فرحة الذكرى.. المحسودة ..من الشيطان!

ما تطرحه الديمقراطيات في حدها المعقول من المصداقية هو ما يسمى بالبرنامج الانتخابي للرئيس أو الحزب .. كتلك الخطط التي تطرحها على سبيل المثال بلاد السيدتين اليزابيث الثانية البريطانية.. وانجيلا ميركل الألمانية وهي ليست كوعود ديمقراطية حزبي السيدين الجليلين في السودان .. التي كانت تفضي دائما الى فوضى يلتقط خيوطها العسكر بسنان بنادقهم لينسجوا منها خيمة من الأوهام بتحقيق الاستقرار واعادة عافية الاقتصاد وإرساء دعائم الرفاه الاجتماعي و صيانة وحدة التراب ومن ثم إعادة الامانة الى الشعب وقد أصبحت البوصة بعد تلبيسها أحلى عروسة .. ورقصّها يا جدع !
هي بالطبع شعارات وليست برامج ولا خطط ولا أحد سيحاسب من طرحها مطاطة في بلادنا بعد فشله في مقاربة سطرها الأول ولا نقول تحقيق جلها !
وغالبا ما تتأطر في عناوين بعينها..!
فالرئيس عبود ..كان شعاره أحكموا علينا بأعمالنا .. وحينما سقط حكمه في أكتوبر 1964 لم يجد أغلبية نواب الحزبين الكبيرين في البرلمان المنتخب بعد ذلك ما يقتضي محاسبة عسكر عبود ولو حتى محاكمتهم بتهمة الانقلاب على الديمقراطية والتي يجرمهم عليها حتى دستور شيخات الظار، فقالوا لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء وساندهم في ذلك القول المثالي..زعيم جبهة الميثاق الاسلامي وقتها النائب اليتيم الدكتور حسن الترابي.. !
المشير جعفر نميري كان شعاره أكثر هلامية.. فهو ..وحدة.. اشتراكية.. تقدم .. فانتهى به الأمر متقدما الكل خليفة للمؤمنين بغير الاشتراكية وقد بايعه ذات الترابي في غياب السيدين و غيبوبة بقية الساسة المحنطين ..و في ابريل 85 حينما سقط الخليفة خرج عراب قوانين سبتمبر عن جبة البيعة المضروبة.. ليقول .. أنا الثورة ومن صنع أبريل غيري أنا !
ولمّا لم يجد الاسلاميون ضالتهم المشبعة لظمئهم في قربة السيدين المثقوبة .. بل مجرد ديمقراطية نيئة تستوجب طول النفس لتستوي طبختها.. أدخلوا العميد عمر البشير بسواعدهم الى جوف الدبابة ليقتحم القصر رئيسا .. وانتظره خلف أسوار السجن حبيسا شيخه الترابي بلحمه ودمه !
العميد عمر لم يطرح شعاراً محددا .. لكّن بيانه الأول كان مفعما بانجازات جاهزة من قبيل الثقة في تحقيق انقلابه لها .. فبسطها علينا طريةش لنتلقطها من ورقتها لتعبر هنيئا مريئا من الفم الى الدم مباشرة..دون تردد .. فأكلنا مما زرعنا و شربنا مما نقعنا و لبسنا وركبنا وترفهنا مما صنعنا و أنحبس الدولار مجبورا على الثبات خلف القوة الماسية لجنيهنا الواقف على مبدئه عند معركة الأسواق أبيضها وأسودها ومعدوم الغلاء منها .. !
و استعصت وحدة السودان على سكاكين الاستهداف الصهيوني الامبريالي و أذرع التوسع التشادى بكل ضراوته كمعسكر موازي لأمريكا وفرنسا.. وانطفأت نيران الحروب في كل زوايا الوطن بيد عمر لا بخراطيم القوات الدولية التي أقسم بالا يكون لها موطيء زناد عندنا ..وتناقص عدد الهاربين من نعيم الخلافة الانقاذية من ثمانية ملايين الى درجة تصفير عدادات المطارات والمؤاني والحدود المفتوحة التي باتت عاجزة عن رصد العائدين وهي تتعطش لتسجيل ولو واحد من الهاربين !
بيد أن أكبر انجاز في وعود الرئيس الجديد وقتها والذي لا زال يجدد بيعته بتلقائية حب الأمة له.. هو أن ارتفع عدد المليارديرات في وسط الشعب السوداني ليصبح بنسبة 98 في المائة من تعداده ..بينما لم ينجح في مجاراة عدالة الانقاذ في تقاسم الثروة والسلطة رقم بسيط من الخائبين لم يتجاوز 2 في المائة فقط.. بلا سويد ..بلا قطر !
أوليس من الانصاف بعد كل ذلك الهناء المتفرّد، أن نخرج في الثلاثين من يونيو الحالي .. الى كل الساحات الخضراء والبمبية أو حتى الزرقاء وننشر عليها لافتات الولاء ونرفع رايات فرحة تلك النسبة الجماهيرية المترفة في الرخاء لنجدد البعية لرئيسنا المحبوب وقادتنا الشرفاء من خيار الأمة الاسلامية.. وخلافتهم تدخل عامها
( الخامس والعشرون )
دون أن نجد في مسيرتها القصيرة كالحلم الجميل ..لا رمضاءً في أي طريق و لا رمادةً في أى عام .. ومن ثم لنستمع اليه وهو يخاطبنا مبشرا بما أنجزه لنا مقدماً و جاهزاً لربع القرن القادم من عمره المديد في حكمه المجيد لنا .. عسى أن يحيينا المولى لنحتفل معه ..و صحابته الميامين بالعيد..
( الخمسون )
ونشعل المباخر حولهم .. وهم المحسودين من كل العالم المتخلف عن مشروعهم.. لعل شيطان استهدافه لهم يعود للسودان ولو للحظة تلك البهجة فقط ليرى ما فعلوه في غيبته .. وقد ترك لهم الجمل بما حمل ..لأنه كما صرح عند بوابة الجوازات وهو خارج ..بقوله..ياعم أنا طلعت أمام فهلوة الأخوان في السودان ..شيطان أى كلام ..!..
قال شيطان قال !
علىّ الطلاق أنا صحيح ملعون والدين..
وداعا روضة الكيزان..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لك التحية استاذ برقاوي
    انا خائف ناس الانقاذ السزج ديل ما يفهمو السخرية دي ويصدقوا وبعدين يستشهدوا بالمقال باعتبار إنها فعلا انجازاتهم.
    يا حليل الرجال الوطنيين اصحاب الايدي النظيفة ( مش الايدي المتوضئة )

  2. فعلا انت مرطب وخارج الوعي وإلا ما تحدثت عن السادة بهذا الاسلوب
    ما قلت لي ح تجي السودان متين ؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..