الانقاذ? الهروب للأمام بالحرب !

حالة التصعيد والهياج الذي يقوم به المؤتمر الوطني برفع درجة التصعيد والكلام عن الحرب والعداء السافر لدولة جنوب السودان والتهديد بنسف مصفوفة الاتفاقيات الموقعة بين دولتي السودان لن توفر فرص أمام المؤتمر الوطنى للهروب من المشاكل الماثلة. ذلك ببساطة لأن شعب السودان تجاوز مرحلة الانصات لهرج ومرج المؤتمر الوطني عبر الوسائط الإعلامية التي تشبه البوق.
صحف الأمس لم تجد بداً من أن تبرز اخبار الجماهير الغاضبة، وهذه عينة?. مزارعو سكر الجنيد يرفضون خصخصة مصانع السكر ويرفعون مذكرة لرئاسة الجمهورية? فيما عبر المواطنون بمدينة الأبيض عن غضبهم من تفاقم أزمة العطش بالمدينة والناجمة من العجز في المياه، والذي بلغ نحو(16) ألف متر مكعب. بينما تحاصر جامعة الفاشر ضائقة مالية تهدد استقرارها. بينما ويطالب نواب من البرلمان بكل(قوة عين) بزيادة أسعار المحروقات ورفع الدعم عن السلع!!
يحدث كل ذلك ووزير الإعلام سادر في غيه بالحديث الممل عن تخطيط اسرائيلي لتقسيم السودان ذلك الخطاب الذي لم يعد يسترعى اهتمام أحد. حالة اللامبالاة وسط المواطنين، بل والسخرية من الخطاب الرسمي بات هو الأمر السائد، ويمثل ذلك مظهراً من مظاهر العزلة التي تحيط بالنظام من كل جنباته. ماهو المطلوب الآن من قوى المعارضة أن توقف حالة السجال مع المؤتمر الوطني، الشارع العام يفتقر لرؤية واضحة حول القضايا ذات الصلة المباشرة بالحرب والسلام في السودان والاستقرار السياسي واللازمة الاقتصادية التي وصلت عظم المواطنين ولم تعد أمام الكثيرين منهم بدائل كثيرة سوى الهجرة أو الزحف لصحراء الذهب أو الانتحار، كل الكلام حول الأزمة العامة قِيل وكتُب، ولم يبق أمام ذلك سوى القيام بعمل جاد ومثابر يفتح المجال أمام الأمل للتغيير، خاصة وأن الطاقات وافرة والآمال عريضة والرغبة في التغيير أخذت تعبر عن نفسها بشتى الطرق.
الميدان