نار الساسة .. ودخان العسكر..ونقمة الشارع !

في واحدة من منعطفات نظام مايو الخطيرة..التي أدت الى حالة استقطاب حادة بين الرئيس الراحل جعفر نميري.. وبين قيادات الجيش وقتها .. وحينما شعر الرجل بالزفرات الحرى التي نفثها كبار قادته تبرما من الوضع الذي بدأ يتدهور بصورة جلية على كافة الأصعدة.. وفي إثر مواجهة لاهبة بين الرئيس وتلك القيادات النافذة في هيئة أركانه .. إتخذ النميري بعد إجتماع عاصف معهم ..ضربة استباقية قبل تنفيذهم ما فهمه تهديدا لسلطته أو نيةً للانقلاب عليه بالمفتشر الصريح ، فأصدر قرارات باحالتهم الى التقاعد ، ليدخل نظامه رغم كل تلك التحوطات في منزلق جديد من التدهور والضعف أخذ البلاد في قدمي عثراته ..حتى كنسته الانتفاضة الشعبية في ابريل 1985..!
ذات السيناريو ربما تكررت صورته أمس وعلى صفحة الحاضر المزري بالفرشاة والألوان ..!
فليس مقنعاً بيان القيادة العامة بأن ما جرى من إطاحة بهيئة أركان الجيش كاملة بتلك االطريقة المفاجئة هو إجراء روتيني بغرض تجديد دماء الجيش ، في الوقت الذي كان الحديث يترى تباعاًعن تحقيق تلك القيادات الكبيرة المقالة لانتصارات من البديهي سيكون مردودها إعطاؤهم المزيد من الفرص لتكملة دورة تلك الإبداعات المزعومة ..وليس جزاء سنمار بالطبع !
فيما لم يشمل ذلك التجديد الوزير الفاشل للدفاع الذي تحجر على قلب الجيش رغم توالي إخفاقاته في تحقيق الحد الأدنى من حماية أجواء وأراضي الوطن المتمثلة في عدد من الإختراقات المشينة التي باتت سبة زادت من تشوه وجه النظام .. وهو أمر بالتأكيد يلقي بظلال الشك حول صحة فحوى البيان الرسمي الصادر تبريراً للإقالة وفي هذا التوقيت تحديداً وبذلك الحجم المهول !
من الواضح أن المسالة هي من قبيل الدخان الصادر من غبن القوات المسلحة حيال تجدد الحرائق التي ظل يشعلها سياسيو الانقاذ ويطلبون من العسكر إما إطفائها بأخرى أو الاحتراق فيها .. بل هي ردة فعل صريحة لتزايد حالة من فقدان الثقة المتبادل وقد عبر عنه نافع الذي يعتبر مرآة عاكسة لوجه القباحة في مؤسسة الحكم ، ولعل ذلك التشكيك منه وبتلك اللغة المباشرة الذي طعن في قناة الجيش وقلل من شأن دوره في حماية النظام لا الوطن ، قد أحدث نتيجة مشابهة لمواجهة قادة نميري له ، فتغدى بهم النظام قبل أن يحين موعد عشائهم به !
لا يوجد دخان ..من غير نار .. ومن المؤكد أن فقدان النظام الثقة في قادته الكبار المتكررة في الظروف الأخيرة ..وتمردهم عليه سواء على مستوى
( السائحون ) ..
منهم الذين حاولوا الإطاحة به أ و..
( المقالون .. أمس)
هي أقوى خيط يمكن للعمل الجماهيري الجاد والمنظم من قبل كوادر الشباب وفي كل المحافل الطلابية وساحات الململة القرفانة أن ينسج منه حبلا لشنق ما تبقي من جسد النظام الضعيف على أعواد النقمة الشعبية التي تعتمل في كل الصدور !
صحيح ان النظام على مدى عمره الديناصوري قد جعل من الجيش مجرد كتائب ومليشيات مُسخرة لخدمته في مشروع تمكينه الماحق .. ولكن يظل الانسان السوداني مدنياً كان أم عسكرياً .. هو مصدر الخير الذي تجلى متحداً ومتلاحماً في أكتوبر وأبريل وكتب أمجاده منحوتة على جدار التاريخ .. لتأتي بقية شعوب المنطقة من بعده بسطور لاحقة بل ومتأخرة جداً..!
فكل ُالظروف الآن والأسباب قد تهيأت حقيقة لصرع الظلم الذي جاوز فيه الظالمون المدى..!
وما النصر إلا من عند الله.. طالما أن العباد عازمون عليه ..!
سلام استاذ برقاوي
لا شك أن كل متابع للأحداث في السودان يعلم يقينا أن الانقاذ اهملت الجيش بكل ما تحمل الكلمة من معنى وفي مقابل ذلك عملت على إنشاء ملشيات الدفاع الشعبي لحماية نظامها المتهالك وقامت كذلك بنقل كثيرا من كوادرها من القوات المسلحة لجهاز الأمن الانقاذي مما ادى لإنهيار كامل لقوة الجيش والدليل على ذلك ما صرح به العاقل جدا نافع.
من غير المعقول استاذنا برقاوي أن تهمل أي دولة في العالم جيش محترف بقاتل منذ اكثر من خمسين عاماليعتمد على ملشيات ضعيفة التدريب وغير محترفة ولا متفغرة لمثل هذه المهام.
أما الوزير الفاشل اللمبي فهو فشل وزيرا للدفاع ثم الداخلية ثم الدفاع فهو لا يعرف غير متابعة العمائر التي يقوم هو بالتكسب من ورائهاوحرصه على علاج والدة الرئيس .
لك الله يا شعب بلادي