جدعات

(1)
قرأتُ في إحدى الصُحُف الـ(جديدة) خبراً مفاده أنَّ تقريراً أميركياً جديداً صدَرَ حول إنتاج الذهب بالسودان، داعياً (أي التقرير) بالتضييق على صادرات هذا الـ(ذهب) الـ(سوداني) في إطار التضييق الاقتصادي الأميركي على الدولة السودانية منذ تسعينات القرن الماضي لكون الذهب بات يُشكِّل نحو 60% من صادرات السودان (بحسب التقرير كما أفادت الصحيفة)! فاحترتُ كثيراً ودُهِشْت، ليس لهذه التوصية ولكن دهشتي مردَّها هو كم تبلغ نسبة تصدير 3 (ثلاثة) ملايين رأس من الأغنام السودانية من جُملة صادرات السودان إذا كان الذهب وحده 60% من جُملة هذه الصادرات؟! وسببٌ آخر لدهشتي هل 60% من صادرات السودان تقل عن 2 مليار دولار وهي قيمة القرض الصيني الذي بشَّرنا به السيد وزير المالية مع بدايات هذا العام (هذا إذا سلَّمنا بأنَّ قيمة القرض تبلغ 2 مليار فعلاً)! وإذا بلغت صادرات الذهب نحو 60% فكيف أصبح القرض بُشارة يُبَشَّر بها الناس من قِبَلْ وزارة المالية!
(2)
طالعتنا صحيفة أُخرى بإعلان لإحدى الوزارات السيادية (جداً) تطلُب فيه شغل بعض الوظائف الشاغرة لديها ومن بينها (مُستشارين) والشروط الأكاديمية المطلوبة لشغل وظائف الـ(مُستشارين) كانت الحصول على البكالوريوس!! فعرفتُ حينها (ولأوَّل مرَّة حياتي) مُؤهِّلات الـ(مُستشارين)!!
(3)
أقرَّت إدارة المخزون الاستراتيجي بضعف القدرات التخزينية للدولة وسوء ظروف التخزين (عدم مُواءمة المخازن) مما أفقدها رُبع إنتاج الحبوب، كما أقرَّت بوجود مُفارقات بين حجم الإنتاج الذي بلغ في الذرة وحدها نحو 4 ملايين و300 ألف طن لهذا العام فيما تبلغ السعة التخزينية 650 ألف طن. وفي ذات الوقت أوضحت إدارة المخزون الاستراتيجي بأنَّها اشترت 500 ألف جوال ذرة وأنَّ جملة ما تمتلكه الإدارة للموسم الجديد مليون و700 ألف جوال!! هل يعني هذا أنَّ الضعف في القدرات التخزينية وإجراءات مُواءمتها للمُواصفات القياسية قد تمَّ مُعالجتها خلال أقلَّ من شهر؟ وإنْ تمَّ ذلك فعلاً فعلام كان الانتظار إلى أن فقدنا رُبع إنتاجنا من الحبوب؟!
(4)
كلما قرأتُ الآية الكريمة (اتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) يأتي بخاطري تعلية خزان الروصيرص وإنشاء مصفى الذهب وبيع مصانع السكر التي كانت ناجحة.. ولا تسألوني لماذا؟!

د. فيصل عوض حسن
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..