الصادق المهدي مفكر متنازع بين هويتين (2-2)

وقضية الديمقراطية في فكر الصادق المهدي فيها خلل كبير ومبهمة، رغم أن الصادق المهدي يعتبر من القيادات التي تعرضت لأذى جسيم لموقفهم من الانقلابات، ولكن الواقع يقول غير ذلك، فالصادق المهدي في أول مؤتمر صحفي له بعد المصالحة مع نظام جعفر نميري عام 1977 قال فيه «أننا لا نرفض نظام الحزب الواحد وربما يكون فيه حل لمشكلات السودان»، ثم قبل الصادق المهدي في اتفاق المصالحة أن يدخلوا في الاتحاد الاشتراكي وفي مؤسساته. وكتب الصادق المهدي عام 1992 مسودة أطلق عليها مشروع سلام عادل في السودان أكد فيها على «نظام الحكم في السودان يلتزم بحقوق وبحرياته الأساسية، ويكون ديمقراطياً بمعنى الكلمة، ويكون شكله الديمقراطي ملائماً لظروف البلاد متجنبا السلبيات التي كشفت عنها التجارب»، وإذا تفحصنا المقولة فهي لا تحدد شكل ونظام الحكم بل تتحدث عن حقوق في النظام السياسي، وهنا يقع الصادق المهدي في تناقض بين الشعار والفكرة، حيث أن الرجل يمكن أن يتفاوض على نظام الحزب الواحد لكن ليس بأطروحات الآخرين، إنما بأطروحاته الذاتية، لأن الصادق المهدي يعتقد أنه المفكر الذي يجب أن يغتدى الآخرون بأطروحته. وكتب المفكر الأمريكي صمويل هنتنتون في كتابه «النظام السياسي لمجتمعات متغيرة»: «من الواضح أن الزعامة التي سوف تبادر إلى إنشاء مؤسسات سياسية تدوم يجب أن تكون من القوى الاجتماعية في الطبقة الوسطى، وأن تكون موضع إعجاب هذه القوى»و ويضيف قائلاً: «إن الزعامة البطولية الجذابة قد تتمكن من القيام بهذا الدور، حيث تكون المؤسسات السياسية ضعيفة أو منهارة أو مهزومة، وتستقر السلطة غالباً بين يدي زعماء جذابين يحاولون أن يسدوا الثغرة بين التقليد والعصرية بإعجاب الناس الكبير بهم»، وهنا نسأل هل السيد الصادق استطاع أن يسد الثغرة بين التقليد والتحديث؟ إن الصادق مشكلته أنه يضع عدة أهداف يحاول في مسيرته التوفيق بينها، وهذه تبعده عن التركيز، فالهدف الواحد لا يمنع أن تكون داخله عدة مضامين يسعى السياسي لتحقيقها، ولكن مشكلة الصادق المهدي أنه يقدم عدة أفكار يعتقد أنها جميعاً إستراتيجية، لذلك تجعل مسحاته في المناورة ضيقة وتكتيكاته لا تصب في الإستراتيجية، ودلالة على ذلك أن الصادق المهدي وقع مع الإنقاذ عدداً من الاتفاقيات بدأها بلقاء جنيف وحيبوتي وغيرها، وجميعاً لم يحقق فيها شيئاً منظوراً، وهذا يعود لأنه لا يفرق بين الإستراتيجية التي يصبو إليها ومحاور تكتيكاته، وهي مشكلة عند العديد من السياسيين السودانيين.
في خطاب الصادق المهدي عقب الانتفاضة وعقب الانتخابات، قال إن حزب الأمة قد زحف للسيطرة على الطبقة الوسطي، وإن فوز حزب الأمة بعدد من المقاعد في المدن و الحضر، يؤكد أنه استطاع أن يتمدد في منطقة الوسط، ويعلم السيد الصادق أن الطبقة الوسطى ليست مكاناً وإنما هي مفاهيم، فالطبقة الوسطى هي طبقة التنوير في المجتمع وهي التي تحفظ التوازن فيه، وهي الطبقة التي يقع عليها عبء التنوير، وليس أن حزب الأمة قد فاز بعدد من الدوائر يعني أنه أصبح يمثل الطبقة الوسطى، وأعتقد أن تصنيف حزب الأمة بأنه يمثل شبه الإقطاع كان يمثل ومازال أرقاً للصادق المهدي، والصادق المهدي قدم هو أطروحات في شتى القضايا ولكنها كانت مقصورة عليه، وليست إسهامات فكرية من الحزب. وكتب الدكتور أسامة الغزالي حرب في كتابه «الأحزاب السياسية في العالم الثالث»: «إن الشرائح والقطاعات من الطبقات المتوسطة في العالم الثالث أخذت تضطلع على نطاق واسع بدور أساس وحاسم في الحياة السياسية للبلدان المتخلفة، وشكلت النخبة الحاكمة فيها، ونظر إليها كوسائط للتحديث وتنمية مجتمعاتها، بل لقد ذهب البعض إلى أن تاريخ البلدان المتخلفة ينظر إليه بوصفه تاريخ نهوض الطبقة الوسطي» ويقول حرب أيضا «إن الأحزاب ذات الأساس الإقليمي والطائفي أو الديني في العالم الثالث سوف تظل في الأغلب الأعم أدوات لإعاقة التكامل القومي وبالتالي لعرقلة التحديث والتنمية السياسية» والمقولة الأخيرة هي التي يريد الصادق المهدي الهروب منها، وكانت الفرص متاحة للصادق المهدي لكي يقدم مشروعات إصلاحية في حزبه تجعله أكثر الأحزاب نشاطا في الفكر والثقافة، ولكن لم يفعل، فحصر النشاط في الفكر في الذات، ويقدم أطروحات ذات رأسين، واحدة تحاول أن ترضي القطاعات الجديدة التي جاءت للحزب بحكم البيئة وليس الفكر، والقطاعات التقليدية في الحزب، فهذه المواءمة قد أضعفت بالفعل أطروحاته في السياسة لذلك تجده يكثر من تقديم المشروعات السياسية في محاولة لترميم سابقاتها.
وكتب السيد الصادق في مجلة «السياسة الدولية» العدد «141»: «إن أحزابنا تنقصها شروط مطلوب توفرها لتقوم بدورها في إنجاح النظام الديمقراطي وأن يكون تكوينها واسعاً قومياً، وأن يكون عملها مؤسسياً وديمقراطيا» وفي ذلك يرد محمد أبو القاسم حاج حمد في كتابه «السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل»: «أدى التوجه السياسي نحو الطائفية لا إلى إضعاف التوجه نحو القوى الديمقراطية النامية فقط، وإنما إلى إجهاض بدايات فكر النهضة والتجديد الذي حملته على أكتافهم مجموعة «ود مدني» و «النهضة» و «الفجر»، فخبا صوت الثورة الثقافية «الآيديولوجية» ضد أمراض الواقع التقليدي» وإذا كان الصادق المهدي يعلم أن هناك شروطاً يجب توافرها، ماذا فعل هو من أجل إيجاد تلك الشروط لكي يحدث واقعاً جديداً في الحياة السياسية السودانية لمصلحة الديمقراطية؟ والصادق طوال فترته في قمة هرم الحزب لم يستطع أن يجعل المؤسسة ديمقراطية كاملة الدسم، إنما الديمقراطية محدودة بسقف لا يتجاوزه شخصياً، وتأكيداً لذلك في عام 2001م عندما تم تجميد بكري عديل القيادي في حزب الأمة لمدة ثلاثة شهور قال «إنه أغلق مكتبه واعتكف بالمنزل، وإن الأمر برمته ليس مسألة شخصية بقدر ما أنها تعكس أزمة الديمقراطية وحرية الرأي الآخر داخل الأحزاب السودانية»، فإذا كان بكري عديل وهو في قمة الهرم يشكو من عدم الديمقراطية داخل حزبه فما بال الذين هم في أدنى السلم.
كتب الصادق المهدي في كتابه «الديمقراطية في السودان عائدة وراجحة»: «الإصلاحات المغلوطة للديمقراطية في السودان لا تجدي إذا لم يصاحبها وعي أكيد والتزام أكيد بأن للديمقراطية ذراعاً اجتماعياً واقتصادياً لا بد من قوته وعافيته، فالتنمية العادلة فئوياً وجهوياً شرط غيابها تشويه الديمقراطية» الرؤية صحيحة، ولكن ذات الرؤية كانت المبرر الذي اعتمدت عليه النظم الشمولية والريديكالية التي سيطرت عقوداً في منطقة الشرق الأوسط دون أن تتحول إلى الديمقراطية، وهي مقولة حمالة أوجه، فالديمقراطية تعدل من ذاتها في مسيرتها التاريخية وتطور أدواتها وتبني مؤسساتها الاجتماعية والاقتصادية، وليس غيابها يعني انتظار اكتمال الشروط الاجتماعية والاقتصادية، وكما قلت إن الصادق المهدي لا يرفض فكرة دولة الحزب الواحد من حيث المبدأ، لذلك تأتي مصطلحاته تتماشى مع اللاشعور الداخلي للرجل، وبالتالي يحاول لي عنق المصطلحات لكي تتلاءم مع أطروحاته، وهذه إشكالية في إنتاجه الفكري. وحول قضية بناء الديمقراطية كتب جورج طرابشي في كتابه «في الثقافة الديمقراطية»: «الديمقراطية تعريفاً هي بكل تأكيد حكومة العدد الأكبر أو بتعبير أدق الحكومة الممثلة للعدد الأكبر، ولكن هذا العدد الأكبر ليس مطلقاً وليس في الديمقراطية أصلاً مكان للمطلقات، فالعدد الأكبر متغير دائم ومقولة من مقولات النسبية، وبعكس الغالبيات في الأنظمة الإطلاقية فإن الغالبية في الديمقراطية مقولة أفقية لا عمودية». وبمقولة طرابشي أريد فقط أن أؤكد على النسبية في الديمقراطية، وأيضا أن الأغلبية شيء متغير وغير ثابت عندما تصل الجماهير للوعي بحقوقها وواجباتها، لأنها في تلك اللحظة سوف تميل في اختياراتها وفقا للبرامج السياسية، وليس لانتماءاتها الدينية والعشائرية وغيرها من الانتماءات الأولية، والصادق المهدي بعد أن أضاف لذاته الهوية الثانية، وصل إلى قناعة بأن الانتماءات الأولية هي وحدها التي سوف تحفظ الأغلبية، والتي دائما يتعز الصادق بأن حزبه يمتلكها ويحافظ عليها، دون أن يعيد لذاكرته أن انتشار التعليم وازدياد نسبة المتعلمين في المجتمع خاصة في مناطق الهامش، سوف تؤثر تلقائياً في نسب ودرجات الوعي في المجتمع وتنعكس على حزب الأمة، وهي النسبية التي تحدث عنها جورج طرابشي، وما يحدث الآن من نزاعات وحركات مسلحة في المناطق التقليدية لحزب الأمة، حتما سوف تؤثر في شعبية الحزب، إذا بالفعل إن الحزب لم يستطع أن يخرج من دائرة شبه الإقطاع، رغم أن التغيير قد شمل العديد من المناطق، كما دخلت هناك قوى سياسية جديدة على الطبقة الوسطى ساهمت في توزيع النسب من جديد، الأمر الذي يجعل الصادق المهدي يحاول أن يعيد إنتاج الحزب من داخل الطبقة الوسطى، وبأدواته الحالية لا يملك مقومات التعامل معها، باعتبار أنها طبقة متململة وغير ثابتة، وتحتاج إلى مساحات واسعة للحرية والديمقراطية، والتعامل معها بهويتين يفقده القدرة على السيطرة عليها، وهذه قد حدثت بالفعل في الانشقاقات التي حدثت في حزب الأمة، ولا أحمل المؤتمر الوطني مسؤولية ذلك لأن النخب الجديدة كانت تملك أسباب تمردها على مركزية الحزب، لأن المركزية لم تتفهم التغييرات التي حدثت في المجتمع والقوى الجديدة التي لا يمكن السيطرة عليها بالأدوات القديمة.
كتب الصادق المهدي في كتابه «الوفاق والفراق بين الأمة والجبهة من 58ــ 1995م»: «نحن نقول بوضوح إن الدرس المستفاد في السودان من تاريخه الإسلامي والعربي والوطني يدفعنا دفعاً إلى طرح قضية التأصيل من باب التنوع الديني والقومي والثقافي وتأكيد أن هذا التعايش والتلاقح والتنافس السامي بين عناصر هذا الطيف مهم بل واجب من توازن يعطي كل ذي حق حقه». إن الحديث عن التنوع في السودان دون ربطه بقضية الديمقراطية يبقي ربطاً خاطئاً، فالتنوع لا يمكن أن يدار ويحكم إلا من خلال نظام ديمقراطي يفرد مساحات واسعة للحرية للتنوع، لكي يقدم إبداعاته وتحاوره، ومن هنا يأتي دور الإبداع في خلق الوعي الجماهيري الذي يحترم هذا التنوع، وهذه تقودنا إلى مقولة للدكتور برهان غليون في كتابه «اغتيال العقل»: «التاريخ لا ينتظر الفكرة لينطلق ولكنه هو الذي يتحرك ويحرك الفكر معه ويغير وعي الناس وإدراكهم ونمط حياتهم». والصادق المهدي قد كانت لديه فرص عديدة كان يمكن أن يغير فيها الواقع السوداني، ولكنه دائماً كان يفوت الفرص من خلال تقديمه يتوبيات لا تتحقق في الواقع إلا من خلال قصص الخيال العلمي، واحدة منها العقد الاجتماعي الذي كان يتحدث عنه، وتردده في اتخاذ القرارات في الوقت الصعب، فهذه كلها تؤثر في البناء الفكري وانتاجه للصادق المهدي، وبالضرورة قد أثرت سلبياً في الواقع السياسي السوداني.
وهذا الخل في المفاهيم عند الصادق سببه أنه يريد أن يظل بهويتين، ويجبر الآخرين على أن يتعاملوا معه من خلال تلك الهويتين، انظر إلي الصحافة في تعاملها مع الصادق المهدي السياسي ومبادراته، تجدها جميعاً تتردد في التعامل مع المبادرة، هل هي من الصادق المهدي السياسي المفكر أم الصادق المهدي الإمام، باعتبار إذا كانت من الصادق السياسي يمكن الحوار حولها ونقدها ويدور حولها جدل فكري فيتفق ويختلف الناس مع الصادق المفكر السياسي، ولكن يختلف الحال مع الإمام لأن ما يقدمه يجب أن يخضع للتطبيق دون جدل، فالحوار لا يجادل شيخه إنما يأخذ منه العلم اليقيني، كما أن الصادق المهدي درج على تقديم مبادرات عديدة في أوقات متقاربة، وهذه تخلق بلبلة داخل حزب الأمة، دون القوى السياسية الأخرى، ودائماً المؤسسات السياسية تقدم مشروعاتها السياسية للحلول الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وتداوم على المحافظة عليها، ويمكن أن تجري في المشروع بعد التعديلات وفقاً للتغيرات التي تحدث في المجتمع وغيرها، ولكنها لا تقدم مشروعات جديدة مع كل حدث، كما درج الصادق المهدي، وتحافظ المؤسسات السياسية على المشروع لأنه يشكل بنية الوعي للمنتسبين للمؤسسة، وأيضاً هناك ملاحظة أخرى في كتابات الصادق المهدي، إذا كانت «الديمقراطية عائدة وراجحة» التي كان يجب أن تكون دراسة لمرحلة الديمقراطية الثالثة، وهي أن الصادق المهدي يميل إلى المنهج التبريري، ويبتعد عن المنهج النقدي، ومعروف أن التبرير لا يؤدي إلى المعالجة وهو هروب للأمام، وهذا يخلق وعياً زائفاً عن عضوية الحزب، ولا يساعد على عملية التغيير، بينما المنهج النقدي يقوم على التغيير لأنه يغوص بوعي في التحليل ويسبر عمق المشكلة، ويساعد على التفكير الصحيح ويخلق الوعي المطلوب عند النخبة والجماهير، وهذه تعتبر من إشكاليات السيد الإمام.
وفي الختام كل التقدير والاحترام للسيد الصادق المهدي «الإمام». وحقيقة أن السيد الصادق مهما تناولته أقلامنا فإنه يعتبر أحد أعمدة الفكر والسياسة في السودان التي تؤثر في الساحة السياسية، وكل العذر إذا غفلنا عن شيء.. ونسأل الله له ولنا ولكل الشعب المغفرة.
* مهندس مقيم بالسعودية
حقيقة الصادق المهدي المرة ؟؟؟
إذا كنت من الذين يعبدون الأفراد ويقدسون زعماء الطوائف الدينية فلن يروق لك هذا الموضوع فلا تواصل في قراءته؟ وإن كنت تقدس السودان الحبيب وشعوبه وترابه فستوضح لك هذه الحقائق الكثير الكثير ؟؟؟ ثورة الإمام المهدي تاريخ يفتخر به كل سوداني ولكن أن يستقل أحد أفراد أسرته هذا التاريخ ويتاجربه للكسب الشخصي له ولأسرته وطائفته علي حساب السودان فهذا خط أحمر وغير مقبول لكل وطني غيور ومحب للسودان ؟؟؟
الصادق المهدي أحد أبناء أغني اسرتين في السودان مالاً وجاهاً ؟ والأسرة الأخرى يعرفها الجميع وهي أسرة الميرغني السعودي الأصل الذي دخل السودان ممسكاً بلجام حصان المستعمر كتشنر ؟؟؟ هذين الأسرتين قواهم وحماهم الأنجليز وملكوهم الأراضي الشاسعة والمشاريع الزراعية الضخمة وإغتنوا بفحش وكونوا طوائف من الجهلة المغيبين دينياً واستعبدوا أعداداً هائلة منهم ليخدمونهم في مزارعهم وقصورهم بدون أجر أو حقوق مخالفين بذلك أبسط حقوق الإنسان في القرن 21 وجلهم من غرب السودان المهمش والآن معظمهم عرف الحقيقة بفضل المناضلين الوطنيين المتعلمين المستنيرين من أبناء غرب السودان وأصبحوا ثواراً ومقاتلين أشاوس ضد التهميش والظلم وحكومة الكيزان الفاسدة ؟؟؟ فعل الإنجليز ذلك حتي يساعدوهم في حكم السودان ؟؟ فأجادوا هذا الدور بكل تفاني وإخلاص ؟؟؟ وعندما رحل الإنجليز وانزل العلم البريطاني ورفع العلم السوداني أجهش السيدين بالبكاء تحسراً علي ذهابهم ؟؟؟ هاتين ألأسرتين لعبوا دوراً كبيراً في تخلف السودان الذي يصب في مصلحتهم وما زالوا يلعبون دوراً كبيراً في حماية حكم الكيزان الفاسدين حفاظاً علي مصالحهم وسمحوا لأبنائهم بمشاركة الكيزان الفاسدين بالإنضمام للحكومة ودعمها وألظفر بجزء صغير من الكيكة المصنوعة من دماء السودانيين ؟؟؟
الصادق المهدي منذ صغره يبوس يده الغفير والوزير ويؤشر او يأمر ليطاع أنه السيد أنه العراب أنه إبن المهدي المنتظر؟؟؟ أنه سليل السير السيد عبد الرحمن المهدي باشا حامل نيشان الإمبراطورية البريطانية من درجة فارس ونيشان الملكة فيكتوريا من درجة قمندان وعضو شرف في المجلس الحاكم لشمال السودان برئاسة حاكم عام السودان الميجر جنرال هيوبرت هدلستون سنة 1940 الي سنة 1947؟؟؟ تعلم في مدارس وجامعات دول الكفر المتعددة لأنه كان يستطيع تغيير مكان دراسته كما يريد في السودان بكمبوني المسيحية ثم بمصر كلية فكتوريا ثم باوكسفورد ثم بأميريكا ؟؟؟ ويغير تخصصه كما يريد مرة زراعة ولم يكملها ومرة اقتصاد وسياسة وفلسفة ؟؟؟ نُصب رئيس وزراء وهو في عمر29 سنة وتم تغيير الدستور لخاطره والذي ينص علي ان أصغر عمر لهذا المنصب هو 30 سنة وذلك مباشرةً من كرسي الدراسة الي رئيس وزراء مرة واحدة ؟؟؟ في سابقة تسجل في موسوعة جنس للأرقام القياسية والغرائب والعجائب ؟؟؟ شخص تربي بهذا الشكل قطعاً سيكون سلوكه فيه نوع من الغرابة ؟ لا أعرف ماذا يسميها علماء النفس ؟؟؟ وفي رأيي إنه مقروراً ويتوهم ان اي كلام يقوله مقدس لا بد أن يجد الإستحسان والإحترام ؟؟؟ كيف لا وطائفته مكونة من الجهلاء وأفراد أسرته ونسابته والمنتفعين من بقايا الإدارة الأهلية منذ زمن الإستعمار؟؟؟ وكل من حوله حتي ولو متعلمين لا يجرأون علي مجادلته أو توجيهه أو نقده فهو ولد سيد ليكون سيد مسموع الكلمة دون جدال ؟؟؟ والسيد يأمر أو يؤشر ليطاع ومن يتطاول عليه ويتجرأ لينتقده أو يوجهه يعتبر كافر زنديق خارج عن الملة ويفصل فوراً عن القطيع إن لم ينكل به ؟؟؟
لنحكي بعض نوادره ومحنه التي تدل علي شخصيته العجيبة وغريبة وتفضحها وهو له دور كبير في تخلف السودان وتزيله لجميع الأمم في كل المناحي ولا زال يتشبس بالسلطة ويحلم بها وهو في أواخرعمره رغم فشله عندما كان علي رأسها ؟؟؟
* عندما كان خارج السلطة كان يعارض شريعة نميري الذي كان ثملاً بزجاجة شري كاملة في ليلة تدبيره للإنقلاب وعندما تولي الصادق السلطة بإنتخابات السودان المهزلة لم يمسها بسؤ ؟؟؟ وكذلك لم يأمر بقفل بيوت الأشباح النميرية ليزج فيها عندما سرق منه السلطة البشير كبير الفاسدين وهو لاهي في أحد بيوت الأعراس ؟؟؟
* اشار له أحد المقربين منه بأن الحزب ليس به انتلجينسيا أي متعلمين ؟؟؟ فجمع طلاب من المنسوبين للأسر الأنصارية بلندن وبدأ يخطب فيهم ؟ تجرأ أحدهم وإنتقده هو شخصياً ؟؟؟ فلم يرد الصادق علي نقده وإنما أسكته وقال له أشكرك علي شجاعتك ؟؟؟
* يدعي الديمقراطية وألتداول السلمي للسلطة وينسي أنه أول من خالف مباديء الديمقراطية بأن كون جيش من المرتزقة بتمويل من المعتوه القذافي ودخل السودان غازياً ليخلف أعداداً هائلة من الضحايا ؟؟؟ ولا يعرف كيف نفد بجلده من هذه الجريمة النكراء دون مسائلة أو محاكمة عادلة والإقتصاص لضحاياه الأبرياء ؟؟؟ أذكر منهم الفنان والرياضي الموهوب وليم أندريا أحد أفراد فريق كرة السلة السوداني الحائز علي البطولة العربية بالكويت رحمه الله ؟؟
* الصادق الديمقراطي خالص تولى تسليح المواطنين وتدريبهم في دارفور كاستراتيجية لمواجهة أي انقلاب عسكري؟؟؟ فانقلب السحر على الساحر وأصبح جنوده الآن نواة الدفاع الشعبي ومن يطلق عليهم اليوم المليشيات !!!
* لقد طالعتنا صحيفة الراكوبة القراء نقلاً عن لسان الصادق المهدي بتاريخ ابريل عام 2011 أن الصادق المهدي منع إبنه العسكري( عبد الرحمن ) من تفجير العاصمة المثلثة وفي نفس الحديث انه لن يمنع ابنه من المشاركة في الحكومة وهو الآن يتبوأ منصب نائب للأسد النتر البشير العوير !!!
*عندما لجأ الصادق لإريتريا مع بعض أفراد من أنصاره المسلحين مكونين ما يسمي بجيش الصادق المساهم به مع بعض الحركات المسلحة والتي كانت تنوي إسقاط الحكومة بقوة السلاح في ماسماها بعملية ( تهتدون ) وعندما وجد أنه لا فائدة من ذلك ؟ فهرب مرة أخري للسودان وركع زليلاً للبشير ليتصالح مع الكيزان باحثاً عن المال ومصلحته الشخصية تاركاً المعارضين وأفراد جيشه الذين تعرضوا للجوع والعطش والزل في صحاري إرتيريا ؟؟؟ وعندما تمكن أفراد جيشه هذا بعد معاناة شديدة من الوصول للسودان ثائرين ليعتصموا بدار طائفة الأنصار بأمدرمان مطالبين مقابلته لمسائلته عن كيف يتركهم مهملين ويهرب منهم ؟؟؟ تخبي منهم ورفض مقابلتهم ؟؟؟ ويقال أن الصادق المهدي كان على علم تام بتفاصيل تخطيط الجبهة القومية للإستيلاء علي السلطة وتم نقل كل تفاصيل التخطيط لنسيبه الثعلب الماكر الترابي الذي كان يتقلد مفاصل السلطة الفعلية حينها وذلك من أجل إفشال التجمع الوطني الديمقراطي وهذا ما نجح فيه وكان جاسوس الإنقاذ الوفي دون منازع .
* عندما كان بالسلطة عين زوجته مديرة لسودانير في منصب يحتاج لخبرة ومعرفة عالمية مكثفة في شؤون الطيران ؟؟؟ أسنده لسيدة أتت رأساً من الحنانة الي هذا المنصب الخطير دون سابق خبرة أو دراسة ؟؟؟ وللمقارنة الشيخ المفكر والوطني القدير محمد بن راشد حاكم دبي بتمويل ضخم من مجموعة من البنوك أتي بأكبر خبراء طيران بأنجلترا بمرتبات قياسية وحوافز مجزية ؟ فطوروا طيران الأمارات لتنطلق بسرعة الصاروخ وتتفوق وتخيف كل شركات الطيران العالمية التي سبقتها بمئات السنين في هذا المجال ؟؟؟ وكذلك عين الصادق إبن عمه مبارك الفاضل في وزارة التجارة بعينها ليعيس فيها فساداً ويغتني ببيع قطن السودن الذي كان يقدر سعره ب100 مليون دولار باعه لتاجر هندي أسمه باتيا يحمل الجنسية الإنجليزية ب 60 مليون دولار وهذه الصفقة وصفتها إحدي الصحف البيريطانية بصفقة القرن ؟؟؟ وعندما قام المرحوم محافظ بنك السودان طيب الذكر المرحوم / بليل بشكوي مبارك الي رئيس الدولة الصادق علي هذا التصرف الإجرامي قابله الصادق بعدم الرضي ؟؟؟ إذ كيف يسائل إبن العز والقبائل حتة محافظ ؟؟؟ وبعد أن إغتني مبارك الفاضل من عمولته المهولة والحلال ! !! ومن هذه الصفقة الأسطورية تنكر لعمه الذي علمه السحر وإنسلخ من طائفته وأصبح وجيه وكون حزب خاص به ( حزب الوجيه مبارك الفاضل الخاص ليمتد ) ؟؟؟ وهذا هو الحال في السودان المنكوب كل وجيه يفتح صالونه العامر وينشيء حزب جديد ويبدأ في نشر التصريحات والبيانات وهلم جرررررر ؟؟؟
* في ايام حكمه حدث فيضان سببته أمطار غزيرة دمرت أعداداً كبيرة من المنازل بأمدرمان وكل المناطق حول العاصمة وتشرد الآلاف من الذين تهدمت منازلهم ؟؟؟ وكان وقتها الصادق جالساً في القصر يقرأ في كتاب سليمان رشدي الشهير( آيات شيطانية ) ؟؟؟ أتي اليه مهرولاً ومتأثراً أحد المسؤولين ليخبره بهذه الكارثة ؟؟؟ صدم ذلك المسؤول عندما قال له الصادق بكل برود : انت في الفيضان والا تعال شوف دا بيقول في شنو !!! أشارةً لما يقوله إبراهيم رشدي في حق الإسلام وإسائته له ؟؟؟ كان المسؤول يتوقع ان يأمر الصادق في الحال بطائرة هيلكوبتر حتي يستطيع أن يتجول بسرعة ويتفقد رعيته كما يفعل كل رؤساء الدول في مثل هذه الكوارث حتي من باب التمثيل لتلميع شخصيتهم والظهور ليوضح إنسانيته وإهتمامه بشعبه ؟؟؟؟ ولكن ود العز واصل القراءة في كتاب إبراهيم رشدي ولم يكترس وكأن شيئاً لم يكن ؟؟؟ لم يعرف عنه في تاريخه أنه قام بأي عمل خيري إنساني أو ساهم فيه وهذا هو نهج الأسياد في السودان يأخذون بالكثير ولا يتصدقون بالقليل ؟؟؟ وما أشد الحوجة في السودان للأعمال الخيرية الأنسانية حيث الأطفال المشردين واليتامي والمساكين والجوع والمرض والفقر الخ ؟؟؟
*أيام حكمه فكر في حل أزمة المواصلات فطلب الإجتماع مع سواقي التاكسي الذين لا يتوقع أن تكون لهم أي خبرة في مجال هندسة المرور والطرق؟؟؟ وهل ياتري لا يعرف أنه هنالك مهندسين متخصصين في تنظيم حركة السير والمواصلات وتنظيم مواقف السيارات وتخطيط الطرق ؟؟؟Traffic engineers ) ( ( أم لا يريد أن يكون مستمع للخبراء لأنه سيد يريد أن يستمع اليه ويأمر ليطاع بدون مجادلة ؟؟؟ وللمقارنة دولة الأمارات الفتية المكونة حديثاً لها هيئة مختصة بها مهندسين متخصصين وخبراء لتخطيط الشوارع والمرور وكل ما يختص بذلك من تنسيق وتحديث ولم نسمع يوم إنهم إجتمعوا مع سواقين التاكسي الجهلاء ؟؟؟
* أيام حكمه قام بتكريم أول قابلة وأول سائقة سيارة وأخريات ؟ والي الآن لا أعرف ما الهدف من ذلك غير الإستعراض والهيافة وهل هذه أوليات رئيس دولة ؟؟؟ لماذا لم يكرم اللواتي يستحقن فعلاً التكريم كإحدي المناضلات الوطنيات أو إحدي العالمالت وهن كثر ؟؟؟
* في أحد الأعياد كان يخطب في جمع غفير من الأنصار رجال طائفته المخلصين ومعظمهم جهلاء من غرب السودان المهمش ؟؟؟ وكان علي صهوة جواد أبيض ويلبس بنطلون رياضة ابيض( ترينج ) وجزمة رياضة وعراقي اي جبة انصارية؟؟؟ وفي نظري هذا لبس عجيب ومتناقض لا يلبس في مثل هذه المناسبة الدينية التي لها قدسيتها وإحترامها ؟؟؟ وفي تلك الخطبة كان يشرح لجمع الجهلاء انه مكة أصل اسمها كان بكة ؟؟؟ وعرفت هذه المعلومة القيمة من فضيلته ؟؟؟ ولكني أجزم بأن معظم ابناء غرب السودان الجهلاء الفاغرين أفواههم ويستمعون لهذا الخطيب المفكر الفذ لا يعنيهم هذا الشرح المفيد في شيء وهم عطشي يحتاجون الي مياه شرب عكرة من الآبار ؟؟؟
* وسمعته مرة في أحد أيام حكمه يتحدث في التلفزيون وينصح روسيا والصين ويقدم لهم الدروس في كيفية تحسين إقتصادهم معتقداً أن إقتصاد الدول الفضائية العظمي يديره شخص واحد كمخرب إقتصاد السودان المرتشي اللص عبد الرحيم حمدي ؟؟؟
* السفير السوداني في مصر كان أيام حكم الصادق مستاءاً جداً من الإتفاقيات المجحفة في حق السودان مع مصر ؟؟؟ وفي التحضير لزيارة الصادق لمصر قام هذا السفير بتحضير عدة فايلات وأجندة لمناقشة الإتفاقيات الغير متكافئة ومجحفة في حق السودان لعرضها علي الصادق وفي باله أن الصادق وحزبه غير منبطحين لمصر ولا يرضون الظلم للسودان ؟؟؟ وفي المناقشات لسؤ حظ السفير والسودان أنه وجد الصادق يدافع عن المصريين والإتفاقيات المزلة أكثر من المصريين أنفسهم ؟؟؟ صدم السفير وظهرت عليه علامات الغضب والأمتعاض ؟؟؟ وبعد رجوع الصادق الي السودان تم نقل السفير الي السودان من غير رجعة لمصر وهذا ما حكاه السفير المندهش الي الآن بنفسه ؟؟؟
? في أول يوم له من إستلامه للسلطة طالب بالتعويضات المالية عن بعض الأراضي البور الشاسعة والتي لا يعرف كيف إستحوز عليها ؟؟؟ كان وزير المالية آنذلك من اتباع طائفته فصرفت له في الحال وأكتفي بهذا الإنجاز العظيم حتي سرقت منه السلطة وهو لاهي في أحد بيوت الأعراس بواسطة البشير بالرغم من تبليغه بواسطة بعض ضباط بالقوات المسلحة ولكنه تعمد تجاهل تلك المعلومات الموثقة والمؤكدة فهو بلا شك شريك أصيل في كارثة حكم الكيزان التي تحيط بنا اليوم. البشير لاحقاً عرف نقطة ضعفه وحبه للمال فأغدق عليه بالتصدق عليه بحفنة من دولارات المنكوبين وتعيين أبنائه في مناصب رفيعة وإسكاته ؟؟؟
* يعتبر نفسه أنه مفكر كبير وكذلك يعتبره كثيراً من أنصاف المثقفين الذين يعتقدون ان الفكر هو حزلقة في الكلام وإضافة تعابير لغوية جديدة ( محاور ، ومربعات، أجندة وطنية ، صحوة إسلامية، وسندكالية، تهتدون، وهلم جر ) وأقول لهم الفكر له نتائج ملموسة تفيد الإنسانية جمعاء وليس كلام منمق وتعابير جديدة والسلام يمكن لأي مدرس لغة عربية إبتداع أحسن منها ؟ المرحوم شيخ زايد بن سلطان حاكم الأمارات السابق الذي تخرج من جامعة الصحراء ذات الحرارة اللافحة وشظف العيش له فكر وطني مثمر له نتائج لا تخطأها العين وأحد أفكاره انه قال ( لا فائدة من البترول أن لم يفد انسان الأمارات ) وفعلاً سخر كل أموال البترول لصالح شعبه الذي غدا من أسعد شعوب العالم وتفوق في عدة مجالات حتي في الرياضة العالمية فدولة حديثة التكوين لا يتعدي عدد سكانها عدد سكان حارة بالثورة تشارك في بطولة العالم لكرة القدم وتحرز كأس دورة الخليج الكروية قبل عدة أيام في الوقت الذي فيه الهند التي تشكل تقريباً ثلث سكان العالم ليس لها أي نجاحات في الرياضة وفي الأولمبياد الأخير لم تحرز أي مدالية ولم يرد إسمها حتي ؟؟؟ في الوقت الذي برز فيه إسم الأمارات بعدة مداليات ذهبية ؟؟؟ وفكر صادقنا الهمام متمركز حول نفسه وأسرته وطائفته وكرسي الرئاسة ؟؟؟ ولم يخطر علي باله إستخراج بترول أو ذهب وهلم جررر عندما كان بالسلطة وانما فكر في تعويضاته ورفاة أبن عمه ؟؟؟
من هذه النشاة الفريدة والهالة والقدسية التي تربي فيها الصادق ونوادره الكثيرة والتي آخرها زيارته لمصر ليصلح بين الأخوان ومعارضيهم ؟؟؟ وبذلك عرض نفسه والسودان لإساءة بالغة لا ترضيه ولا ترضي شعبه المغلوب علي أمره والذي يفعل فيه حلفائه الكيزان ما أرادوا من قتل وتنكيل وسرقة لقوته وأمواله والتفريط في أراضيه قاتلهم الله مع الكهنوتية تجار الدين حلفائهم المخلصين ؟؟؟
لقد كفيت وأوفيت في الحديث عن الصادق ولكنك لم تذكر معلومة هامة جداً وهي أن الصادق المهدي كان على علم تام بتفاصيل تخطيط الجبهة القومية لإنقلابها ونقلها له بينه وبين الشيخ الترابي الذي كان يتقلد مفاصل السلطة الفعلية حينها وذلك من أجل إفشال التجمع الوطني الديمقراطي وهذا ما نجح فيه وكان غواصة الإنقاذ دون منازع. غداً عندما تنجلي الغمة وتشرق الشمس لا بد أن يكون حسابه مع من خدم الإنقاذ مرشداً أمنياً لصالح الإنقاذيين ولا يزال
أشد على قلمك الرصين