مقالات سياسية

الحلم في الأرض الخراب.. عزاء أول..!

* العاقل من اتعظ بالمشروع الذي كان موجوداً فصار عدماً.. وبعده تحولت الجزيرة إلى معسكر لرعاة الوهم؛ فما عادت سيرة المشروع؛ لا الأولى ولا الأخيرة..! فكيف بالذي يحطم (الجاهز) يطيق أن يرى في الوجود نضرة لمدينة جديدة غير التي في غياهب أطماعه وخياله؟! أعني خيال الجشع المريض ومتلازمة الحسد؛ كأن القوم حفظوها من أثر مقدس…! فهذه الأرض المنبطحة التي كانت تسمى (دريم لاند) صالحة (للعلف) فبشراكم به..! وصالحة بأن تكون معسكراً لأي إبليس (إذا كان الأخير موجوداً بالفعل معنا).. ربما بعد سنوات ستجد نخلاتها تحت إمرة ثلة من الفاشلين (والفاسد بماله سيد)..!! ولأن صاحب دريم السوداني لم يكن لديه شريك من ذوي الشوكة (الهابرين) تبخر حلمه بـ(التعجيزات ــ المطالب).. ويقيناً أن الجنة ذاتها لا تكلف الإنسان ما كلفته دريم لأسيادها.. فلتذهب إلى الجحيم قبل أن يلحق بها (الهمباتة الجدد) في بلادنا.. يكفي أن مالك دريم كان يقاتل (الرمال المتحركة) والأشباح والأكلة والدود والثعابين..!!
* أيها المستثمر: إياك أن تقرب مشروعاً دون استعداد (للذي لا يطاق).. لا تأمن جانب الورق لأنه قابل للتمطي بالقدر الذي يركلك وأنت في يقظتك مع (الحلم).. يمكنك أن تشارك (أحدهم) فللباطل قوة أيضاً.. إياك أن تستثمر في الجزيرة تحديداً لأن (الجوع كافر)..! جوع الجالسين على تلال الخراب.. ثم.. جوع الروح إلى التشفي..!! وسقم الروح لا علاج له إلاّ المزيد من الجور..!!.. فإذا زاد شره (الغيلان) علينا أن نتواضع ممعنين في البرهة (القليلة) وبعدها يتساقطون كأحلامنا.. هذه تعزيتي للسيد المحترم عصام الخواض (ابن دريم) الذي كان يحلم بطموح جميل لا تحده سوى متاريس (الخيبة الرسمية).. وكأننا ــ هذه اللحظة ــ نلتمس له اقتراباً في حسرات الشاعر جيلي عبد الرحمن؛ مع الهمس في أذنه: (إن الحياة أعظم ببساطة قلبك) فانظر المعنى من زاويتك:
لا شيء في داري سوى قلبٍ وقافيةٍ، كتاب
حمى النهار.. وحلم معتوهين في الأرض الخراب
ماتوا.. وعشنا عبر أسوار النهار
نجتر أوهاماً بلا جدوى.. سقطنا في الدمار..!
* الجغرافيا كلها آيلة للدمار، أو هي سقطت بالفعل فماذا تكون (مدينة الأحلام)؟؟!! وماذا في تاريخنا سوى السقوط والتخلف وهباب السادة واللئام؟!!
* سنفتح دهاليز دريم دون الحاجة إلى (اللغة الشعرية) رغم سلواها للمحزون.. وسنغلق باب الوجل؛ فما عادت الظلمة مخيفة..! لقد كانت النهاية متوقعة (بالضربة القاضية) للمدينة التي لا تشبه بوار الجزيرة وأخاديد وجهها الظامئ المصاب بلعنة الفاشلين قاطبة.. فالمسؤول هنا أو هناك يؤثر فيه ذلك الهتاف (الرعين)؛ فماله بخرير الجداول وعزف النوافير؟! يكفي قبحاً ويزيد في ود مدني وما بين النهرين..!
* لقد مات مشروع (دريم لاند) الكبير، فليتنفس الصعداء كل حقود..!
أعوذ بالله
ـــــ

عثمان شبونة
[email][email protected][/email] الأهرام اليوم.

تعليق واحد

  1. عمت مساء الاستاذ شبونة . كم من حلم او فلنقل احلام مات اوماتت (بل اقتيلت) فى هذا البلد الذى حلت علية لعنة من سمحوا لانفسهم جورا بنسب حكمهم الجائر للاسلام والاسلام (برئ) مما يدعون اؤلئك الذين لفظتهم ليلة حالكة السواد كما وجوههم المسوده . حلم ان نحيا فى وطن نحلم فيه بالوطنية ونجدها فى التعليم والصحة والامن. وطن نحلم فيه بالسلام والطمانينة ونحلم….ونحلم….ولكن ليس (بدريم لاند)لان تلك احلام الجوعى المتسلطين ( اخوان الشياطين ).

  2. ثبت بالدلائل القاطعة ان اي مشروع في السودان لا تشارك فيه الفئة النافذة وهم اخوان المشير وزوجتيه واصهاره واهله مصيره الي زوال…وافلاس..

  3. استاذ شبونه الطمع والجشع هو الذي يقودنا الان اما الانانيه فهي السيده الحاكمه لابد للفاسدين من اجتثاث من جزورهم حتي نتبين الغث من الثمين

  4. من يحلم بقيام مشروع دريم لاند فليقابل اهل الجزيرة في الميدان لانهم هم الصامتون اذا خرجو من صمتهم ياتو بالعجب العجاب ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..