مقالات سياسية

المدهش في الخرطوم (2)

الفقر

وعدتكم بالكتابة عن “اللي يسأل يتوه”، كما ان الكتابة عن الغلاء و الفقر كان ضمن قائمتي باعتبارها من المدهشات المقلقة. الا ان قراءتي لمقال الاستاذ محمد الشيخ حسين بعنوان ” هكذا تخرج الأسرة من دائرة الفقر” استدعي ان اتناول موضوع الفقر الان. و اطلب من القارئ العزيز ان يقرأ مقال الاستاذ محمد الشيخ حسين علي الرابط التالي قبل مواصلة قراءة هذا المقال:
[url]http://www.sudanile.com/index.php?option=com_content&view=article&id=54759:2013-06-08-11-05-43&catid=174:2009-02-28-17-13-03&Itemid=55[/url] اكاد اجزم ان كل من غاب عن الخرطوم عاما او اكثر، يوافقني الراي ان الفقر طال كل الاسر التي كنا نعدها ميسورة او مستورة، و وصلت هذه الاسر لهذه المرحلة نتيجة للغلاء الذي يحطم اسوار بيوت الاسر الامنة و كأنه “سيل الوادي المنهمر”! فتتكشف عوراتهم للناس اجمعين. و هنا لابد لاؤلي الامر فينا ان يتناولوا امر الغلاء و الفقر كاولي الاوليات، اولوية لا تقل في اهميتها عن حماية اراضي البلاد.
لذا فانني سعدت ايما سعادة عندما قرأت عنوان مقال الاستاذ محمد الشيخ حسين “هكذا تخرج الاسرة من دائرة الفقر”. و العنوان يوحي بان المقال يقدم نموذجا عمليا للاسر الفقيرة تتغلب به علي هذا الغول المسمي بالغلاء. الا ان المقال يحكي عن رحلة لاعضاء جمعية البر و التواصل للصين للوقوف علي تجربة الصين في التغلب علي الفقر، و مشروع صغير في اطراف الخرطوم لاسكان الارامل و الايتام، يبدو انه مشروع تجميلي او اعلامي لاعطاء صبغة العمل الطوعي لمنظمة زوجات الدستوريين. و وصفي للمشروع بانه تجميلي او اعلامي ناتج من الصورة الزاهية التي رسمها الكاتب لمساكن الارامل و الايتام المزودة بحفرة دخان!!
لكن الذي استفزني حقا ان الكاتب يورد فلسفة هذه الجمعية الطوعية في معالجة الفقرعلي لسان الامين العام للجمعية: ” مهمتنا تعليم الناس الاعتقاد الصحيح بأن الرزق من الله، وأنه هو الرزاق، وأن كل ما يقدِّره الله من المصائب فلحكمٍ بالغة، وعلى المسلم الفقير الصبر على مصيبته، وبذل الجهد في رفع الفقر عن نفسه وأهله.”
لكنني سمعت ايام الدراسة في وادي سيدنا ان الصينيين يقولون ” ان تعلم الفقير اصطياد السمك خير من ان تعطيه سمكة يأكلها!” لكن وفق هذا المبدأ لجمعية البر و التواصل، علي الفقراء ان يجلسوا الي حائط او شجرة لها ظل، لزوم البقاء علي قيد الحياة (survival) و يحمدوا الله علي الابتلاء حتي يؤدي الجوع الي الموت بينما اعضاء الجمعيات الطوعية يسافرون الي بلاد السند و الصين علي متن الطائرات النفاثة و بالدرجة الاولي و ينزلوا هناك في فنادق الخمس نجوم ليأتوا بتجربة الصين لمن يبقي علي قيد الحياة عند عودتهم.
الدين الحنيف الذي امرنا بالايمان بالله و بكتبه و رسله و بالقدر خيره و شره، فصل كيفية التغلب علي الفقر و مساعدة الفقراء في شرائع واضحة في القرآن الكريم، و تعاليم لا يزيغ عنها الا هالك في سنة المصطفي عليه افضل الصلاة و التسليم.
لا احد ينكر ان محاربة الفقر عند امة، يعتمد بصورة اساسية في الاستقرار السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي، و تفعيل القوانين و اجتثاث الفساد من المجتمع، لكن في غياب هذا الحل الامثل يجب ان تكون مهمتنا، بعد الايمان بان لا حول و لا قوة الا بالله، ان نطبق شرع الله بان ناخذ من الاغنياء و نطعم الفقراء.
﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ..﴾ البقرة 177
فهل انتم فاعلون يا اهل المؤتمر الوطني و المال عندكم و تحبونه حبا جما، و لكن العلي القدير الرحمن الر حيم يامركم ان تنفقوا من اموالكم رغم حبكم له، للفقراء و المساكين.
و اليكم اقتراحا لتعينوا الفقراء في شهر رمضان ، لعل الجوع و العطش يذكرنا بمعاناة هؤلاء:
اقترح ان يدفع كل موسر ائتمنه الله علي المال مبلغ 10 الف جنيه، علي ان يكون القائمين علي امر هذا المشروع رجال مشهود لهم بالامانة و الورع و التقوي. و من هذه الاموال تجهزوا (زاد الفقراء في رمضان) و الذي يجب ان يحتوي علي ما يكفي اسرة فقيرة من 5 افراد في هذا الشهر الفضيل، علي ان تحتوي علي الآتي:
1. سكر
2. شاي
3. دقيق
4. لبن
5. ارز
6. كبكبي
7. فول
8. عدس
9. زيت
10. مبلغ نقدي لشراء ما يلزم من خضروات و فواكه
و لاكرام هؤلاء الفقراء و احترامهم، يجب ان يصل هذا الزاد للمستحقين في دورهم.
يا ارحم الراحمين يا الله ارزق الفقراء و المساكين رزقا تغنيهم بها عمن سواك
وار اولي الامر الحق حقا و ارزقهم اتباعه و الباطل باطلا و ارزقهم اجتنابه
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف الخلق و المرسلين.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هل الواحد الماعنده حق التمرة يصوم ما اصله هو صائم علي طول؟؟؟؟
    ومين المشهود لهم والامناء
    اذا كان ناس الاوقاف باعو واكلوا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟وناس الزكاة مرطبين؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. شكرا لاهتمامك بشريحة اهلنا الفقراء.. والفقر ماعيب بس للوجوه شواه كما قال مغنى الطنبور
    ومن تسسبب فى فقرنا يعيش بيننا فى عماره 3 طوابق
    +3 عربات فارهه + 3 نساء متفاوته فى الاعمار 50 …. 30 …. 20
    عندما يشاهدون الفقير يتهامزون ويتغامزون ويضحكون وربما يكبرون والله المستعان
    قبل فتره طلع علينا وزير المال وقال لا بد من صلاة الاستسقاء
    قبل فتره طلع علينا الامين العام للحركه الاسلاميه وقال لا بد من الاستغفار
    وهكذا هم من يتولون امر البلد .. فهل هؤلاء يساعدون فقير او مسكين او ارمله
    ألم تسمع بالمرأه التى وضعت مولودها على قارعة الطريق امام مستشفى بشاير
    الذى رفض دخولها لانها لا تملك مبلغ العمليه ..
    اخى حسين ابناء الحركه الاسلاميه فى السودان هم السبب المباشر فى الوضع
    الكارثى والغلاء الفاحش والفقر المدقع وربنا استر من القادم المخيف

  3. أفضل الأفكار التي قرأتها عن التكافل في شهر رمضان المعظم وياليتها تُطبق على أرض الواقع وهي مجربة في معظم الدول الإسلامية والرد على الذي علّق بأنه لم يتبقى رجل في السودان يمكن أن يؤتمن على التوزيع أقول له يا أخي لماذا هذا القنوط من رحمة الله فأمة محمد صلوات الله وسلامه عليه لم ولن تعدم رجال يحبون فعل الخير بصدق وأمانة لوجه الله تعالى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..