نهدي ولا نبيع

موقف السودان من سد النهضة الاثيوبي مازال يقوم على العاطفة والهوى والتحيز السياسي بينما الأصوب هو أن يقوم على رؤية علمية يقوم بها الفنيون المختصون فأصحاب الهوى الإثيوبي في السودان يضخمون من فوائد السد لدرجة أنه يمكن لإثيوبيا أن تطلب من السودان أن يساهم معها في بناء السد وأصحاب الهوى المصري يضخمون من مضار السد لدرجة أن السودان يمكن أن يحارب إثيوبيا ومصر تتفرج فقط للأسف الشديد أن موقف السودان الملتبس ليس وقفا على الإعلام السوداني بل الحكومة ذات نفسها منقسمة بهذه الصورة السبهللية (تذكر تصريحات سفيري السودان في اديس وفي القاهرة ) طبعا المعارضة منتظرة رأي الحكومة النهائي لكي تقف في الضفة الأخرى منه.
إن هذا السد له فوائد وله مضار حتى على إثبوبيا نفسها ويكفي أن البحيرة سوف تحرمها من أرض في غاية الخصوبة ولكن فوائده أكبر وربما كان العكس تماما بالنسبة لمصر ولكن السودان يقف في منطقة بين بين وهنا يأتي دور الخبراء الفنيين الذين ينبغي أن يفلفلوا الشغلانة وتبيان كل الفوائد وكل المضار ثم يرفعون الأمر لمتخذ القرار ليساوم على زيادة الفوائد وتقليل المضار لا بل كسب مواقف سياسية لا صلة لها بالماء مباشرة وأنا ما بفسر وانت ما تقصر.
هناك فوائد ظاهرة للسودان وكذا مضار ومخاوف واضحة لا بد من أن يضع متخذ القرار عليها يده فهذا السد يجنبنا مضار الفيضانات ويضمن لنا الإمداد المائي طول العام ويقلل الفاقد من مجمل ماء النهر يوفر لنا كهرباء لكن هل ستكون بسعر تفضيلي للسودان أم بالعرض والطلب بغض النظر عن الشركة الاسرائيلية التي احتكرت الكهرباء في السد. هذا السد سوف يحجز الطمي عن خزاناتنا مما يساعد في توليد الكهرباء المستدام منها ولكن في نفس الوقت حجز الطمي سوف يحرم أرضنا من تجديد الخصوبة, المساحة التي تزرع بالري الفيضي سوف تختفي في السودان, المياه الجوفية سوف تقل. في كم من الزمن سوف يملأ السد وفي كم سوف يفرغ. ما هي قدرة تصميم السد على مقاومة الزلازل 5 أم 8 ريختر؟ ما هو الضمان في ألا تفكر اثيوبيا في بيع الماء إن شاء الله بعد مائة سنة؟ هذا قيض من فيض الفوائد والمضار ولا شك أن الخبراء سوف يكون لديهم من المعلومات ما يسد عين الشمس
إذا ألقينا نظرة الى الإخوة المصريين سوف نجد الأمر مختلفا فعندما أعلن تحويل مجرى النهر توطئة لوضع البنيات الأساسية للسد أظهرت المعارضة الكثير من الشماتة في حكومة الإخوان لاسيما وأن الإعلان عن التحويل تم ومرسي كان موجودا في أديس أببا لحضور القمة الافريقية ثم فجأة تحول الإعلام معارضة على حكومة خبراء وسياسيين بما فيهم مرسي نفسه ضد السد بينما الحكومة الرسمية لم تصدر منها مواقف قاطعة فالواضح أن هناك توزيع أدوار في مصر استعدادا للصفقات القادمة. إنهم يلعبون بولتيكا ونحن نلعب شليل.
اعتذار
في ذات الموضوع يوم الأحد نسبنا للسيد وزير الإعلام القول إن مصر مستعدة للدفاع عن حصتها من المياه حتى الموت واستنكرنا عليه ذلك فاتصل بنا تلفونيا نافيا نفيا باتا أن يكون قد صدر منه مثل هذا القول فأوضحنا له مصدرنا المكتوب والموجود ومع ذلك نثق في نفيه ونعتذر له ونثمن اتصاله ونشكر له ما أفاض لنا به من تصريحات في ذات الشأن، والتي سوف نرجع لها في حينها إن شاء الله.

السوداني

تعليق واحد

  1. الإستلواط الفكرى المتأسلم مرة أخرى…!!
    ما قلته قاله غيرك وبالصوت العالى وليس جديدا ..جهروا به..عبر الصحف والمواقع الإسفيرية…والبرامج الحوارية..المتأسلمة والكافرة الأجنبية…حاديهم في ذلك ضميرهم الوطنى المخلص…وليس النكاية أو التشفي أو السخرية….و(طق الحنك المجانى المرسل مدفوع الثمن)…من قبيل..

    (طبعا المعارضة منتظرة رأي الحكومة النهائي لتقف في الضفة الأخرى منه….!!!)
    حينما يكتب مثقف …يحمل لقب علمى مرموق …قرأ وتعلم على حساب الشعب ودافعى الضرائب بألوانهم السياسية وإختياراتهم الفكرية والمذهبية المختلفة…فيتهم الآخرون بأنهم (منتظرون..فقط) لكى يقفوا في الضفة الأخرى …أى بالضد المطلق..!!!هذه مصادرة بالمجان لمواقف الآخرين يا سيد بونى….هذه (دق حلاوة..وضرب عشرات) على الطريقة المتأسلمة…تفلحون فيها الأفندى..الطيب زين العابدين..حسن مكى.
    .سبدرات وبقية العفن الإسلاموى الإنتهازى الطفيلى

    قل لى بربك..ما هو الموقف السياسي الصحيح الذى وقفته جماعتكم الحزبية والتى تحكمنا الآن..بدءا من قرار الإنقلاب…والذى يجعل أى مبتدىء في السياسة يقف معكم ولا يختار الضفة الأخرى يا سيد البلغاء !!!؟؟…أولا المعارضة في مايتعلق بمياه النيل..كثير من رموزها تحدث وعلق وصرح…قبل أن تقول حكومتمتكم شيئا سوى تصريحاتها المضطربة صباحا….والمعتذر عنها مساءا….
    باله عليك هل قالت شيئا حتى الآن…!!!
    ليتنى كنت حبشيا من الأحباش…الأحباش كانوا ومايزالون أوضح في قراراتهم من شمس الظهيرة…
    وعلى كل حال أنعم بهم من جيرة….وأنعم بهم من هجرة وملاذ…!!!
    كتاب كثر في الأسافير والمواقع الفضائية أدلوا بدلوهم..والذى لم يتفق مع موقف حكومتكم المتأسلمة…هم ليسوا بمنظمين في إطارات المعارضة
    وهاهى القوى المصرية.. الجماعات السياسية والدينية المصرية قالت قولها في حضرة كبير الإخوانجية وتحت مظلة آية الله ..حجة الله (سيدنا المرشد)….وخلاصة الموقف

    الله لآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآ…دا جرالو إيه السودان..السودان دي بتهظر…دا جالكو الأرف ياسودانيين..
    هوا دانتو بتعرفو حاجة…دولت ماداريين أصلو مصلحتهم فين…لما يصحو الأول..
    ياعمى سيبك…البشير الراجل الطيب دا ماعندوش مانع يوطن تلاته ملايين مصرى عندهم في السودان…!!
    هذا شيء مما جرى تداوله عند السادة الفراعنة يا مستر أنا مابفسر وإنت مابتقصر….
    طيب بالله عليك…تقدر تفسر لينا كلام المصارروة دا جد ولا هزار
    خلى (اللواطة الفكرية )البتعمل فيها دى…ومرة واحدة بس… فسر عشان نحنا مانقصر…!!!
    وماتصادر (حق المعارضة) في إختيار مواقفها…سيدى (البروفيسور)….إذا كان موقف حكومتكم المتأسلمة وعلى طول الخط غلط في غلط….طممت بطنا من كترت ما بنشوفك وتملانا فقر ونقة فارغة….وبعدين يا سيد العارفين إنت مادام عارف إنو المعارضة منتظرة الحكومة تطلع قرارها عشان تقيف فى الضفة الأخرى…إذن لماذا تشغل نفسك بناس الضفة الأخرى..والمعارضة أصلا..أنساهم وريح نفسك..ولا أنصح حكومتك تعمل نايمة..وما تطلع موقف من أصلو…عشان المعارضة ونحن معاها ما نقبف لا في الضفة دى ولا في الضفة ديك …مانقيف نهائى….خلينا نموت نحنا واقفين…كافي البلا حتى الوقفة يا إسلاميين الجن دا عايزين تحرمونا ليها…..هسع زى تحليلاتك دى ممكن تقنع واحد يتعلم (على ) حضرتك…بؤس المعرفة…وبؤس الإختيار…!!!

  2. د البونى للاسف حكومتنا في ضلال مبين وتصريحات متضاربة حول السد وللاسف ننظر للمصرين وشغالين برد الفعل والانشغال بالامور الانصرافية المصرين قالو والمصرين اصلا ماعندهم غير مصالحهم ومنو قال ومنو قال وانحنا مع اثيوبيا بدات الشغلة بتاعت العواطف وديل بيشبهونا وديل مابيحبونا ونسينا امر السد المطلوب كما ذكرت ان يجتمع الخبراء من علماء السودان وهم كثر ويدرسو الامر ويتخذو مايلزم من امور من امان السد والاضرار البئية وكل مايخص هذا السد ويقدمو تقرير وافى بكل جوانب المشروع ورويتهم له مع مراعاة طبعا مصالح السودان دون اى نقصان ومن الجانب السياسي مطلوب من الحكومة ان تهتم بهذا الامر وتعمل على استغلاله للخروج بالمصلحة للسودان مع مراعاة مصالح اثيوبيا وعدم تجاهلها وادخال كافة الملفات العالقة بيننا والاثيوبين وتصفية كافة الخلافات واهم شي اعادة الفشقة في هذا الملف والاتفاق على علاقات اصيلة مبنية على المصالح المشتركة ونبداء مشوارنا ومدخلنا لافريقيا لنعيد سيرتنا الاولى مصالحنا في القارة السمراء اكبر من مصالحنا مع المصرين فلا نخسر القارة من اجل مصالح مصر ولامجال للعواطف في حقوق الدول وننتظر همة الخبراء ولاينتظرو ان تدعوهم الحكومة فهذا شان وطنى لايخص الحكومة فقط بل كل اهل السودان ومن المهم تنوير الراى العام للاستفادة منه في الدعم السياسي

  3. علاقة المصريين بالسودان كلها خوازيك( من اتفاقية النيل، للسد العالى، للتكامل ،لاتفاقيات الحريات الاربعة، لاتفاقية الدفاع المشترك كلها تصب فى مصلحة مصر بنسبة99.99%). ومصر هى عدونا الاول قبل اسرائيل لان للمصريين قناعة راسخة فى كل الاوساط السياسية والاكاديمية وحتى الشعبية بان تطور ونمو واستقرار السودان سوف يكون على حساب نمو وازدهار واستقرار مصر، اما احزابنا وعساكرنا ما زالوا ينفخوا فى قربة العلاقات الازلية والتاريخية فى حين ان اجهل جاهل فى السودان يعرف تماما ان علاقتنا بمصر علاقة اقل من علاقة استعمارية لان حتى الدول العظمى التى كانت تستعمر معظم دول العالم، الان علافاتها بتلك المستعمرا مبنية على المصالح المشتركة وليس على المقالب والخساسة كما ظلت تنتهجا مصر منذ ايام محمد على باشا الى يومن هذا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..