دكان الفتاوي
اعيش في دولة عجيبه ! يبحث عن اهلها عن مبرر شرعي ديني لفعل ما يشائون حكومة و شعبا ! .. فضمريهم لم يمت بعد لكنهم يبحثون عن خرم ابره ليخرجوا من خلاله , و قد وجدت الحل للشعب ! حل سيجعلني من الاثرياء و يريح شعب دولتي من تعب مناقشة الضمير .
سافتتح دكان فتاوي شرعيه, و اوجد الثغرات و الفُرج للجميع ,فانا و بلا فخر اكبر مجادل يمكن ان تتعرف عليه ,امضيت سنيني الجامعيه متنقلا بين اركان النقاشات و خضت نقاشات في جميع الامور الدينيه و الدنيويه و أذا جلست معي و صبرت علي ساجعلك تقتنع ان السودان هو افضل دولة على وجه الارض و أن حكمها هو اعدل حكم عرفه التاريخ و في ظرف ثواني يمكنني اقناعك بالعكس تماما !.
قررت إستغلال موهبتي ففتحت هذا الدكان ,يأتي احدهم بمشكلة منعت منامه و ارقته فاوجد له حلا بسيطا و فتوى شرعيه مدعومه بدليل كاذب فيفعل بها ما يشاء ..في مجتمعا لتصبح شيخا ليس الامر بصعب فقط قص بنطالك و اطلق اللحيه و تحتاج لحجر ظلط تحك به جبهتك حتى تنزف دما و تختم لك قرة صلاة تنير جبينك , و قليل من كريمات تفتيح البشره حتى يضئ وجهك .. ارأيتم ؟ سهله جدا اليس كذلك ؟
اول زبون هو طالب جامعي
– سلام يا مولانا .. انا بحب فلانه و بقعد دايما معاها “خلط” و الناس بتقول لي دا حرام .. ماف فرقه كده ولا كده ؟
– اكيد في فرقه .. مدام بتقعدو في حته عامه و بيناتكم مشاعر يعني إن ببلك و في فيلينغس .. سوه واط ؟ اخد راحتك يا ابني و ان شاء الله تكون زوجتك .
و أخذ ثمن هذه الفتوه , يعني بقت علي انا في تجارة الدين ؟ .
الزبون الثاني :
– يا مولانا انا رشيت ناس الخدمه الوطنيه عشان يفرغوني … ما فيها فرقه ؟
– يا عزيزي اساسا الخدمه دي سنه ضايعه من عمرك و انت اشتريت عمرك فماف مانع اساسا الدين ما بعارض مصلحة حد و دي تسهيلات ربنا يسهلها عليك .. سوه واط ؟ وقفت عليك يعني ؟ .
الزبون الثالث :
– يا مولانا انا تاجر و بجيب بضاعه مغشوشه .. ماف فرقه ؟
– يا اخي انت مش البشتري منك دا بشيل البضاعه بتفحصا و يشوفا إذا عجبتو يشيلا إذا لا يخليها ؟ سوه واط طيب ؟ دا جواز شرعي و واصل ياخ ربنا يسهلا عليك .
ثم الزبون الرابع فالخامس فالالفين و اربعين الف .. اصبحت اشهر من نار على علم و دكاني مثل قطعة خبز تحاوطها مجموعة من النمل , و لكل فتوه سعر فالفتاوي الصغيره رخيصه اما الكبيره فسعرها اعلى , يالها من تجارة رابحه تجارة الدين هذه ! صفوف و الوف و انا اجني الملايين .
و في ذات يوم و انا اباشر عملي إذا بثلاثه سيارات ضخمه تقف امام دكاني و ينزل منها ثماني رجال ضخام الجثث غاضبوا الاوجه فرقوا الناس من حولي و ذجوا بي داخل إحدى السيارات .. عندها عرفت ان لكل ظالم نهايه و أن الله يمهل ولا يهمل , وداعا احبتي وداعا لمفتيكم الجسور , يبدو اني سامضي ما تبقى من عمري في السجن … ستفتقدوني اني واثق من هذا … اختفت السيارات من نظر الجميع لاختفي معاها و اجد نفسي في صبحية اليوم التالي وجدت نفسي امام جمهور غفير من المسئولين يصفاحننوني و يهنوني فقد اصبحت كبير مفتي الدوله .
يوسف احمد .
[email][email protected][/email]