الرئيس المحاصر و الطريق إلي لاهاي :

الرئيس المحاصر و الطريق إلي لاهاي :

د.زاهد زيد
[email protected] .

لم يتمكن الرئيس عمر البشير من السفر في أقل من أسبوع إلي دولتين مجاورتين للسودان ، أحداهما عربية هي ليبيا والأخرى أفريقية هي أفريقيا الوسطى . كانت الدوائر الحكومية وإعلامها يتبجح بزيارات قام بها البشير إلى عدد من الدول بعد صدور قرار المحكمة الدولية بتوقيفه في محاولة لاظهار ان القرار غير مؤثر وان الرئيس يمكنه السفر كما يشاء وان دولا كثيرة لن تنصاع له.
أما العالمون بمغبة هذا القرار الخطير (قرار المحكمة) فيعلمون بأن محاولة الحكومة التقليل من خطره والاستهانة به ما هي الا زر للرماد في العيون وأن للقرار تأثيرات كبيرة وعظيمة على الرئيس ونشاطه الخارجي وحتى الداخلي .
فالتأثير في نشاط الرئيس وعمله الخارجي بدأ يتضح أكثر فأكثر وما عجزه عن زيارة هاتين الدولتين إلا اشارة واضحة الدلالة على ان الرئيس أصبح غيرمرحب به في الخارج حتى من أنظمة كانت إلي وقت قريب ترحب به بل ومن دول منسية في خارطة العالم مثل افريقيا الوسطى. فكيف سيكون الأمر غدا مع الدول الاكثر تأكثيرا وتأثرا بالشأن السوداني والعالمي؟
أما في الداخل فالرئيس أصلا في عزلة سياسية منذ مقاطعة القوى السياسية الفاعلة للإنتخابات واعتبارها مزورة واعتماده فقط على تحالفات هشة من قوى لا وزن لها ويأتي قرار المحكمة الدولية ليضيف مزيدا من الضعف للحكومة ويقلل من مكانة الرئيس ويهز بقوة مقعد الرئاسة الذي يجلس عليه.
يأتى كل هذا قبل الاستفتاء في الجنوب الذي سيكون بمثابة نقطة البداية للفصل الأخير من الأحداث فليس خافيا السبب في صبر المجتمع الدولي على هذا النظام وعلى رئيسه والذي بلغ حد تمرير الانتخابات مع وضوح تزويرها كل ذلك حتى ينهي البشير ونظامه مسألة انفصال الجنوب ليرى الوجه القبيح من الصورة التي بدأت تباشيرها من الأن .
لايعنينا كثيرا تبريرات الوزير كرتي الذي يلعب في الوقت الضائع وهو ونظامه على بعد خطوات من الهاوية ، ولكنها تؤشر للارتباك الذي يسيطر عليهم واحساسهم ببداية العد التنازلي بقرب النهاية.
تبدو وفي مثل هذه الظروف ان استقالة الرئيس تمثل الحل الأمثل ولكن الشواهد والدلائل كلها تشير إلى ان الوقت قد فات وأن الاستقالة الآن لن تخرج النظام من الورطة التي هو فيها التي من صنع يديه ، فقد كان على المؤتمر الوطني لو كان فعلا حزبا سياسيا حقيقيا وليس مجموعة من المنتفعين وأنه كان ينظر للبلد وليس للمناصب والامتيازات ان يحدث هذا التغيير بعدم ترشيح البشير في الانتخابات الأخيرة وأن ينفتح على العالم بوجه جديد بعد فتح صفحة جديدة مع القوى السياسية الفاعلة ومع الشعب .
لقد أضاع المؤتمر الوطني على نفسه وعلى البلد الفرصة ولم يتحرك في اتجاه مصلحته ومصلحة البلد عامة ، وستشهد الأيام القادمة تداعيات سريعة وضاغطة وليس أمام الحكومة و حزبها المؤتمر الوطني خيارات مريحة أو مزيدا من الوقت للمناورة ، فقد ولي زمن المناورة والتحالفات الهشة ، وعليهم بالبلدي(ان يتحزموا ويتلزموا).
حاشية:
نعم لا يشرفنا أن يحاصر الرئيس ولانقبل كسودانيين ان ينبذ كمريض الجزام ولكنا كسودانيين لسنا نحن الذين وضعناه في هذا الموضع المهين ولسنا مسئولين عن أفعاله التي جلبت عليه هذه المهانة.بل نحن الضحية لأفعاله ولأفعال زمرته.وهل استمع لأحد يوم أن كتب له الناصحون بعدم الترشح مرة جديدة ؟وهل استقال عندما طالبوه بذلك ؟وهل تحرك أحد في قيادة حزبه لينصحه؟ ونه وهل انصلح حاله بعد انتخابه فحل مشكلة دارفوروهل حاكم المفسدين وارجع المال العام من جيوبهم و وهل اوقف اسغلال المسئولين لمناصبهم وللمواطن المسكين؟. فلا يثيرنا البعض لندفع عنه شر هو مسئول عنه أمام الله قبل المحكمة الدولية.
وليوفر البعض حديثهم من أنه يمثل كرامة وعزة البلد فهل بقيت لنا تحت حكمه كرامة وعزة حتى في داخل بلدنا .؟ ستعود لنا الكرامة والعزة فقط يوم أن يكنس هذا الحكم ويزال عن وجه السودان الحبيب .

تعليق واحد

  1. عودة الكرامة مرهونة بوجود وطن ولكن اين الوطن الان؟ لقد اضحي مهددا بالتجزأة وفق اتفاقيات ومساومات كلها تهدف الي ابعاد الرئيس وتجنيبه الجنائية بأي ثمن فها هو الجنوب سينفصل لا محالة وتليه دارفور ثم هنالك جزء مقدر من الشمال اصبح تابعا لمصر تحت ستار الوحدة وايضا نري مؤتمر المانحين لتنمية الشرق بالكويت والذي ظاهره الخير ولكن باطنه تدويل مشكلة الشرق وتدشين بداية الانفصال ولا ادري الي اين يتبع وغالبا الي الخليج وسوف تنجو الفئة الناجية بالاموال التي يجمعونها هذه الايام تحت مسميات مؤتمرات تنموية وغروض ربوية وجمع العملات بارباح متزايدة ومن ثم اخلاء الساحة الي بلاد اخري والسؤال هنا ماذا سيكون مصير المواطن السوداني الفضل وماهي جنسيته المستقبلية هل ستكون سودانية شمالية او جنوبية ام ستكون مصرية ام خليجية ام ستكون هنالك مقبرة جماعية نتيجة للحرب المرتقبة و مسببات الامراض التي يدخلها التدخل الاجنبي وتقضي علي ما بقي من السكان حتي تكون الارض مستباحة وبدون موانع واتمني ان يهنأ كل من اسهم في تمزيق الوطن وتشريد المواطن واهراقة الدماء بالعيش في وطن اخر ان وجدوه وهم يضحون بكل شيء لاجل مصير محتوم بعد التضحية

  2. نهبوك وذبحوك وضيعوا سمعتك ياوطنى .. البكاء والنحيب على الوطن الحبيب
    قتلوك والقتلة هم بنوك .. حسبنا الله ونعم الوكيل ..

  3. البشير لا شك فى طيبتة ,ولقد كانت هنالك 3فرص لاستقالتة ولكنة رفضها كلها.الأولى عند المفاصلة,الثانية.مذكرة الجنائية.الثالثة,الأنتخايات.وجميعها كانت ضدة.ولكنها كانت الأفضل لة مقارنة لما يحصل لة الأن ( لو ) أحسن القراء0

  4. يا دكتور طالع حلقة الملف فى قناة الجزيرة ليوم الجمعة 03/12/2010م وهو نفس اليوم الذى كتب فيه دكتورنا مقاله؟؟؟ أين كان البشير عام 1956م وهو العام الذى بدأ فيه التمرد والغريبة أن دعمه كان إسرائلياً ثم أمريكياً حتى العام 2005م ولقد نال قادة التمرد من الحركة الشعبية تدريباتهم فى إسرائيل بالإضافة إلى الدعم المادى.
    بعدين يبدو أن الدكتور لا يقرأ ولا يسمع ولا يطالع ولا يتعظ فنفس المقولة كانت عن المغفور له بإذن الله صدام حسين وبالرغم من أن صدام قد ولى ولكن لا يزال دم العراقي مستباحاً وكرامته خبراً فى فعل كان ما بين أبو غريب وجوانتنامو وأرجو أن تعلم أن ثقافة الإغتصاب التى كانت وقفاً على المرأة قد تم تطويرها لتشمل إغتصاب الرجال ولا أدري أى عزة وكرامة يحلم بها الدكتور بعد كنس رمزه كما يقول، أياً كان هذا الرمز وإذا كان أخواننا فى العراق هم أول من تم إزلالهم فلا يظنن الدكتور بأنه بمنأى عن نفس المصير بل هو أسوأ ففى العراق مقاومة وفى الدكتور إستكانة وهذه مأساة..
    السياسة تجاه السودان واضحة والهدف لا يخطئه إثنان ولكن التفكير بدرجة الدكتوراة لا يدع مجالاً لإدراك مثل هذه الأمور خاصة وأن الله سبحانه وتعالى يقول "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" ولأن هذا القول يصدق على البشر أجمعين فما رأيكم فى فرد واحد نال درجة فى شئ وغابت عنه أشياء؟؟
    دكتورنا هذا يذكرني بالعجوز التى كانت تعانى من "المرقوت" الذى أقض مضجعها ولذا فقد فرحت كثيراً عند إشتعال بيتها وهو عبارة عن قطية من القش وقالت قولتها التى أصبحت مثلاً "عجبني للمرقوت" ولو صدق توقع الدكتور فلا أعلم أين سيجد كرامته وعزته من بين رماد الحريق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..