فايروس يصيب…السودانى فقط..!!!

كما القمر نصفان …نحن شعب طيب… نرى نصف الوجه القمرى المنير.. فللطيبة وجه اخر ايضا …فهل الوجه الاخر لهذه الطيبة..تستدرجنا من حيث …لانشعر… الى استغفال … واستغلال مستمر…ودائم من اخرين؟ فنفقد بسبب سذاجتنا واحتــرامنا لهم اثمن ما نملك ….ثم لا يلبثوا ان يطعنوا انسانيتنا.. بالغدر على… حين غرة؟
ان اكثر انواع الثعابين خطورة انعمها ملمسا واجملها لونا واحلاها شكلا… ام ان النور الذى تسطع به طيبتنا القمرية…( السمحة) ….واخلاقنا الديناصورية…( المنقرضة) ….يجتذب الى عالمنا….
البلاء وكثير من الطفيليات الطائرة… والزاحفة.. فتصبح نعمة الطيبة منا..نقمة علينا فهل ياترى نحن شعب من جينات ديناصورية من عصور جليدية او طباشرية… عفى عليها الزمن وتلاشت منذ ملايين السنين فتعلق ( بنطف اجدادنا) شىء منها….(فكانت طينة البؤس شاعرا مثالا) ناتج تكاثرهم… هذا الانسان..السودانى ( العجيب من نوعه) فاصبحنا عينة تاريخية… ( فى متحف الانسانية اليـــــوم)….(اسطــورة) تـــمشى على قدمين….
فهل نحن شعب منقرض افتراضيا.. ام ان حسن نوايانا (سذاجتنا) ابقتنا احياءا لنشهد واقعنا ( المرير) الذى لا يشبه .. اخلاقيات الزمن الراهن….
قبل شهورعاد صديق من احدى الدول الاروبية محملا (باشواقه السودانية.)…يســــوقه حنينه الجارف.. الى ارض الوطن…عاد وهو..يحلم ان يضمد بعض احزان ….غربته الطويلة …. ببلسم.. يداوى ارهاق سفره الموحش… مؤملا ان يجد ذلك التـــرياـق بين حنايا تراب بلاده….
كانت صدمته كبيرة عندما اصطدم.. بالوضع المتردى.. فى السودان …الذى حــاصر واقع الحال المؤلم فى الوطن… قال لى يومها مستنكرا:- وين … وين.. بلــــدنا وين راحت؟
قلت له :- هذا ماتبقى منها ياصديقى … الا ترى … هذا هو ناتج تفريطنا ونحن السبب نحن الذين… ارتضينا حكمهم 24 سنة… هذه سذاجتنا الكبرى… وهكذا ندفــــع الثمــن اليوم…..لقد بعنا لهم الوطن بصمتنا….وسكوتنا….
قال وفى صوته الم مكتوم:- قل لقد باعوا كل شىء وقبضوا الثمن …ياخسارة .. البلد (المدفونة حية)……ياخسارة……
قلت له :- نحن هنا ياصديقى… معنا بعض صبر …وقليل من تأنى .. وربما شىء من امل… لم ينقطع (عشمنا من بكره) ياصديقى..!!
قال بكل حزن:- بل قل …انتم هنا.. وليس معكم وطن ….الاكثير من جراح واحزاب كاشباح لاخير فيها …وفلول مرتزقة …. وسراب من امانى…. مقبورة….
قلت محاولا… ان اواسي نفسى …واواسيه :- الغد لناظره قريب….. يا اخى!!
قال بكل جدية وغضب :- اتمنى ان يصيب كل سودانى ….فايروس!!
قلت مستنكرا : اعوذ بالله …الناس (الفيها مكفيها)… الناس ما (لاقية تاكل) …هل تعلم ان الدواء … دخل قائمة المستحيلات ….لدينا….؟؟
قال: عفوا انا لا اقصد فايروس مرضى لاسمح الله!!
قلت متعجبا:- عن اى فايروس تتمنى …ان يصاب به الســـودان اذا… هــــل هنــــاك …اكبــر من الميكروب الحكومى الذى تكالب على حيـــاة الناس …فحولها الى جحيم لايطاق… هل هناك مرض اصيبت به دولــــة….. فى العالم اكثر من هذا الذى رايته وسمـــعته هنا؟؟
قال: انما اتمنى …فقط اتمنى … ان يصاب كل انسان سودانى على امتداد هـــذا القطر العظيم المفجوع والموجوع …بفايروس ما فى لحـــظة ما … يغيرهـــــــذه الاذهـان المستسلمة الى تقدم وانطلاق…. ويوقظ الضمائر النائمة …. ويحرك الـــروح الوطنية المشلولة … وينـــور البصائر العمياء .. لان التغير الحقيقى يجب ان يبدأ…. اولا مــن الانسان… السودانى الجديد…. لانه هو فقط الغاية والمقصد والرصيــد… وهوحقـــيقة بيت القصيد…اوهــــو كل ماتبقى من الوطن العريض..
[email][email protected][/email]
تنفع روايئ وكاتب قصه محترم
اهنئك