المقارنة الضيزى أطول النخلة أم أسرع الطيارة؟!

إذا أجبت عن السؤال أعلاه كالآتي «الخيل تجقلب زي الشرا في القندول» فلا تثريب عليك ولن يستطيع أحد ان يخطئك، لأن السؤال، «الملخبط» لن تكون إجابته إلا من جنسه، وكذا الحال اذا أجريت مقارنة خادعة وخاطئة بين أمرين أو شيئين، بصورة شائهة أو مبتسرة أو مختلة، كأن تحاول عقد مقارنة بين أطوال تنانير الفتيات واضطراد معدلات العطالة بين الفتيان، فهذه بلا شك مقارنة ضيزى، اي جائرة وغير عادلة ولا تجوز من الاساس لما تنطوي عليه من مفارقة وافتراق بين شتيتين يستحيل الجمع بينهما، إلا إذا كنت من شاكلة عمك حسبو ومن شاكله من زملائه أعضاء البرلمان الذين صفقوا لزيادات الحكومة بالامس ويطالبون برفع الدعم عن المحروقات الآن، او كما فعل السيد وزير المالية حين أجرى مقارنة ظالمة وضيزى بين أسعار الوقود في بعض الدول المتقدمة في اوربا وامريكا وأسعارها هنا في طلمبات النحلة وبشائر ونبتة وقادرة والبحار الدافئة وغيرها التي حلت محل شل وموبيل وأجب وطلمبة جكسا، قال إيه، قال إن أسعار الوقود في لندن وواشنطن دي سي وباريس، باليورو والدولار والفرنك أعلى كثيراً من أسعارها في أم بدة والسروراب والدروشاب وأم طرقاً عراض، والوزير يريد بهذه المقارنة ان يقول للناس هنا انكم في نغنغة وهناء وتتمتعون بخدمات رخيصة يحسدكم عليها الاميركان والانجليز والسكسون والبافاريين، وقد آن لكم ان تصبحوا مثلهم برفع الدعم عن أسعار الوقود، وقد درج الوزير كلما «نفّست» له موازنة أو أراد أن «ينفّس» قليلاً من تضخم حجم التضخم، أن يهرع إلى كنانته الفارغة من أية حلول ابداعية ليستل منها هذا الكوبليه المحفوظ والممجوج، ويعيد ترديده على المسامع وما على الناس إلا السمع والطاعة، وكأنهم شعب من الهبنقات يجوز عليهم حديث الوزير هذا المجتزأ والمبتسر ومقارنته المعتلة والمعطوبة، فهو في أحسن حالاته إن كان حديث حق وصحيح، فإنما هو الحق الذي يُراد به الباطل، إذ لا مقارنة مطلقا بين أحوال الناس العامة وما يتلقونه من خدمات ودعم ورعاية في كافة المجالات في البلدان التي استشهد بها وقال إن اسعار الوقود فيها أعلى كثيرا من اسعاره عندنا هنا، وبين الحالة العامة للناس في السودان، من حيث مستوى الدخل ومستوى المعيشة والخدمات الصحية والتعليمية والرعاية الاجتماعية والحقوق الاساسية كافة، فالمقارنة معدومة تماما للدرجة التي تجعل من مقارنة الوزير مجرد أضحوكة يضحك لها الناس كما يضحكون على من يشاهدونه يمشي عاريا كما ولدته أمه لا يرتدي شيئا سوى كرفتة معلقة على رقبته ويبدو سعيداً ومزهواً بهذه الكرفتة ويفاخر بها.
لقد ذكرتني حكاية عرض الوزير للأعراض المرضية التي تعانيها موازنته في ربعها الأول وتحالف مجموعة من نواب البرلمان معه لرفع الدعم عن الوقود، بحكاية أبي علقمة النحوي مع الطبيب، قيل إن أبا علقمة وهو نحوي متقعر في اللغة لا يتحدث إلا بالغريب والحواشي منها، ألمت به وعكة فذهب للطبيب يشكو له، قال لقد أكلت من لحوم هذه الجوازل فتسأطُ سأطة أصابني منها وجع من الوابلة إلى دأبة العنق فما زال ينمو حتى خالط الحالب وألمت منه الشراشيف، بالطبع لم يفهم الطبيب شيئا وعزم على رد صاع أبي علقمة صاعين، قال أحضر ورقة وقلماً وأكتب ما أمليه عليك من وصفة علاجية، قال الطبيب: أحضر حرقفاً وشرقفاً وزهزقه ورقرقه واغسله بماء روث وأشربه بماء الماء..
قال الوزير الموازنة تعاني من وابل من العلل وتحتاج إلى أن تبلى، أتاه بعض النواب بالعلاج وقالوا ارفع الدعم…..

الصحافة

تعليق واحد

  1. يا المكاشفي الوزير كلامه صاح ونحنا المابنفهم ، الخرطوم أصبحت عاصمة عصرية وأصبحت المدن العالمية الأخرى تشعر بالفخر والزهو حينما يقارنوها بالخرطوم وأمدرمان وبحري ، أليس فيها خمسة كباري أو أكثر ، ياخي الحاج يوسف أضحت أفخم من هوليوود وأمبدة بقت أنضف من باريس ، وزي ما قال عادل إمام المواصلات فاضية والرغيف كبييير ، بطل نقة يا مكاشفي الزول ما قصر

  2. حكمته بالغة ان ولي علينا وزير عواسة يساوي بين دخل الفرد في أم بدة و واشنطن و بالتالي وجوب توافق الاسعار بينهما .. مع برلمان يطالبه بتحقيق رفع الاسعار .. في بلد يعيش أكثر من 90% من سكانه تحت خط الفقر المتعارف عليه عالميآ .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..