أغاني شعراء السودان في الفتيات المسيحيات

يمر المسيحيون في السودان حاليا بظروف بالغة التعقيد بسبب النظام الحاكم في السودان ، ولعلنا نذكر إعدام صديقي العزيز الطبيب الفذ الطيار جرجس ولم يكن ” مجدي ” سوى كبش فداء ، وهو يشبه تماما وضعهم في مصر منذ سنين طويلة خاصة اليوم ، شخصيا تربطني بالمسيحيين سواء في السودان أو مصر علاقات حميمة جدا ، ففي أم درمان معظم أصدقائي من المسيحيين وبمعنى سوداني ” نقاده ” ويبدو أن الإسم يعود إلى مدينة ومركز بمحافظة قنا بجمهورية مصر العربية ، وقنا كما هو معروف تقع على الشاطيء الغربي للنيل ، ومدينة ” نقاده ” تشتهر بصناعة ” الفركة ” والتي كانت والدتي ? رحمة الله عليها ترتديها ” 25 ساعة في اليوم ” ، كما أن صديقي الحميمين في هذه الدنيا هما ” هلال ” النقادي السوداني و ” هلال “المسيحي المصري ، وكلاهما عليهما الرحمة .
الروائي السوداني المعروف طه جعفر الخليفة فازت روايته ” فركة ” بالجائزة الأولى في مسابقة الطيب صالح للروايه مناصفة مع رواية ” كونقليز ” للروائي هشام آدم ، وأعود ثانية لأقول أن والدتي كانت تحب شيئين لا ثالث لهما ” الفركة ” و ” الكونقليز ” .
” الفركة ” المصرية كانت تصدر للسودان وتستخدم في بعض العادات المتوارثة مثل الولادة والزواج والوفاة أيضا ، وعندما وصل ” النقاده ” إلى السودان وسكن معظمهم في مرتع صباي في أم درمان ” حي العمده ” شرعوا في صناعة ” الفركة ” التي كانت تأتي مجانا لوالدتي مع ” الرغيف النقادي ” ويومها لم نكن نعرف هذا مسلم وذاك ” نقادي ” ! بل أن والدتي كانت صديقه شخصيه ل ” أم هلال ” ، وللذين لا يعرفون التاريخ أو قد لا يهمهم معرفة أصل كلمة ” نقاده ” أقول أن أصل الكلمة تحريف من الإسم القبطي ” تي كاداي ” وهي تعني ” الفهم أو المعرفة ” ? وبالتالي نحن ظلمنا كثيرا ” النقاده والجنوبيين في السودان ” ? وقيل أنها مشتقه من إسم نجاده وتعني النجده والإنقاذ .
المهم موضوعي هذا ليس عن تاريخ ” النقاده ” رغم أنه موضوع ممتع جدا وإنما مساهمة متواضعة في تاريخ القصيدة المسيحية في السودان .
في تاريخ الأغنية السودانية يتداول السودانيون عددا قليلا من تلك الأغاني التي عبرت عن عاطفة شعراء السودان الجياشة تجاه بعض الفتيات المسيحيات ولعل من أشهرها أغنية ?لي في المسالمة غزال ?:
كلمات : عبدالرحمن الريح
لي في المسالمة غزال .. نافر بغني عليهو
جاهل وقلبو قاسي وقلبي طائع ليهو
مصباح الظلام الـربنا معليهو
زايد في الجمال نور الجمال جاليهو
لو شافو الغزال على نفرتو بواليهو
وان شافو القمر أنوارو تخجل ليهو
ان جاه النسيم زي الفرع يتنيهو
والثمر الرطيب كذب البقول يجنيهو
وجدلات الحرير ما لينه ذي ايديهو
وهناك أغنية أخرى يغنيها حمد الريح وهي أغنية ” يا مريا ” كلمات الشاعرالمرموق صلاح أحمد إبراهيم :
ليت لي يا مريا إزميل فدياس
وروحا عبقريا
وأمامي تل مرمر لنحت
الفتنة الهوجاء في نفس
مقاييسك تمثال مكبر
وجعلت الشعر كالشلال يا مريا
يا مريا
ليتني يا مريا في قمة الأولمب جالس
وحوالي العرائس أحتسي خمرة باخوس النقية .
أما الراحل المقيم مصطفى سيد احمد فقد تغنى للشاعر محمد ابراهيم شمو ” مريم الأخرى ” ومن أبياتها :
ها هي الأرض تغطت بالتعب
البحار إتخذت شكل الفراغ
وأنا مقياس وصل للتواصل والرحيل
وأنا الآن الترقب وانتظار المستحيل
أنجبتني مريم الأخرى قطارا وحقيبة
أرضعتني مريم الأخرى قوافي
ثم أهدتني المنافي
هكذا خبروني ثم قالوا لي ترجل
أنا أشتاق أن أولد في عينيك
طفلا من جديد أرتدي اللون البنفسج
أعتلي شكل الهوية
ضيعتني مريم الأخرى
سنين في إنتظار المجدلية
آآآه لو تأتين آه ؟
من عمق الموج
من صلب المياه
كالرحيل
كالترقب وإنتظار المستحيل
ولكن هناك قصيدة رائعة لقريبي الشاعر علي احمد طه من مواطني عطبرة بعنوان “يا سلوة المحزون ” لحنها وغناها الرائع المبدع حسن خليفة العطبراوي تقول كلماتها :
يا سلوة المحزون يا قيثارة القلب الجريح
يا شابة فاقت على الأتراب بالقد المليح
يا زهرة أنفاسها كالعطر عبيق في الضريح
أهوى جمالك
والشعورا
يزينه القول الصريح
قد هزني منك الجمال فجئت بالشعر الفصيح
ترفقي يا هذي الناس من جسد وروح
بحق بطرس يا فتاتي من شفى الرجل الكسيح
بماري جرجس وبالصليب وبالمسيح
بالقس ..بالمطران ..وبالجرس المطل على السفوح
بمريم العذراء والأحبار وبالراعي الصليح
معابد الرهبان بالدين المقدس والمسوح
بالكاردينال ..بقطة البطريق ..بالرجل الصلوح
قداسة البابا المعمد بالشموع وبالذبيح
أغتنمها مناسبة لتحية كل الأقباط في السودان وكل مسيحيي
العالم .
بدرالدين حسن علي
[email][email protected][/email]
لقد نسيت يا أستاذ بدر الدين أجمل ما قيل في التغزل في المسيحيات حينما قال التجاني يوسف بشير:
آمنت بالحسن بردا و بالصباة نارا
و بالكنيسة عقدا منضدا من عذارى
وبالمسيح ومن طاف حوله واستجارا
ايمان من يعبد الحسن فى عيون النصارى
ويقول ايضا:
ولقد تعلم الكنائس كم انف مدل بها وخد مورد
ولقد تعلم الكنائس كم جفن منضى وكم جمال منضد.
وله ايضا:
درج الحسن فى مواكب عيسى….مدرج الحب فى مساجد احمد
ونمت مريم الجمال وديعا….مشرقا كالصبح احور اغيد
وقد جلبت عليه هذه الأبيات غضب علماء السلطان فاتهموة بالزندقة.
يا استاذ بدرالدين كلام جميل يدل علي صفة التسامح والتعايش بين الاديان في بلدنا السودان الصوفي قبل مجئ سفلة الانقاذ وومومياتهم المحنطه الذين ابتلانا بهم رب العباد
ما يذكر التسامح والتعايش السلمي الا ويتم ذكر حي العمدة ذلك الحي الفريد الذي يمثل بوتقة انصهرت فيها المسلمين والنقادة خاصة، يا حليل عم وغيم احسن من يعمل طرشي في السودان وعم داوود صحب الدكان الشهير في منزل اسماعيل الطهار ونجوى الخياطة ومناسج الغزل في البيوت وطيبة النقادة وجمالهم وعفتهم واحترام اهل حي العمدة لهم من منازل جدي الزبير موسى حامد والشيخ محمد علي فضل وال تاج السر علي الشيخ وال العمدة وال اورتشي وال عثمان صالح وغيرهم .
النقادة فئة منتجة في المجتمع يعملون في صمت في شتى الحرف وهم تجار بالفطرة وايضا منهم الاطباء دكتورة مزار واخوان سيدة فرح صاحبة اسم المريخ الشهير، لهم منا كل الحب والتقدير.
التجاني يوسف بشير
آمنت بالحسن بردا وبالصبابة نارا
وبالكنيسة عقدا منضددا من عذاري
وبالمسيح ومن طاف حوله واستجارا
إيمان من بعبد الحسن في عيون النصاري
ولا تنسوا
حي زهرة روما وأبكي يا مغروم
وكذلك اغنية المساح (يا البهجة هلا هلالك)