جنوب السودان وخارطة الصهيونية الدولية

جنوب السودان وخارطة الصهيونية الدولية

عدلي خميس
[email protected]

من المؤكد أن الصهيونية الدولية قد نفثت براثنها سرًا أو علانًا على المنظمات الدولية والإقليمية من خلال الممارسات الضغوط السياسية منها وخلافها …وأما في المحلية وما يلحقها فهي متواجدة بكثرة وجود ذبابة مرض النوم( التسي تسي) بجنوب السودان والتي يصعب القضاء عليها على الرغم من المكافحة الكثيرة لها عبر الزمان وأظن الكل ولربما أو أكثرنا يفهم جيدا كيفية دخلوها عبر الحدود مع دول الجوار في أشكال عديدة منها منظمات مدنية في شكل تقديم مساعدات بالمأوى والطعام تحت ستار عصبة الأمم المتحدة أو عبر الجنود المتواجدون اليونمي . ونظرا لما هو قادم عليه السودان من تقرير مصير لجنوبه الحبيب حسب بنود اتفاقية السلام الموقعة بين الشريكين الوطني والشعبية . والقطعة التي نعتبرها جزء لا يتجزءا من جسد ألامه الكامل السودان بجميع سحناته وقبائله المتجانسة وهويته الثقافية المتعددة الأعراق والديانات من تعايش سلمي وانصهار أدى لوجود سحنة وملامح بشرية ذاب فيها الدم ,أصبح نادراً أن توجد لها مثيل في مكان موحد مثل السودان حول العالم قاطبة . ولكن … تخلل ذلك الانصهار أجندة كانت تقال من وراء حجاب في الكواليس بين ردهات المؤتمرات الدولية الكبرى بالأمم المتحدة ومنظماتها وبتسمياتهم التي بها سموها هم لوحدهم واجبروا العالم على إتباعهم ومثال ذلك منظمات حقوق الإنسان المزعومة ..الخ وقام بعض من إخوتنا من بنو جلدتنا السودانيون بتدويل قضياهم المحلية بالتسويق لها لما وراء البحار … وتلقفتها الأيدي التي تدعى العدالة الدولية والنزاهة وعلى رأسها أمريكا مهبط ومصدرة الديمقراطية للعالم الثالث كما تروج هي لنفسها بالديمقراطية الخلاقة وهي وبدون حرج مرتع خصب للوبي الصهيوني المتجزرة في المؤسسية الأمريكية حتى النخاع ولا يؤخذ قرار ولا يمر قانون إلا من خلال موافقة ورضا ومباركة اللوبي الصهيوني والذي يتحكم في مفاصل وتلابيب الاقتصاد الأمريكي بصورة مخيفة ولا ننسى أن المخطط الصهيوني المعلن بان إسرائيل الكبرى من الفرات وحتى النيل . والمتأمل والفطن والذي يعرف قرأت مابين السطور لهذه النظرية يجد أنها كادت بل أصبحت قاب قوسين أو أدنى أن تكون واقع مرير معاش بين ظهرانينا من تدخل سافر بالشئون الداخلية للسودان سواء كانت بالموافقة أو بالمواربة أو بالقوة في القرارات السيادية بالسودان نفهم بان أمريكا كمثل غيرها من الدول كانت مراقب في توقيع باتفاقية السلام بين الشمال والجنوب بالسودان إضافة لدول الإيقات الإفريقية منها وخلافها .إلا إن البوصلة قد تغير اتجاهها وأصبحت هي الألفة والقائد والرجل الوحيد في العالم بنفوذها التي تحدد وتقرر بدون أدنى مراعاة لخصوصية أو احترام لحقوق الشعوب حتى تقرر مصيرها التي سميت بها هذه الدولة فنجدها ألان كأنما جنوب السودان جزء من الولايات المتحدة تكافح وتناضل من اجل فصله بل ربما حددت له من البرامج والدعم اللوجستي ما لم يختر على قلب أي سوداني منا وذلك بعدم حياديتها المعهودة بخلط الأوراق وازدواجية المعاير التي تنتهجها في كامل سياستها الخارجية وبالتحديد تجاه دول العالم الثالث من عب ومسلمون خاصة . والكل يعلم بان إفريقيا لا تزال قارة بكر لم تستغل ثرواتها وبالتأكيد هي حلم يشغل عقل واستراتيجيات الدول الكبرى بما فيها الصين والكل يركض ليجد له موطأ قدم ليحصل على غنيمة ثمنيه واستغلال الثروات . وكان وراء ذلك الدافع الأساسي للوبي الصهيوني ضرورة أن يجد له مكان آمن لدولته ومواطنيه من منابع للنيل وبدا بوضع قدميه من خلال تنفيذه للسدود والخزانات بالهضبة الإثيوبية إضافة لدول الجوار المحيطة بالسودان والتي هي مصدر رئيس لمياه النهر النيل والمجاورة للسودان وما دار من خلاف في اتفاقية مياه حوض النيل في هذا العام وتحديدا جنوبه الغني بالمياه العذبة النقية والتي لا تحتاج لكثير جهد من تكرير أو تنقية أو تحليه حتى يضمنون أنهم قد وضعوا أيدهم على ثروة كبيرة لا تقدر بثمن من مياه عذبة نقية زلال لا تحتاج إلى اتفاقيات مثل غيرها من الدول التي تجلب منها المياه . ولا يخفى على ذوي بصيرة أن القرن الحالي وهو قرن حرب المياه وكيفية الاستيلاء ومنابعها . وهنا ….يبدءا السيناريو الأمريكي الصهيوني العالمي المشترك بفك الارتباط بين الشمال والجنوب وتزكية فكرة الانفصال ودعمهم للانفصاليين وبذر نار الفتنه وبذل كل غالي ونفيس لانفصال الجنوب عبر برامج تدريبه ومساعدات عسكرية أو أمنية وبنيات تحتية ضرورية بحيث تسيل لعاب الساسة الجنوبيون ويسهل اتبعاهم للأمريكان ويكونوا قد قدموا لهم هدية ماسية وبصورة غير مكلفة بحساب المصالح العالمية الكبرى لتصل مياه نهر النيل لتلابيب ويكون المواطن السوداني واليهودي تجمعهم شربة ماء من مصدر واحد هو نهر النيل العظيم ويتحقق الحلم الكبير للدولة العبرية .
هنا يبرز دور الحزبين الحاكمين من أن يكونوا على قدر كبير ومستنير من المسئولية التي يحملونها في تقديم التنازلات لبعضهم البعض من اجل أن يظل السودان واحد موحد يسلمونه للأجيال القادمة كما استلموه من أجدادهم بقدر مستوى الأمانة في أعناقهم ويترفعون عن صغائر الأمور الحزبية والشخصية والنزوة الضيقة للأمور وان يضعوا في الاعتبار الحساسية التاريخية التي هم فيها فالتقسيم هو خسارة كبيرة لا تقدر بثمن ويكون له مردودة السلبي على كافة الأصعدة الداخلي منها والخارجي والإقليمي أولها الاجتماعي والاقتصادي والجغرافي والأمني ..الخ . أملنا يتجدد أن تكون المفاوضات المقبلة ( بأديس اببا )فيها ما هو جديد مفرح للشعب السوداني حتى يخرج من هذا النفق المظلم الذي يكتم على أنفاسه والتعامل مع الخدع العالمية بمستوي زكي يضمن وحدة تراب بلدنا السودان وعدم الرضوخ للامتلاءات الخارجية المعسولة بالشكولا وبداخلها السم الزعاف والتشبث بالوعود للدول المانحة والصديقة بعين العشم فهي أحلام وردية يتم توزيعها أثناء المؤتمرات وخلف كواليس القاعات وإمام العدسات للصحفيين والقنوات الفضائية ولكن الحصيلة… معروفة تسويف ويكونوا قد اخذوا ما يريدون منا بدون مقابل سوى العض على الأصابع بحسرة وندامة ونزرف الدموع الساخنة …وحينها لا ينفع الندم على ما فات .
والله المستعان وهو من وراء القصد ،،،،
عدلي خميس / الرياض

E mail ; [email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..