خلود ك لا يموت.. بعد حياة العظمة ..يا سيد نيلسون..

تأدب يا فتى ..فلو لم تكن ضيفاً على بلادي لأسمعتك كلاما آخر..هكذا إنتهر الزعيم نيلسون مانديلا زائره الرئس الامريكي وقتها بيل كلينتون ، حينما تجاوز حدوداللياقة الدبلوماسية وهو يحاول إملاء أمرٍ ما باسلوب يمس سيادة الدولة المضيفة له.. فتصدى له رئيسها وهو واثق من عظمة كبريائه الذي يمثل كرامة شعبه أولاً و المسنود بمحبة الانسانية جمعاء له..!
الآن الأنباء تترى حزينة من نافذة غرفة العناية المكثفة التي تضم جسد الرجل الكبير حقاً وهو مستلقي في سلام وطمأنينة ..ترفرف فوق جبينه العالي نسمات الأكف من كل نوافذ العالم وهي تدعو له بالشفاء ..!
وحتى لو إنطفأ نور عيني شيخ المناضلين التسعيني ونتمنى أن يكون ذلك في هدوء إن هو حدث والأعمار بيد الله..ولو وورى ذلك الجسد الطاهر ثرى بلاده الذي أحاله مانديلا الى تبرٍ يشع بضياء الحرية وغرس فيه شجرة العزة التي ثبتت جذورها هناك وتمددت أفرعها الخضراء بثمار العزائم التي تلقتها أياد الشعوب في كل مكان فقويت سواعدها لمحاولة الاقتداء ببعض مما تعلمته من فلسفة مانديلا في كيفية إدارة البلدان بالصدق لا بالنفاق والشعارات الجوفاء ..وقيادة أمته بصفاء التسامح ..لا بتمزيق نسيجها بسلاح الحماقة الجبان !
فإنه سيكون رحيل الفخر والبقاء.. وليس كموت من تتأفف الحياة ضيقاً من بقائهم ثقلاء على أنفاسها!
فهل يستحق كل الذين هلكوا أو من هم قاب قوسين أو أدنى من مقاصل التاريخ، بعد أن أهلكوا بلادهم ،الدفن في ترابها وقد اذاقوا شعوبها العذاب الطويل ..وفجروا أدمغة أجهزة الصوت بالصراخ العالي عن الاستهداف من أمريكا..والكل يعلم أنه محض نباحٍ كاذب وهزة ذيل ذليل تقرباٍ من أقدامها لينبطحوا لعقاً فيها كل ما التفتت اليهم عابسة الوجه ناهرة !
شتان بين عظمة رجلٍ يتودد له الخلود بأن يتشرف إقتراناً بسيرته وإسمه ..وبين أحياء هم كغربان التطير الناعقة تدعو لهم شعوبهم بعاجل الفناء حتى تشيعهم أكف اللعنات الى مكبات الجيف إذ لن ترضى حتى حاويات القمامة بأن تتلوث بهم!
كنت عظيماً يا سيد نيلسون ..وستظل صورتك محفورة في ذاكرة الانسانية وستنعكس أشعة وجهك المنير مع صباحات بلدك التي رفعتها الى مقام الشمس في سماء قارة يشكو جلُ أهلها من ظلمات الظالمين لها في محابس الجهل والفقر والتسلط ..!
وسيزداد تمثالك المنتصب طولاً في قلب لندن ًمنارة الحضارة الغربية والذي أقامه لك جلادوك الذين هزمتهم بسموك المسالم فأنحنوا أمامك تكفيراً لما ارتكبوه في حقك وشعبك الفريد وتقديراً منهم لعدم جنوحك للإنتقام وقد ملكت السيف والقلم والقوة الإقتصادية في بلادك وأنت تحكمها بالعدل مرتضياً التداول لا التكلس حاكماً من خلف تاريخك الذي يكفل لك حقاٍ أبدية الحكم.. !
وسيصبح بل قد أصبح فعلا أدبك السياسي وحسك الوطني مناراً ومزاراً لطلاب العبر ..وتعلم دروس المجد التي بسطتها حروفاً في صفحة الدنيا متاحة لكل عاقل يود أن يعتبر !
فنم هانئاً وأنت على فراش المرض..متمنين لك الشفاء.. ونم أكثر هناءاً إن أنت عزمت على الرحيل بعد عطاءٍ لن يموت أبداً.. فمثلك تبقى روحه عصية على نعمة السلوان..الى أن يرث الله الأرض وما عليها..إنه الشافي من كل علة .. والرحيم لكل نفس راجعة اليه يتلقاها برحابة غفرانه لتكون راضية عنده ..لاسيما إن هي كانت مرضية عند خلقه كنفسك المعطاءة دون مقابل أخذته أو طلبته. إلا محبة الناس كلها لك .. وقد نلت ما أردت .. حياً وستناله أكثر بعد أن تغمض عينيك..رعاك الله حيثما حللت!
تمنيت لو ان مانديلا ينطق بالشهادتين ..
تسلم أيدك ويسلم قلمك الرصين، كلمات من نور فى حق معلم الأجيال نسال الله ان يثيبك عليها وان تتنزل شفاء على جسد وروح المناضل الخالد مانديلا.
يسلم قلمك يا برقاوي ، لقد تجلى قلمك في وصف الهرم الأفريقي
تخيل يا أستاذنا الفرق بين هذا الهرم العملاق وبين حكامنا ،، والله لو كانت المقارنة تملك روحا لأنتحرت من احساسها بالخزي والعار
حفظك الله
لماذا تعجز أمتنا أن تلد رجلا في قامة مانديلا .. مانديلا سيطر على القلوب لا الاجساد … على العقول لا الاموال .. عمل بتجرد لأمته وللأجيال القادمة … قدم فكافأه الله بحب القريب والبعيد … وهل جزاء الاحسان الا الاحسان .. قدم كثيرا ولكنة ربح أكثر .. نعم قد يغادر الحياة ولكن ليس بحلمة .. فلقد تحقق ما كان يريد .. سيترك حلمة بعد أن أصبح واقعا يمشي على رجلين .. منارة للتائهين .. هل من قائل I CAN DO THAT
012362351
نلسون مانديلا وصحبه أثناء مقاومة الحكم العنصري لبلدهم كانوا يتلقون الدعم من ليبيا
بقيادة القذافي ومن العراق بقيادة صدام حسين ولم يجدوا من الآخرين ولو سألت مانديلا عن هذه
الحقيقة لما أنكرها …. التحية لكل المناضلين ضد الهيمنة الامبريالية ….
مانديلا رجل عظيم