عفوا عزيزى البطل .(.بخصوص ) الامام الذى خذلنا (3)

مشاهدات موحيه
الاول
المكان مسجد الامام عبد الرحمن بودنوباوى ، الزمان عقب خروج السيد الامام فى تهتدون وعودة الباشمهندس صديق الصادق ليكون قائما على أمر الأسرة فى غياب أبيه .. المشهد .. والباشمهندس صديق تعود ان يلج الى حرم المسجد فترتفع هتافات وتكبيرات الانصار تحية له أو تحية لأبيه الامام فى شخصه والسيد صديق بتهذيبه الجم يرفع يده اليمنى محييا بها فى الهواء ومعيدا لها الى صدره دليلا على تبادل المحبة والاحترام والتقدير … كل هذا جيد .. ولكن .. كان للباشمهندس صديقا زامله فى الدراسه أو فى سنوات الغربه والعلاقه بينهما جيده ومتينه .. لم يكن لهذا الصديق أى علاقة بكيان الأنصار ولابحزب الأمه ولابمناشطهما وتكليفاتهما ومع هذا فقد كان هذا الشاب يحضر الى المسجد كل جمعه برفقة صديقه (صديق ) بجلباب أبيض ناصع البياض وعصا نصف متر أبنوسيه ولاينسى ان (يجدع ) طرفا من عمامة رأسه على كتفه الشمال ويسير خلف ابن الامام مباشرة فيناله الكثير من الترحاب والتكبير وهو مزهوا بهذا يرفع يده ويحطها على صدره ثم ينتهى به المقام فى الصفوف الأولى للصلاة رغم انف (السابقين ) .. بدأ بعض (أولادنا ) يتذمرون ويقولون بالحق أو بغيره لا أدرى أنهم شاهدوا رفيق ابن الامام يبصق السفة فى الخارج ويلج الى المسجد وبعضهم يقول أنهم شاهدوه يشعل السيجارة مباشرة بعد خروجه من المسجد .. وفى الحقيقة لم تكن هذه الا تخوفات مبطنه وبعيده سنتحدث عنها لاحقا .. ولكن الاهم ان الباشمهندس صديق ..أعقل أخوته وأنضجهم وأسرعهم التقاطا للحس العام أوقف سريعا منظر مسيرة ذاك الشاب من خلفه لأنه أنتبه لاشاراتها السالبه وسط مجموعات ارتفعت حساسيتها المعرفيه والنقديه ولم تعد كالسابق … صديق هذا استقال طائعا مختارا من نيابة قطاع الطلاب والشباب لانه ادرك أيضا ان مقامه الأسرى هو الذى صعد به فى مثل هذا المقعد وان هنالك كثيرين أحق منه وأقرب .. وكما قلت فهذا الشاب هو أحد الحسنات الكبيره المرجوة ( هل يدرك البطل الآن اننا لانعادى كل أسرة الامام بالجمله والقطاعى ؟ وان لنا رأيا موجبا فى بعضهم قلناه من قبل ونقوله الآن … اننا فقط نقف بالمرصاد لاولئك الذين يخلطون بين حق الأسرة وحق الحزب ويعبوه فى جيوبهم ويذهبوا ليضاربوا به ويتكسبون
الثانى
شاب آخر (سبهلل ) قضى حياته الطلابيه لاهيا يؤدى دور الأرجوز وينفق وقته فى اضحاك الناس ثم وبعد انتهاء سنوات العسر الامنى والضغط السياسى الحكومى أثارت هوايات الشاب ومقدراته فى التنكيت وادرار الضحك أعجاب الطبيبه مريم (دكتورة هذه من التزيدات التى يبغضها البطل ) ..فقربته وأصبح متواجدا طوال النهار فى الدار ثم فجأة أصبح يدير منتديات الاعلام الذى كان تحت ادارة مريم .. وذات مرة والسيد الصادق حضورا وحدث أن تلا السيد الامام بعض أيات القرآن فعلق الشاب وهو يخطف العبارة الرائجه فى مثل هذه المقامات وقال للسيد الصادق (أحسنت قولا ) فأندهش الحضور لأن الامام لم يقل شئيا من عنده بل تلى بعض آيات الكتاب … المهم .. هذا الشاب وبواسطة القربى من الطبيبة مريم أخذ حصة شاب آخر من شباب الحزب فى السفر الى بعض كورسات التدريب التى جاءت الى الحزب من ليبيا وكان يمد لسانه الى سائليه ويقول لهم انا لم أضيع الوقت بل صعدت بالأساسنسير وبالطبع هو يقصد العلاقة بالطبيبه مريم والتى أخطات خطأءا فادحا آخر وهى تفاجئ مجلس التنسيق الاعلى فى الحزب باحضار شاب قالت انه من جامعة الخرطوم ليقوم بتنوير المجلس بآخر الأحداث فى جامعة الخرطوم ..وهكذا الحزب عند مريم .. هو من أحسن الحضور فى حضرتها …. سنتحدث كثيرا كثيرا عن الفوضى التى أحدثتها مريم فى صفوف الحزب ..الاسبقيات والاولويات بالطبع مريم هنا شديدة الايمان بعبارة أبيها السابقه .. الحزب حزبى …. والماعاجبو … وهى الحزب حزب أبوها !!!
الثالث
الزمان عقب العودة مباشرة فى تفلحون والمكان الحصاحيصا حيث رحلة السيد الامام ضمن تطوافه على مدن السودان بعد العودة ، الليله ساخنه والامام يهاجم النظام بعنف ويصفه بانه (كديس دفاق عشاهو ) دليلا على حماقته ، لاحظت من مقعدى خلف المنصه أن رجلا مسنا يجلس القرفصاء على الأرض ويلوح بيده كل حين وكانه غير راضيا عن الحديث .. اقتربنا منه ضاحكين لنهدئ من غضبه وسألناه ماذا هناك ؟ فقذف الرجل فى أوجهنا حمما من الأسئلة الساخنه وقال .. هل جئتم فى تفلحون الى الخرطوم عبر مطارها أم نزلتم عبر مظلات عسكريه ؟ قلنا بل عبر مطار الخرطوم .. فقال وهل كانت عربة النجدة هى التى تسير امام موكبكم وانتم فى الطريق الى هنا أم لا ؟ قلنا بلى .. فقال هل أستقبلكم الوالى والمعتمد وصدقوا لكم بهذه الندوة ؟ قلنا صدقت .. فقال وهل شتمتم المعارضة والتجمع قبل عودتكم الى الخرطوم وبشرتمونا بالفيل الذى أصطدتم ؟ ففقال فى دارجيه غاضبه ( نان شاتمين الحكومة فى شنو ؟؟ والله زولكم ده كديس دفاق عشا براهو ) بالطبع الرجل بخبرة اتحاد المزارعين القديمين المعتقين التقط باكرا الارتجاج الكبير فى خطاب الحزب ورئيسه والتناقض الذى عرفناه لاحقا …أن الحزب بعد العوده أصبح بلا خط سياسي واضح وأن نصيبه من كل ذلك هى خطوات غائصة فى ماء التردد المالح
الرابع
ومولانا آدم ابراهيم وهو أحد رجال الدين فى هيئة شؤون الانصار ، كان من أكثر المخلصين والمؤملين فى السيد الامام ، كان يغضب غضبا حارقا أن ذكرت امامه اسم السيد الصادق هكذا بغير توابع وكان من رجال الزمن الصعب الذى جفل فيه الكثيرون .. كان من موقعه فى لجنة الخطبه ضيفا دائما على معتقلات النظام أذ كان منبر ودنوباوى هو أسخن المنابر نقدا للنظام … كان لمولانا محبة فائضة ومتجرده فى حب السيد الصادق وكان متفرغا للعمل السرى .. ينتقل من مخبأ الى مخبأ بأسرته الصغيرة ….. يقف ويقول ذات يوم بعد أقنعه السيد الامام أنه ليس اهلا لهذه المحبة وليس فرسا من فرسان الثقة .. وقف آدم ابراهيم وقال خطبة طويله فى ادب اليأس وخيبة المحبين !!! والله اننا نحب السيد الصادق ونحب آل بيته .. ثم صمت قليلا وأغلظ الحلف بل والله نحب حتى انعامهم … ( للدقة قال حتى بهائمهم ) … ولكنه حب من طرف واحد … ثم غادر مولانا الحزب وأظنه قد تعافى مثلما تعافى الكثيرون من عبء المحبة من طرف واحد
الخامس
ولجنة جمع الاموال لاكمال استقبال وفد السيد الامام العائد فى تفلحون تذهب وتسأل عن رجل من الموسرين فى الحزب ليتبرع لهم بما تعود الجود به فى حالك الملمات … اللجنة لم تكن تعرف أن الرجل طريح الفراش منذ سنوات وان أحدا من الحزب لم يزره ولم يسأل عنه سوى تواصل متباعد من قبل المرحوم عمر نور الدائم .. وقدكانت عطايا الرجل لاتقف عند حدود ولم يكن يتغيب عن مشهد واحد حتى غيبه وأقعده المرض .. فشعر انه أضاع سنوات عمره فى خدمة من لايعطى الرجال حقهم وقدرهم ثم ضم مظلمته هذه على صدره وقلبه ولم يحدث بها أحدا .. ولان الرجل كان مستهدفا مثل من استهدفوا من رجال المال فى الأحزاب المعارضه فقد رق حاله ووضعه وأصبح أسير بيته يحبسه المرض وتحبسه حبال مضايقة النظام .. جلس وفد جمع المال عى حافة فلااش الرجل وأخبروه غرضهم الذى جاؤوه فيه .. فرفع رأسه مرهقا وقال …اما المال فهنالك جوالان من الذرة خذوهما وبيعوهما فى السوق وهذه مساهمتى ..اما حفل استقبال الرجل فلن أرفع عينى لأشاهده وان أقمتموه فى هذا الميدان الذى يفتح عليه باب بيتى
أما بعد
فيعلم الله أن الكتابه عن الرجل تؤلمنا وتشجينا ..ككل شخص يكتب عن محبة فسدت وعن محبوب لم يكن اهلا لتلك المحبة ولهذا استرحنا هنا قليلا فى مشاهدات أبطالها غيرنا قبل أن نواصل فيما وعدنا به فى الحلقة السابقه

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الادق المهدي زعيم سياسي معارض وقته لا يسمح له بالتواصل مع الجميع و انا اعيب عليه اهماله للجانب الاجتماعي الهام عند الشعب السوداني و لكن الريد قسم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..