المهام القذرة للجداد الالكتروني !

(1)
ما يتم تناوله وتداوله اليوم على بعض صفحات التواصل الاجتماعي الالكترونية من حوارات منخفضة المستوى جوهرها عنصري، هي جريمة حقيقية في حق الوطن والمواطن، فمن يظن أن الخطاب العنصري البغيض يسهم في دفع عملية التغيير إلى الأمام، هو لا شك واهم، وكذا من يعوِّل على خطاب الإقصاء والبذاءات لاسترداد حقوق أو احتكارها.
(2)
ما لم تتسع الرؤية لتحتوي عذابات الوطن من – نملي إلى حلفا رغم جرح الانفصال- وتضيق العبارة بحيث لا تستفز أو تخدش مشاعر قوى التغيير الثورية بعضها البعض، سنظل نعطل مسيرة العمل الثوري ونمد في عمر النظام الفاسد ونمارس عبث حرث البحر.
(3)
فليس بالخطاب العنصري الفج يحدث التغيير أو تسترد الحقوق أو تبنى الأوطان، اضبطوا خطابكم وطهروا قاموسكم الثوري من المفردات العنصرية الكريهة، وليقف هذا التراشق اللئيم، فالوطن ملك لجميع أبنائه ولا فضل لأحد على أحد إلا بقدر ما قدَّم وأخلص لهذا التراب، ولا مكان في مضارب الوطن الهجين لدعاة النقاء العرقي، ومن يدفعه تفكيره المريض للتفكير بأنه الأصيل وغيره دخيل، عليه أن يتحسس جيناته الوراثية ويبحث له عن عشيرة وأهل غير أهل السودان، يأوي إليها ويعيد توطين نفسه غير مأسوف عليه.
(4)
والملاحظ في الآونة الأخيرة أن كثيرًا من مساهمات بعض مدعي المعارضة في الحوارات التي تعقد في الفضاء الإسفيري تستقي أطروحاتها من “بالوعة” نافع وإخوانه، وتنحدر بطرحها وقاموسها لدرك سحيق من الإسفاف، وهم بهذا يدعمون النظام المتسلط بعلم أو بغباء ويطيلونه من عمره ويمدونه بمسوغات الاستمرار في ارتكاب جرائمه البشعة.
(5)
فرجل الشارع العادي الذي يستفزه ويصدمه خطاب نافع البذيء لا شك سيعود ويجد له الأعذار عندما يتأمل اللغة البائسة التي تتعامل بها مجموعات محسوبة على قوى المعارضة، وأقل الاستنتاجات فداحة التي يمكن أن يخرج بها هو: إذا كانت القوى الداعية للتغيير من شاكلة وطينة السلطة المتسلطة اليوم فما الفائدة من التغيير؟! وعلام النصب والتعب وتقديم التضحيات ما دام “زيد القادم أظرط من أخيه الحاكم”؟.
(6)
من الواضح أن أجواء مواقع التواصل الاجتماعي ملغومة بعدد مقدر من أفراد أمن النظام أو ما درجت قوى المعارضة على تسميته “بالجداد الالكتروني”، وهم بلا شك قد نالوا تدريبًا عاليًا ويمتلكون تقنيات يستطيعون من خلالها تنفيذ مخططات خسيسة، معدة سلفا وقائمة على مبدأ “فرق تسد” اللعين؛ لزرع الفرقة والشقاق داخل الصف المعارض.
(7)
وأحد أساليب هذا “الجداد” هو رصد الحوارات الدائرة بين القوى المعارضة والتدخل في اللحظة المناسبة لحرفها عن الجادة، وصرفها عن الهدف المنشود، وتوجيه دفتها لوجهة تعطل نشر الوعي وبث الروح النضالية بين الجماهير، وذلك بإشغال الحوارات بمهاترات ونقاشات بعيدة كل البعد عن الهدف المراد، مستغلة النعرة القبلية والعنصرية البغيضة التي أشاعها النظام الفاسد في المجتمع بغرض استخدامها عند الحاجة مثل هذا الاستخدام الخبيث.
(8)
وبهذا تستطيع تلك القوى الظلامية ضرب عدة عصافير بحجر واحد وتحقيق أهداف عدة مثل: دق إسفين الفرقة في الجسد المعارض، تعطيل صيرورة الفعل الثوري، صرف قوى التغيير عن الهدف المنشود وشغلها بالتناحر فيما بينها، وتعميق النعرة العنصرية والقبلية، ومن ثمَّ القدح في مصداقية قوى المعارضة وتصويرها على أنها عاطلة عن الموهبة وعنصرية مخربة، وهي تستخدم طرق وأساليب علمية خبيثة تستطيع عبرها إيقاع القوى الثورية غير الناضجة وقليلة الخبرة دون أن تدري في شباكها.
(9)
عليه يجب على الجميع الحذر والبعد عن لغة الخطاب المستفز المشحون بالاستقطاب القبلي والعنصري، وتفويت الفرصة على هذا النظام الذي لن يتوانى في سلك أي مسلك مشين من أجل بقائه في السلطة، وأن تعي قوى التغيير هذه الحقيقة وتضعها في الاعتبار عند حوار الآخر وترتقي باللغة ومضمون النقاش؛ ليصب في مجرى الحراك الثوري ويقتصر على كيفية انجاز الهدف المنشود وتحقيق برنامج التغيير المتفق عليه في أقرب وقت وبأقل خسارة بشرية ومادية ممكنة، ولسان حال الجميع يحاكي لسان “مهيرة بت عبود” في معركة “كوارتي”:
الليلة استعدوا وركبوا خيـل الكـر
وقدا مـن عقيـدن بالأغـر دفــر
جنياتنـا الأسـود الليلـة تتنـتـر
ويا “الباشا/الإنقاذي” الغشيم قول لي جدادك كر.
** الديمقراطية قادمة وراشدة لا محال ولو كره المنافقون.
تيسير حسن إدريس 25/06/2013م
كر كر..
عفيت منك يا صديقي العزيز.. فهؤلاء ألغام قذرة وأقلام نتنة تجلب مداد قلمها من مستنقع فكر فاسد.. ولكن.. كر كر.. كما العرجا لمراحا، الجداد لحظيرته و السودان للسودانين..
ياتيسير باشا العنصرية قائمة والقبلية دائمة بنص القرآن وقلنا ان الأفضلية امام الله تعالي هي التقوي ونعما هي ولكننا كشأن كل الدول من اجناس وقبائل تكون منها السودان المعلوم حدوده الجغرافية ومن الواجب الأشمل الأسمي ان تمازج هذه القبائل بل وعلي اقل فرضية التواءم والتسامح القبلي بينها كلها تأسيسا علي ان لا تعنصر قبلي ولا كرامة فرد علي فرد مواطن علي مواطن الا بحب الوطن ناهيك عن انتماءه الديني خاصة الأسلام لأنه يحض علي هذا ويدفعه دفعا ناحية التلاءم والأنسجام هذه المكونات التي اراها كونت قوميتي السودانية كفرد وانادي بها علي انها السودان الجامع الواحد مفتخرا بكل قبيلة اصلية فيها وانظر الي دول العالم الا تري انبعاثات التكوين الثقافي والأثني فيها؟ كلها تتنادي الي حصر مكوناتها الأثنية فلماذا ليس نحن؟ ثم ان دعوتك هي لتفكيك السودان بزعم ان لاعنصرية ولا قبلية وهي كذلك شئت ام ابيت! نحن مع سوداننا بكل اطيافه وقبائله واعراقه لتكوين امتنا التي نشأنا علي اساس تركيباتها ولكن ان تأتي اجناس وقبائل مثل البني عامر ومصدرهم ومنشأهم اريتريا ليستوطنوا ويتسودنوا رغما عنا ثم يتطاولون علي قبائل الشرق وكل قبائل السودان ثم يكيلون السباب والشتيمة لنا كلنا رغم احساننا لهم وايواءنا لهم فهذا لا يرضاه اي سوداني اصيل لقد حصل انفلات ضخم جدا في ترسيخ مفهوم وتحديد من هو السوداني وعل المستقبل الآتي باذن الله تعالي ان يزيح هذا التطفل والأنتحال لهويتنا كسودانيين التي نبني وتقوم عليها ثقافتنا كلها نحن تربينا علي هذه المفاهيم فنرجو ان تكون دعوتك الي السودانيين بأعراقهم المحددة المعروفة وليس فضفضة تعميم لاتغني ولا تنفع فنحن مستهدفون من قبيلة لا اساس لها في السودان تريد ان تدمر السودان ولن نسكت لها وعليه فأنت اما معنا اوضدنا وعاش السودان منذ تهراقا الي جون قرنق اللهم اصلح بلدنا ووحد صفوفه
كلام عين ألعقل … أسمح لي بأن أقص والصق في مقالات وأخبار أخري بعض مما ذكرت من نصائح قيمه.
هذا مقال قيم. ارجو ان يعمم فى كل منابر الحوار ويقرأه كل الاخوة. النظام المحتضر لا يخشى شيئا مثل وعى الشباب بما يحدث فى بلدهم. يجب الانتباه لعملاء النظام وعزلهم بالتجاهل التام.
وافقناك ومشينا معاك يا عاقل
والله جد محتاجين لعقول مثل ذلك لتفويت الفرصة لهم
الديمقراطية عائدة وراجحة رغم انف الاسلامويين العواليق!!!!!!!