الرماح، وهم بالضرورة ليس بأجانب، أو مرتزقة يعملون علي تمزيق الوطن، وتجزئته وهتك نسيجه الاجتماعي، وتشتيت شمله وتقسيمه…. البشير ومن معه ومن خلفه، ومن هم من وراء ستار، يعلمون قبل غيرهم، أنهم هم من قام بذلك
البشير، ومليشياته المسلحه هم من بدأ بالاعتداء، علي قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان شمال، في محاولا يائسة لإنتزاع سلاحه بسذاجة وسوء تقدير، وفقاً لمعلومات مضللة وفطيرة، بصورة لا يحسد عليها، كأنما – أبو فصل يجمع كراسات تلاميذه للتفتيش، والبشير هو الذي خرق إتفاقية السلام، وأجج نار الحرب و زكا فتنتها، ونفخ في كيرها، في جبال النوبة جنوب كردفان النيل الأزرق، قبلها دارفور و هو من أقال الوالي المنتخب في النيل الأزرق، القائد مالك عقار، وهاجم قوات الجيش الشعبي في النيل الأزرق، لنفس الغاية الفطيرة الإعداد، في محاولة لإنتزاع سلاح من الثوار بالقوة، وهذا محال، (والمية كذبت المحتال!.) بيان بالعمل بلغة العسكر!
البشير هو الذي تنكر للعهد كعادته، وطمس معالم المشورة الشعبية، وهو الذي يقوم بمحاولة تزوير إرادة الشعوب السودانية، ويتنكر لإستحقاقات أي إتفاقية مبرمة في ميقاتها المعلوم، البشير هو الذي يحرك، طائرات الانتنوف، لتدك و تدمر القري دكاً دكا، وتهلك الزرعا فرعاً فرعا ، تنضب الضرع، يمناً يسري، وتشرد الإنسان من سكنه، ويفر الحيوان من بيئتة الطبيعية، وتجرفت الارض من سندسها الاخضر
تماما كما فعل من قبل في دارفور، الصامدة، والشامخة، والواثبة رغم نكبتها، معيداً انتاج الازمات والكوارث، في جبال النوبة وجنوب كردفان مستعيناً بنفس مجرم حرب دارفور، المدعو أحمد هارون، الوالي بالتزوير طريد الجنائية الدولية كما أنت تماما، المجرمون بعضهم لبعض أولياء.
أمطرت المدنيين في الأقليم بالحمم، وصببت صوت العذاب بالأنتنوف الذي لا يفرق بين حجر و شجر و شيخ وطفل، طالهم حتي في كهوفهم وكراكيرهم التي وعدت، بتحطيمها، بصلف فرعون، وكبرياء قارون، ومحاججة النمرود في ربه، وأصبحت تحي وتميت، تصنف، وتعزل، وتمدح وتقدح وتذم، وتُدخِل في رحمتك من تشاء وتطارد النساء والأطفال حتي قمم الجبال، مما يجعلهم إن انجاهم رب السماء والارض من الموت، يواجهون بسببك خطر الجوع والمسغبة والظمأ.
وعندما طرحت الحركة الشعبية، في المفاوضات البند الإنساني اولاُ، وغوث الفارين من ويلات الحروب، في مفاوضات أديس أبابا التي أتيتها جبراًو قسراً وأنفك في الرغام، بعد قسمك المغموس، ولو كان في الميثاق الغليظ، كما أنت دائما، تقسم صباحًا وتحنث عند المساء، بغير حساب.
طرحت الحركة الشعبية، وصول الإغاثة والمساعدات المنقذة لحياة المدنيين كأولوية، للذين يفقدون حياتهم بصوره يومية، فتعنتم و وقفتم حجر عثرة ورفضتم بحجة السيادة، المسفوحة، إلي حد الما يشتري يتفرج!، وذلك لكسب الوقت ولتجزئة القضية، وتدليسها بتغيير ملامحها وإبتسارها لخنقها ووئدها، لقد خبرنا ادبيات نظامكم المتهاوي، والمتعدد الرؤوس، والعديد الأ لسن، بين مؤكد ونافي ? ونافي النفي, ومؤكد ما نفي, وثالث ينفي ما أُكد نفيه , وآخر يفصل بعدم تخويل المؤكدين والنافين معاً، ثم يستقيل، مؤكداً عدم تفويض الجميع بالحديث أو الرقيص، حتي ولو كان خبيراً وطنياً “ما بيخبرش حاجه” يبرم مساعدك نافع اتفاقية عند العصرية وتنقض غزلها انت بعد صلاة
المغربية قبل سجود السهو.
الجبهة الثورية جادة في إقتلاع النظام، وتحرير السودان، من ادران العصبيات القبلية، والمنابر الجهوية، العقلية العنصرية، من أي وقت مضي إنتهي إلى غير رجعى سلام القطاعي، والبيع الفرادي، “والضجة في الرادي، والخطب الحماسية”، قوى الهامش لها مطالبها الحرية، العدالة، المساواة، علمانية الدولة و وقوفها في خط محايد ومتساوي من الجميع، دينا،ً وفكراً، وعرقأ ” وكلوعندو دين كلو عندو رأي” .
النضال المسلح أرفع، أشكال النضال، في الفهم الثوري، لا جدال، الآن حصحص الحق، فتية آمنوا بوطنهم، سائرون علي هدى من شعبهم، مُوقنون، بقضايا شُعوبهم، يدهم على زناد ما أخترتموه فاصلاً، وهم مجبرون، دفاعاً عن النفس و بالحق، ولسان حالهم: سأحمل رُوحي علي راَحتي
والُقي بها في مَهاوي الردى
فإما حياة تُسر الصديق
وإما ممات يُغيظ العدا
ونفس الشريف لها غايتان
ورود المنايا ونيل المنى
من أهم سمات حرب العصابات، مبدأ أن كسب الأرض ليس سبباً للفرح، وخسارة الأرض ليست سبباً للأسف، إن خسارة الأرض أو المدن ليست ذات أهمية، إن الشئ المهم هو إكتشاف الأساليب لتدمير قوات العدو، بتشتيت جُهودها وضرب خطوط إمدادها، وإستدراج العدو حتى تطول خطوط إمداده ما أمكن ذلك، لأستنزافه وشل حركته، فإذا كانت قدرات العدو الفعالة لا تتناقص حتى بإحتلال المدن فيكون الثوار، غير قادرين علي الاحتفاظ بها وبالعكس، فحين تكون قوات الثوار الخاصة غير كافية، فإنها عندما تتنازل عن المدن يكون لديها الأمل على استرجاعها، وإنه من غير المناسب كلياً أن تدافع عن المدن الى أقصى حد لأن هذا يقود إلي ضعف قواتها الفعاله.
إلى ذلك فإن إحتلال المدن يرهق قوات التحرير، و حرب العصابات، و يكلفها أعباء الإدارة المدنية في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، والتي من الأجدى تركها للعدو حتي ترهق ميزانيته المنهارة غالباً بسبب الفساد، وبسبب الحرب الظالمة التي يقودها المركز ضد الهامش، وللجيش الشعبي لتحرير السودان، وقوي الهامش تجربه ثرة في هذا المجال، حيث نري أن ثوار الجنوب لم يحرروا مدينه واحدة كبيرة ليقع عليهم عبئها الإداري ولكنهم ظفروا بوطن محرر كامل الدسم، واخيرا (الفجر يدك جدار الظلمة فأسمع الحان النصر).
مقال جميل جدا
التحية المحلى بأقواس النصر، لك الاستاذ انصاري وانت تكتب منافحاً عن قضايا المهمشين والبسطاء، شكراً مدرارا علي هذا المقال
شكراً على هذا المقال الرائع،والنصر حليف الثوار
أحيك الانصاري على هذا المقال المقال، المجد والخلود لابطال الجبهة الثوريه، والنصر حليف الثوار ولك عظيم الشكر.