بركان الخرطوم…وزلزال جوبا….!!!

الجنوب المتبعثر الذى مازالت حكومته طفلة … لم تبلغ ســـن الرشد … لم تعرف بعد.. (كوعها) من…. (بوعها) وامامها طريق شاق… ومعقد لتنصف…. الانسان الجنوبى وتساهم فى اخراجه من… قمقم الفقر والتخلف….عليها ان تستفيد من اخطاء الانقاذ ولا تختال وتزهو … ببريق السلطة الزائلة…
لكل طلوعٍ يا ذُكاء أفول….. فنورك هذا في المساء يزولُ
كم يساوى عند هذه الحكومات … سعر الانسان السودانى فى الشمال المتفكك المهترىء الذى يبيع فيه المؤتمر الوطنى ويشترى.. الحكومة التى هرمت واشتعل… رأسها شيــبا ومازالت تتصابى.. وتتجمل .. لتــــمد اخطبوط… سلطانها الارعن ….الى ما شــــــاء الله مستمتعة …بتلك البقرة الحلوب….تستلذ… من كؤوس الميرى… المترع…..
ثم مــــــاذا….؟؟
ثم ان سعر المليون مواطن …وهذا بسعرالجملة (طبعا) فى سوق الحكومة لايتعــدى عندهم ..قيمة (الرغيفة) الواحدة… او حبة ( البصلة).. فى سلة احدهم…وبمـــعنى اخر اكثر وضوحا ان هذه الملايين من الشعوب لا تتعدى كونها ارقام هلامية… فى ســـــلة مهملات الدولة….
والدليل على ذلك انها تفعل ما تشاء… كيف تشاء… ولا تلقى للمـــــواطن بالا … فـــهو دائما… الصفر… على الشمال…. ليس الا…(شاء ام ابى)….
وانه لمن المحزن ان يشعر المواطن… المسكين انه يعيش… فى دوامة .. مستمرة من الانحطاط المتكرر.. لايكاد يخرج من ضائقة معيشية حتى تدخله …الحكومة قسرا فى اخرى ليظل انصرافيا .. هامشيا.. ..منسيا…
ثم مــــــاذا …. ؟؟
ثم يتحطم الانسان من داخله اكثر فاكثر… وتهرع النفوس الى طريق …الاجرام ويزداد حجم الجريمة…وتتخذ الناس اكثر… من سبيل حتى تتمكن من ايجــــاد …لقمة عيش ما بكل الطرق الممكنة والغيـر ذلك … كريمة كانت.. او غير كريمة..
ثم مـــــــاذا…؟؟
ثم يتساوى عند الناس الحلال والحرام… عندما ..تتغير المعايير …وتتبدل المفــــاهيم والمسميات… امام ضعف الارادة فى عاصفة الاحتياج والعوز…لان كل القيـــم الجميلة حينها … تتكسر امــواجها العاتية…عند صخور …الجـوع … والخوف …والمرض….
ثم مـــــــاذا .. ؟
ثم تستشرى الفوضى… وتتحكم فى الشعب.. قبضة الانفلات العـــــام … وتهبــــط روح الوطنية …الى درك غير مأمون العواقب…وتغيب الضمائر…فكل تاجر يبيع على هواه …كما يشاء وكيف شاء.. وتختفى مراقبة… الاسعار .. وتجفف جيــــوب المواطن حتى تتبخرتماما …وتنهار بالمقابل… امكانياته البسيطة جدا ..امام تعـــملق… الســــــــــوق وتضخمه… الرهيب..فيقف (مذهولا.. مكسورا) امام… الجنيه (الهزيل) الذى لايساوى فى يده…خردلة……
ثم مـــــــاذا…؟
ثم لا يجد الشباب للطموح منفذا… ولا ملاذا..وتفتح الابواب لكل الاحتمالات … وتدخل المجاعة البيوت ..التى كانت امنة مطمئنة فتعيث فى القلوب فسادا … وهلعا … عندها يسوق الناس الهوان اكثر … وتخرج الاستكانة …من اسوار السيطرة …ويبلغ الصــبر الحد الفاصل بين الموت …والحياة ….
ثم مــــــاذا ..؟
ثم تطغى الانانية اكثر… ويصبح حب الذات هو المحك ومن ثم نمنح الفرصة للاعداء ليكيلوا لنا بمكيالين…فاذا اختلفت الكلمة تبعثرت الوحدة.. وانشق التماسك وفقدنا الهيبة عند غيرنا … فقسمت البلاد ..وتشطرت اكثر ..فالتقسيم يبدا وجدانيا ….اولا ثم يتشكل بعدها حدوديا… وهكذا ….
ثم مـــــــاذا .. ؟
ثم تبدأ روح التمرد توقظ المارد النائم ..الثورة… العملاق المنسى …حين تصبح المعالم غير واضحة..بين ما يجب ان يكون وماهو كائن…وحين تهضم كل معـــــانى الحياة فى روح الانسان…وتختفى المسافة بين الظلم …والحقــــــوق… ويعتلى المناصب اشــاوس المجرمين ….ويصبحـوا هم ….السادة…الاثرياء … والقادة العظماء… وتصل الحالة الى اقصى معدل لها من الاحباط… ويتحول .. الاحباط المتراكم من الوقــــــت …الى غضب … مجنون…..
والمخرج …
حكومة انتقالية تشارك فيها كل الاحزاب… ذات قاعدة شعبية عريضة تصيـــغ الدستور الدائم للبلاد … قبلها يجب ان تختفى رموز الفساد…. من الساحـــة السياسية …حينــها سيكــــــون للبداية … معنى.. وللحياة طعم … وللتطور فهم… يومها … سنهتف جميعا للحرية ….. والتقدم …والســـــلام
[email][email protected][/email]