الجامعة الإسلامية صورة من الخارج

الجامعة الإسلامية صورة من الخارج
محمد علم الهدى الصديق
ان تناول اية قضية من قضايا البلاد لاينفصل عن الواقع العام بها، فالتردي الذي اكتنف الساحة السياسية منذ عقدين من الزمان انعكس وبالا على المواطن السوداني والمرافق العامة من خلال تقليل الصرف على الخدمات من تعليم وصحة وغيرهما لصالح مرافق اخرى يعلمها الجميع تستحوذ على اكثر من ثلثي الموازنة العامة في الدولة كالدفاع والصرف السيادي والذي ظهر جليا من خلال التشكيل الوزاري الاخير حيث حطمت البلاد الرقم القياسي عالميا في عدد الوزارات لتدخل التاريخ من باب التخمة الوزارية. هذه المقدمة ضرورية لتعيد الى الاذهان وضع الجامعات السودانية في العهود الذهبية والتي كانت البيئة الجامعية محفزة للتحصيل الاكاديمى والبحثي والذي رفد الدولة السودانية بكفاءات تضاهي الثريا عادت ثمراتها على سمعة البلاد خارجيا واسهمت هذه الكفاءات في تطور وبناء دول في محيطنا العربي والافريقي .ولكن انحدر الحال او تطور سلبيا لدرجة مذهلة حيث اصبح هم الجامعات الوحيد ان تحصل على المال فابتدرت العديد من وسائل الجبايات واستحدثت العديد من البرامج لتأطير تلك الجبايات كبرامج الدبلومات والقبول الموازي وغيرها دون التفاتة للبيئة الجامعية او المستوى الاكاديمي للطالب الجامعي .مادعانى لكتابة هذا المقال هو الواقع البيئي المتردي الذي آلت اليه( الجامعة الاسلامية) وتحديدا موقعها في الفتيحاب الذي يضم ادارة الجامعة وكلياتها العلمية(او التطبيقية) والذي تحول الى مكب للنفايات البلاستيكية ومرتع للسوام دونما التفاتة من ادارة الجامعة او اتحادها او طلابها فالمار عبر الجامعة الي الريف الجنوبي تزكم انفه وتلحق به القاذورات تشكو وتعكس حجم التردى الذي آلت اليه البيئة الجامعية في هذا المرفق المهم، ومن عجب ان تلك النفايات تقع على بعد امتار قليلة من كليات الطب والعلوم الصحية والزراعة وسكن الطلاب فبربكم ماذا يرتجي من طبيب استنشق لخمسة اعوام رائحة الصرف الصحي الذي يجري انهارا داخل الحرم الجامعي وتحديدا الجهة الشمالية الشرقية من كلية الطب والعلوم الصحية؟ ماذا يرجى من طالب كلية صحة ترقد كليته على تلال من ركام القاذورات ومخلفات البشر والسوام فالطالب الجامعي نفسه مسؤول عن نظافة بيئته الجامعية، فالجامعة التي نتناولها اليوم فجر طلابها قبل خمسة وعشرين عاما انتفاضة ابريل1985لنرى حجم التطور السالب اليوم فقط وبعد ربع قرن من الزمان يرجى من طالب هذه الجامعة ان ينتفض على الاوساخ والنفايات التي تحيط بكلياته احاطة السوار بالمعصم فمن الطبيعي ان يزهد الطالب الجامعي في الدراسة في مثل هكذا جامعة وحتما سينعكس هذا الواقع على المسكوت عنه ومالا يعلمه الا الله. وهذه دعوة للسيد معتمد امدرمان والسيد وزير الصحة الولائي والاتحادى ووزير التعليم العالي لزيارة الجامعة والوقوف على معاناة طلابها من الاتربة والاوساخ التي تشاركهم جامعتهم التى حلموا بأن يتخرجوا منها قادة للمجتمع.
الصحافة
شكراَ لكاتب المقال الكريم فقد لفت انتباه المسؤولين إلى الحالة الصحية لبيئة الجامعة الإسلامية العريقة . فالجامعة هذه مظلومة من الناحية التأريخية من أصحاب الصوت العالي الذين لا يعترفون لها بأنها الجامعة الأم فقد بدأت نواتها بمعهد أم درمان العلمي للمرحلة المتوسطة والثانويةوالشهادة العالمية( بكسر اللام ) في العام 1912 م بينما كانت كلية غوردون التذكارية ( جامعة الخرطوم اليوم ) في طور المرحلة الإبتدائية وقد أنشئت كلية غوردون من اجل تخريج كتبة ( بفتح التاء ) ليقوموا بالأعمال الكتابية الوظيفية ليساعدوا المستعمر في إدارة الدولة , وقد كان ,أما معهد أم درمان العلمي العالي الذي أنشأه العلماء والدعاة والأهالي والهاشماب فقد أنشئ من أجل تخريج الفقهاء والعلماء لينوروا الشعب السوداني بعلوم الدين واللغة على غرار الأزهر وهما(أي الكلية والمعهد ) اللذان عناهما الشاعر بقوله : ما ( بدور ) مدرسة المبشر , عندي معهد وطني العزيز @ومن المعلوم أن كلية غوردون بنيت بتبرع مباشر من الشعب البريطاني لتكون تذكارا لغوردون باشا الذي قتله ثوار المهدية العام 1885 م في ردهات القصر الجمهوري الماثل اليوم عندما اجتاح الثوار الخرطوم وجاءوا برأسه إلى المهدي ليبشروه به فتأسف لمقتله هكذا لأنه كان يريد أن يقايض به أحمد عرابي ,ولم تكن كلية غوردون بمستوى الجامعة ( بكالوريوس ) إلا في مرحلة متأخرة بعد الثلاثينات بدليل أن كثيرا من خريجيها في ذلك الزمان كانوا يذهبون إلى بيروت لدراسة البكالوريوس ومنهم إسماعيل الأزهري الذي رجع إليها مدرسا للرياضيات في العام 1932 كما قال بابكر عوض الله في ( أسماء في حياتنا ) فسقياَ للجامعة الإسلاميةحية نابضة ثائرة ومجددة وقوية ولكل جامعاتنا حتى مدرسة المبشر !!
:eek: :confused:
بس ده الكلام بدل هدر الاموال فيما لا يفيد بيئة نظيفة لطلاب جامعيين هم امل الوطن بعد تشويه جيلنا له