غازي مهرج عموم البلاد!!

(1)

ظل هذا الهلام ينفث سموم أكاذيبه عبر عقود من زمان الحيرة الوطنية؛ وذلك منذ صعوده على مسرح السياسة السودانية في غفلة من الزمان بكذبة بلقاء تولى كبرها وروج لها بنفسه، وساعده على هذا إعلام رخيص وجهول لم يتوان في استغلال هبل الرجل وأتاح أمامه الفرصة تلو الأخرى للظهور عبر وسائطه المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية سعيا وراء استقطاب القارئ أو المستمع أو المشاهد.

(2)

وقد رأى المتلقي بدوره في المهرج ورغم سخف ما يطرح ترويحا وتخيفا لوطأة الواقع البائس في ظل أنظمة دكتاتورية حولت البلاد لمسرح كبير للعبث، وغدا الرجل في هذه الأجواء المترعة بالإسفاف والانحطاط مادة دسمة للفكاهة والكوميديا السوداء راجت ووجدت لها صدًى وحضورًا في ظل مناخ الفشل الذي يعانيه فن التمثيل في السودان، فالرجل مهرج بامتياز تنحني لسخف عروضه الأفلام الهندية، ويتنازل له بكل اقتناع وتواضع صاحب “الاتجاه المعاكس” بقناة الجزيرة عن عرش المهرج الأكبر.

(3)

نحمِّل تبعات اندياح روائح هذه الظاهرة الغازية التي أرهقت أبصار وآذان وأنوف العامة لقوى اليسار وحزبها الشيوعي؛ لأنهم قصروا في توضيح الحقائق ووضع النقاط على الحروف وتنفيس هذا البالون الهلامي من غازاته السامة حينما ادَّعى دورًا له في أحداث حركة 19 يوليو 1971م الذي قامت بها طلائع الحزب الشيوعي في القوات المسلحة آنذاك، وكان ذلك أول عرض حصري يقدمه المهرج على مسرح العبث السياسي السوداني، ولمَّا لم يجدْ رادعا يردعه أو من يلقمه حجرًا أرخى العنان لخياله المريض وبنات أفكاره الإبليسية، واستعذب متوالية افتراءاته الهندسية، وتحرى الكذب دون أن يرمش له جفن حتى كُتِبَ عند الله كذابا.

(4)

ولم يتوقف منذ ذاك العرض الافتتاحي على مسرح اليسار من التقلب والتشقلب في المواقف السياسية والعروض البهلوانية؛ فادَّعى حينًا من الدهر الماركسية، وامتشق حسام الجيفارية، ومارس أرقى أنواع النضال ثائرا في صفوف الثورة الإريترية، وتلقى علوم حرب العصابات في كوبا “الجزيرة التي أحببتها”، ولو تحرينا الحقيقة في كلما ادَّعى لوجدنا الأمر برمته بضع خيالات وأوهام يحسده عليها الروائي الأسباني “سرفانتيس”، حيث لم يذكرْه تاريخ اليسار ولا الثورة الإرترية، فهل يا ترى تنكر له الرفاق ولم يبادلوه إحسان بإحسان؟! أم ترى أن حديث المهرج برمته “ريح أبقار” وتخاريف ومعارك طواحين الهواء”الدانكشوتية”؟.

(5)

ثم اختفى المهرج كالسراب ليعود من جديد معارضًا عنيدًا للسلطة الإنقاذية، ومدافعًا شرسًا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والقوانين الدولية، ولم يلبثْ أن قفز على سرج الحركة الشعبية بعد توقيع اتفاقية السلام؛ ليلعب دورَ مهرج الزعيم الذي على ما يبدو استملح عروضه الفكاهية فعينه في وظيفة مهرج الحركة، إلا أن الرياح أتت سريعة بما لا تشتهي السفن ليغادر ظلال النعيم مطرودا شر طرده نكالا وفاقا لثقل دمه وطول لسانه الذي لم يحتمله كمدورات الحركة الشعبية بعد غياب الزعيم.

(6)

وتلفتَ المهرج بعد ذلك ولفَّ حول ذاته النرجسية وأمعن التفكير، ثم قرر أن معارضة الإنقاذ رجسٌ من عمل الشيطان منكرٌ، فخلع ثوبَ المعارض وارْتدى ثوب الجهاد، وارتاد القنوات الفضائية ينفث غازه في العباد منافحًا يداهن الجماعة علَّها تحن وتغفر ما تقدَّم وتجود عليه بما تيسر، فهو يرى الجميع داخل النظام قد ناله من الحب جانب، خاصة من اقترب من المشير وكبَّر، فأصر المهرجُ بعد تفكير مطول، وبعد أن أعاد البصر كرتين وأكثر، أن يعمل مجاهدًا ويعلن التعبئة والاستنفار، علَّه بذاك ينال المرادَ، ويدخل المزادَ، ويعينه المشيرُ مهرجَ عمومِ البلادِ.

** الديمقراطية قادمة وراشدة لا محال ولو كره المنافقون.

تيسير حسن إدريس 15/06/2013م

تعليق واحد

  1. دا اغبي من رأيت في السودان ولانو ناس تلفزيون السودان اكثر غباء عملوا معاهو لقاء هزيل وتافه أحرج السودان ومواطنيهم في الخارج /اتقوا الله فينا يأناس التلفزيون

  2. اانت زعلت لان الاستاذ غازى قد وصف اولئك بوصف يليق بهم بل هم يستحقون اكثر من ذلك الوصف هم فعلا صعاليك واكثر عاش الاستاذ المناضل الشجاع غازى سليمان مدافعا عن المستضعفين فى الارض

  3. هذا المعتوه لايستحق اهدارك هذا الجهد الكبير استاذ تيسير محتاجين نركز فى الاونطجى محرك المؤامرة الاجرامية ونفضح زبفه الا وهو الدجال حسن الترابى كل هولاء الارجوزات هى من صنعتة كل هولاء النكرات من عمل يده انه من اتانا بالتوافه والهوام التى تمشى بيننا بدون استحياء . لقد بدا هذة المسرحيةو منه المبتداء وعليه العقاب, من هذا الهايف الذى ما ان استضافته قناة تلفزيونية الا واحسسنا بالخجل من اسفافة فال انا ابن ماء السماء ونقول له عاجل الشفاء فانت فقط مريض

  4. مقال FANTASTIC لغة وسردا ومحتوى .. بالله موش خساره يكون الدكتور المرحوم التجانى الماحى خالو
    …ويكون ابوهو من قدامى اعلام التعليم فى زمانو جيل المرحومين مكى عباس والهادى ابو بكر.

  5. عازى هو الترجمة المجسدة لكلمة صعلوك التى لا تخلو عبارة من عباراته منها يعنى الما عارف معنى كلمة صعلوك يشوف ويسمع لغازى بس الصعلكة عنده مخلوطة بانتهازية ووضاعة ..
    المقال وصف غازى كما ينبغى وباسلوب راقى لا يستحقه الموصوف

  6. عنوانك ناقص لو من البداية قلت ( غازي سليمان ) لما قرأنا المقال . فلا تؤاخذوا السكارى بما يقولون.

  7. اخي تيسير ان غازي سليمان هذا الذي يمثل الهبل و العبط في آن واحد ما هو الا مريض نفسيا صدقني حتى الكلام عنه لا يستحق هل يمكن ان اجلس داخل قمامة و اكتب عنها طبطا لا استطيع ربما من رائحتها النتنة او من المكان نفسه هكذا غازي سليمان هو القمامةالنتنة نفسها

  8. الراجل ده شارب لتر كلامو كله تناقضات مرة الحكومة ضعيفة و مرة المعارضة ضعيفة و حكاية المئة يوم ما تفتكروهو هظار و مرة ديل صعاليك انتو ما شفتو لمان السكران ينفصم الراجل مش سكران الراجل فاصل عديل كتر الشربة العيب ما فى غازى العيب فى التلفزيون الجاب غازى و هو سكران مع انه ليس هناك فرق كان سكران ولا واعى و الراجل ده عنده عقده اسمها سوزان رايس مع انه يوم من الايام كان بيفتخر فى ندواته تكلمت مع سوزان رايس و رايس قالت لى لكن ما فارقت يا تيسير اذا كان داك البشير بتهابل شنو يعنى غازى المعتوه خليهو يتكلم بعدين كلامو موجههه للنفرة الجهادية يعنى صرف قروشهاو المعايش جبارة؟؟؟؟؟ اى واحد اليومين دى يتكلم و يدعو للجهاد شيكه جاهز و حار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..