نفرة الرباط في سبيل المؤتمر الوطني

الحملة التي أطلقها رئيس الجمهورية للجهاد في سبيل الله ماهي إلا نداء للدفاع عن سلطتها الدكتاتورية والديناصورية لإستمراريتهم في التحكم بالأموال والنفوذ. الغريب أن هؤلاء المتسلطون من أتباع المؤتمر الوطني لايزالون يحلمون بإستمرارية نظامهم الدموي، والأكثرغرابةً أيضاً أن كثير من أبناء الشعب السوداني لايزالون يتعاطفون مع مثل هذا النداءات المتكررة. فهل يعتبر هذا قتالاً في سبيل اللهِ حقاً؟ أيها الشعب السوداني قولوا للبشير “أذهب أنت وخالك فقاتلا لحماية عرشكما” لماذا نقاتل في شيءٌ لاناقة لنا فيه ولاجمل؟ فغالبية الشعب السوداني لا يجدون ما ينفقون وكيف تجدون ماتسدون به رمقكم، والبشير وأعوانه يكنزون الذهب والدينار. من الذي تحاول جهاده ياسيادة الرئيس؟ ألم يكن ديننا واحد “الإسلام” ورسولنا واحد “محمد” وقبلتنا واحد “مكة” وكتابنا واحد “القرآن” وشهادتنا واحد “لا إله إلا الله محمد رسول الله”؟ فما الذي ينقصنا لتعلن الجهاد ضدنا؟ هل هي إختلاف لون بشرتنا! هي صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة. أم لأننا أعلنا الجهاد ضد سيادتكم؟ إن كان ذالك، فعليكم أن تعلموا يا سيادة الرئيس أن الجهاد شُرع لتقرير حرية الرآي والعقيدة وهي إحدي أهدافنا في القتال ضدكم لإقامة نظام ديمقراطي علماني يحفظ لكل ذي حقٍ حقهُ. ولكن المعذرة لأهلنا البسطاء فلفظ العلمانية أحياناً يفهمه غالبية الشعب السوداني بأنها عدو الإسلام أي كلمة مرادفٍ لهذا المعنى، ولكن العلمانية أي الفصل بين أمور الدين والدنيا هي نظام إسلامي طبقه معاوية بن أبي سفيان في الحكم، وذالك عندما قال لعبدالله بن عمر بن الخطّاب “لك رئاسة الناس في أمور دينهم، وعلي في أمور دنياهم”. ثم ما عيب العلمانية يا أخي؟ إذا نظرنا الى غالبية دول العالم الذي إتخذت من العلمانية مصدراً لإدارة شئون بلادهم لوجدناهم مستقرين نسبياً مقارنةً بهؤلاء الغُلاة الذين رفعوا شعار الحاكمية للهِ. فإذا أخذنا مثال للهند ثاني دولة بها أكبرعدد للمسلمين في العالم بعد أندونيسيا لوجدنا هؤلاء المسلمون يوالون ويدافعون عن حزب المؤتمر “العلماني”، لماذا لأنه يوفر لهم الحماية والدفاع عن الثقافة الإسلامية. أما دولة باكستان التي أبقت على شعار الحاكمية لله فلم يستطيع منع أهل البنغال من الإنسلاخ منها لإقامة دولة بنجلاديش الحالية في عام 1971م، كما إنفصال الجنوب السوداني في عام 2011م نتيجة لهرطقة دراويش المؤتمر الوطني وسياستهم العرجاء. إذاً فجهاد الهامش المتمثلة في الجبهة الثورية موجهاً ضد هؤلاء الكهنوت الذي يضطهد الخصوم ويعتمد الإكراه ويفرض أرءاه على الشعب السوداني ويصادر حقوقهم المشروعة أمثال سيادتك “البشير” وزمرتك المتسلطون. ألم تضطهدوا المسلمون بدارفور وجبال النوبة الى درجة إجلائهم وطردهم من بيتهم وقتالهم، فقد أمرنا الله أيضاً برد هذا الظلم والعدوان في قوله تعالى ” فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم وأتقوا الله وأعلموا أن الله مع المتقين” . فأعلموا أيها الشعب السوداني أن قوات المؤتمر الوطني الذي يحاول البشير تجميعها تحت لواء نفرة الرباط في سبيل الله لا جَلَدَ لهم في مواجهة قوات الجبهة الثورية البسلاء الذين لايخافون في الله لومة لائم، وذالك على لسان شيخهم الكذوب نافع وهذا لا يدل فقط على ضعف قوات الشعب المسلحة، بل لعدم إيمانهم بالقضية الذي يقاتلون من أجلها. فلمذا الدفاع عن حكومة فاقد للشرعية وفاقد للتجانس السياسي الداخلي ولا توجد لديهم صيغة جديدة وفعالة طويلة المدى أو قصيرة لحل المشكلات السياسية والإقتصادية التي يعيشها البلاد حالياً. فالأيديولوجية الوحيد للخروج من هذا الأزمة الغانقة التي يعيشها السودان هي الديمقراطية الحرة التي تنادي بها الجبهة الثورية. فالنظام الحالي بدأ في عملية التحلل لفقدان السيطرة علي جوانب عديدة من تنظيماتها ومجتمعاتها المدنية، فالمواطن السوداني على العموم غير مقتنع على الإطلاق بصلاح نظام المؤتمر الوطني الفاشي، فلا شيءٌ يمنعه من التوصل الى حقيقة الفشل الذي يعانيه النظام وغياب قواعد النجاح المقبولة بصفة عامة. فلنظام الحالي كانت تحيا طوال فترة حكمها نتيجةً للإرهاب والخوف الذي كان يهدد به خصومه وحتي أعضاء النظام أنفسهم المشكوكين في ولائهم، ولكن هيهات هيهات مضى عهد التهديدات، فالموت الأن أصبح جزء لايتجزاء من حياة الشعب السوداني اليومي.

أحمد شميلا
سدني – أستراليا

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..