الانقاذ التى لا تنقضى عجائبها

الانقاذ ومنذ قدومها المشؤوم لم تتوقف عن تشويه معالم الحياة من حولنا . الاقتصاد السياسة الاخلاق الدين الاجتماعيات التعليم الرياضة الثقافة الفن كل ذلك لم يسلم من الاعاقة الكاملة التى تسببت فيها هذه الحكومة وهذا الحزب . ليس ذلك فحسب فقد ولد لنا رحم الانقاذ المشوه ايضا شخصيات دخلت حياتنا وعكرت صفوها فانتجت لنا مجموعة من البلالات ( احمد وضياء ووزير الثقافة ) نشفوا ليس ريقنا فحسب بل ساهوا فى تجفيف المنطق والعقل . برلمانيون انحصرت عقولهم بين شهوتى البطن والفرج لا يهشون ولا ينشون واذا تحدثوا تحدثوا عن زيادة مخصصاتهم واذا صمتوا صمتوا عن حقوق من يمثلونهم . حزبيون مشاركون لم تتعدى صلاحياتهم نطاق الدفاع عن ( توب اشراقة ) .ومدجنون اثرت عمليات التدجين القسرى على عقولهم فاصبح الواحد منهم لا يرى ابعد من فتحة جيبه وما المهرج غازى سليمان الا احد هذه النماذج .ورجال دين وشيوخ خلاوى تمتلئ الصحف يوميا باخبار غزواتهم الجنسية على من استودعهم لهم الاهل لتعليم القرآن وامور الدين.
من عجائب الايام القليلة الماضية كان قرار وزير الشباب والرياضة الذى حمل الرقم (18) والذى بموجبه تم تعيين السيد العقيد عبد الرحمن الصادق رئيسا لاتحاد الفروسية والسباق. العجيبة الاولى فى القرار خلاف الافتراض بان السيد العقيد قد قام بمهام وظيفته كمساعد للرئيس على الوجه الاكمل فاض زمنه ورأى استغلاله فيما ينفع البلاد والعباد. العجيبة الثانية والتى لا تقل عجبا عن الاولى هى صلاحيات هذا الوزير (المعين دون حقيبة صلاحيات شأنه شان وزراء احزاب الزينة ) الواسعة والتى وصلت حد تعيين وتكليف من هو اعلى منه دستورية ( مساعد الرئيس ) . من يعين من ومن يكلف من ؟؟؟ العجيبة والتى لا تخرج عن مألوف الانقاذ ان ذات الوزير اصدر قرارا بالرقم (20) يلغى فيه القرار (18) ونفسى اعرف القرار (19) كان عن ماذا !!
دموع وسبابة وعصى تابيتا لم تكن فى ذاتها من العجائب فقد زرف قبلها غندور الكثير من الدموع خوفا من الانفصال وتلاه ادريس عبد القادر بمسجد الفتح مدافعا عن الحريات الاربعة ثم تلاه نافع بود بندة متذكراموقعة الميل 40 بل العجيب هو امر الحركة الشعبية تيار السلام التى بجانب تابيتا تضم القس دانيال كودى الذى وصف الجبهة الثورية بدعاة العلمانية وفصل الدين عن الدولة . دفاع دانيال كودى عن الدولة الدينية وتهليل وتكبير تابيتا ليس فقط عجيبة بل معجزة اذا علمنا بان الحلو وعرمان وكل الحركة الشعبية قطاع الشمال مسلمين والقطاع المدجن من المسيحين.
عجيبتان عصيتان على على الفهم والبيان : الاولى تتعلق بخبراء الانقاذ وديباجة ( خبير ) الملصقة على جبين كل واحد منهم كربيع عبد العاطى وخلافه فبعد ( قفل الانبوب ) وقفل وفتح الانبوب هذه اصبحت مصطلحات معروفة لا تحتاج ان نضيف لها ( انبوب بترول الجنوب ) واجزم بان الايام المقبلة ستشهد ( توب او حناء او حتى تفصيلة فستان تحمل القفل والفتح ) والايام بيننا . المهم برز هذا الخبير الاقتصادى فى ثياب المطمنين ونصحنا بان لا نجزع لذلك القفل لانه لن يؤثر على الاقتصاد !!! ولا يدرى انه يخاطب الان شعبا اصبح كله خبراء فى الاقتصاد يحدثك اصغرهم وبالارقام عن الموزنة والميزانية والعجز والتضخم والخ. والعجيبة الثانية المرتبطة بهذه هى حديث وزير الدولة للاستثمار ( وحسب علمى انه لا توجد وزارة للاستثمار بل مجلس اعلى ترشيقا للحكومة ) ورغم ذلك ظهر وزير ووزير دولة وكأنك يا ابوزيد ما غزيت !! الاهم هو تصريح الوزير بان ( وقف تصدير نفط الجنوب سيكون له اثر ايجابى على الاستثمار )…..وطيب ما كان من الاول وما فى داعى لكل هذه اللقاءات والاتفاقات ونركز على الاستثمار!!
عجيبة اخرى من افرازات هذا الزمن الردئ تمثلت فى ان احد شيخ الغفلة اطل من خلال قناة سودانية متحدثا عن الرموز الدينية اقتطف من ثمرات حديثه ( الهلال يرمز للمسجد واذا وجدت صليب فهذه كنيسة واذا وجدت نجمة داؤود فهذا كينيست ) لعله اراد ان يتحدث عن دور العبادة المختلفة وكان حسب معرفته ( الكنيست هو دار عبادة اليهود ) واجزم بان هذا الشيخ قد قام باداء فريضة الحج اكثر من مرة على نفقة الدولة ولم يفتح الله عليه بمجرد المرور على سورة الحج لانه لوفعل لعلم بالاية ( لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ..) وهو نموذج دارويش كما جاء على لسان وزير الصحة قبل ايام.
ومن عجائب نفس القناة التى اطل منها الشيخ الجهبز تأتينا صلاة الجمعة ونصف الشاشة يحتله اسم راعى نقل الصلاة . وحسب ما افهم ان الرعاية تكون دائما للبرامج ذات المشاهدة العالية ليعرض المعلن نفسه على اكبر عدد من المشاهدين وصلاة الجمعة التى امر الله تعالى بترك البيع والسعى لذكر الله فيها لحضور الخطبة والمشاركة فى الصلاة ليست للمشاهدة وانما للحضور لوجوبها.
ومن اعجب عجائب الانقاذ ممارسة احد مساعدى الرئيس لمهامه ليس فقط من خارج مكتبه ولا من خارج مدينته بل من ( مقره الدائم ) كما جاء فى الصحف وهو لندن حيث التقى بالامس القريب وزير الشؤون الافريقية بوزارة الخارجية البريطانية وشرح له ابعاد قرار وقف تصدير نفط الجنوب بل ومن نفس مقر اقامته طالب حكومة الجنوب باعمال العقل والحكمة. وهو اليوم فى طريقه الى القاهرة لبحث بعض الامور ليعود بعدها الى مقره بلندن وتسآل الصحفى الذى اورد الخبر هل سيزور مساعد الرئيس السودان بعد انتهاء زيارته للقاهرة حتى ولو كان ذلك من باب التحية والمجاملة والمواجبة . وهذه العجيبة تستحق دبراءة اختراع وان نطلق عليها( ممارسة المهام الدستورية عن بعد بسبب سؤ احوال الطقس ) مثلها مثل التعليم عن بعد ومافى مجال احسن من الاخر !!!
عصام الحضرى وما ادراك ما عصام الحضرى.. هو لا يمثل عجيبة رياضية على الاطلاق بل سياسية وذلك للاتى : من احضره وتابعه وحل مشاكله سياسى بالدرجة الممتازة.. ثانياعصام الحضرى يتسق تماما مع نهج الانقاذ فى محاورة حاملى السلاح فهو قد تمرد وخرج من الفريق ومن البلد وهدد وتوعد حتى اجبر حكومة المريخ على التفاوض معه وتمخضت ( المصفوفة ) عن تقسيم عادل للثروة والسلطة.
فوز السودان ب ( الجائزة التشجيعية ) فى مهرجان الاغنية العربية لم يقل تداولا فى الصحف عن انتقال هيثم الذى طغى وقتها علىاحداث مقتل طلاب جامعة الجزيرة. قبل المهرجان افردت كل القنوات التلفزيونية والاذاعية مساحات للفنان المشارك وكان دائما برفقة رئيس اللجنة التى اختارته وكان الامر اشبه بالتسويق المحلى لسلعة ستباع عالميا. المهم بعد الفوز احتفى المطرب واحتفى رئيس اللجنة واحتفت بعض الصحف التى تشبه المطرب ورئيس اللجنة واللجنة ذات نفسها وجاءت صحيفة الاهرام اليوم تهلل للانجاز بلغة فى مستوى الانجاز وقالت ( ان هذه المشاركة ازالت الاعتقاد الذى كان ( مصيطرا ) بان المفردة السودانية عصية على الفهم ونقول لمن كتب اذا كانت مصيطرا هذه من ضمن المفردات السودانية فأبشر بطول سلامة يا عصيان المفردة السودانية على الفهم ..بربكم الا تشبه مصيطرا هذه الانجاز الذى تحقق..
لم يحدث مؤخرا ان هممت بمشاهدة واحدة من القنوات التلفزيونية الا وجدت شخصا لا علاقة له بالطب يتحدث حديث العارفين عن تكيس المبايض وانسداد قنوات الرحم وتضخم بطانة الرحم وعدم انتظام الدورة الشهرية وانقطاع الطمث وزيادة الاندروجين وكل هذه التفاصيل التى لا اعملها مروجا لتركيبته السحرية لعلاج العقم وقلة الحيوانات المنوية والدولة نائمة والاطباء او ما تبقى منهم صامتون ومجلس المهن الطبية منشغل بالدفاع عن الاخطاء الطبية ووزارة الصحة وقتها مهدر بين بيع المستشفيات وبين الترويج لمؤسسات حميدة الطبية.
وكل عجيبة تنجب ما هو اعجب منها و تتناسل العجائب وتتكاثر وتباهى بها الانقاذ الحكومات التى سبقت والتى ستلحق
والله على ما قلت شهيد…..
[email][email protected][/email]
يحكى أن سودانيا ابتعثته حكومة الانقاذ لحضور مؤتمرا للتخطيط العمرانى فى فرنسا وتصادف وجوده فى قاعة المؤتمر بجوار مهندسة فرنسية اخذت تدردش معه متسائلة لماذا اختاره بلده السودان لتمثيله فى هذا المؤتمر ؟ فرد قائلا انه شغل فى السابق منصب رئيس مجلس تشريعى بأحدى الولايات وأته كان رئيس اتحاد أصحاب العمل وأنه كان منسق الخدمة الالزامية والمهندسة الفرنسية تنظر اليه مندهشة لانها لم تجد أى علاقة بين طبيعة عمله والتخطيط العمرانى فسألته وما هى مهنتك الاساسية ؟ فرد قائلا انه اخصائى عيون !! فما كان من المهندسة الفرنسية الا وقامت من مقعدها وذهبت الى المنصة قائلة لهم ابعدونى من جوار هذا الرجل انه مجنون !!
عجبت لعدم وجود تعليقات مع أن كل كلام ابننا بدر الأمين صحيح تماما
(you made my day) يا استاذ بدرالدين
مقالك دا ذكرني بتلخيص د. يوسف باسم لمسيرة الثورة المصرية في 12 دقيقة
و قد لخصت أنت مسيرة التدمير المنظم للبلد من قبل أوباش الإنقاذ في مقالٍ واحد.
نصيحة : لا تحاول – تحت أي ظرف – تتبّع الأخطاء اللغوية لبعض الصحفيين و الكتاب . فقد تصاب بالسكري و الضغط و القولون العصبي و أحياناً الهستيريا . حمانا الله و إياكم من آفات الزمن.
تلخيص أقل ما يقال عنه ممتاز ودقيق للمآسي والمهازل التي نعيش في ظلها كل يوم منذ ربع قرن
في مصريين دخلوا سوق الاعشاب في السودان ومن منتجاتهم :شنطة فوزية؟؟والهيردو
بالله دا كلام علاج العقم وامراض الذكورة بهذه الخزعبلات؟؟
وين وزارة الصحة وين هيئة المواصفات نايمين؟؟؟؟؟؟؟؟
ولو اصلوا في وزارة دا كان حصل؟؟؟؟؟
كتر خيرك يا بدرالدين لقد لخصت فى سطور قليلة مأساتنا مع هذه الحكومة اللعينة التى خربت كل شيئ…قبل ايام وانا اشاهد مباراة هلال ام درمان مع هلال الابيض حدث خلالها شيئ يؤهلنا تماما لدخول موسوعة غينيس فى الربكة والغباء والتهور ..تصور اثنين من لاعبى الهلال يحملون رقما واحدا فاوقف الحكم المباراة بعد فترة حيث تبين له ذلك …ضحكت ملء نواجزى وبكيت مل حناجرى وهل وصل بنا الامر لهذا الدرك
شكرا شكرا بدرالين وانا من المداومين على كتاباتك اللاذعة