يموت مانديلا البطل فلا نامت اعين الجبناء.!!

نيلسون مانديلا ، ستــموت الاجساد وتوارى الثرى ،وهـذه سنة الله عز وجل، فى خلقه ، فالموت غاية كل حى… ولكن ستخلد الافعال عظمة الهمة.. ورقى الذمــة وروعة الترفع عن الصغائر، والانعتاق من اهواء النفس البشرية .
الاعتلاء بالانسان الى القيادة المعنى …التربع على كرسى المجد ،لتحتضنه القلوب رمزا لايغيب عن الاذهان والافئدة ، سينزوى حتما بعيدا .
للاقدار احكامها التى لا تنتظر االتشاور والحوار، وللعمر حدود ، والايام قد تطول ولقطار الرحلة نهايته المحتومة.
سيغيب ذلك الساطع البريق، ولان افــــل نجمه ثم غـــاب فى غــايهب الذكــــرى ، وفارق شخصه العامر، بالتضحيات العالية، هذه الدنيا الفانية ، لكن حتــما سيظــل نلسون مانديلا، وسام فخر ، وتاج عـــز فى مدرســة الوطنية، منحــوت على قلب التـــاريخ الانسانى بحروف من خلود .
بحث غيره عن الجاه والمال والانتفاع ، واختار مانديلا المجد، والانعتاق…كـانت غايات الاقزام دونه، عن كيف يرضى الفرد نفسه الحقيرة الفقيرة، من حطام الدنيا فذهبت ريحهم ، ولا يتذكرهم اليوم الاما خلفته ايديهم من خراب، ومـــا اورثـــوه لشعوبهم المكلومة ، من دمار .
بينما كانت همة نفس مانديلا، كيف يرتفع بقيمة الوطـــــن ، من حضيض القــــاع الى اعلى القمم….ضرب هذا الرجل الجميل، المعدن والمثـــل الحى، فى القيـــــادة الحكيمـــــة والامـــانة العظيمة ، اتجاه وطنه فتمكن بحكمته وحنكته وتجـــرده، ان يخرج شعبه بعد نضاله المستميت ،من اغلال العبودية والاستبداد، الى سعة الحرية والانعتاق… وكانت غايته فوق مفهوم المكاسب المادية المحدودة.. ليسمـــــع العالم صوته الافريقى النبيل ، ويظل صداه الاصيل خالدا الى الابد .
هل ياترى سيأتى اليوم ،الذى يولد بين اهل السودان، شخص يضاهى هذا الشامخ مانديلا … الا يمكن ان تحلم بلادنا الغالية ، يوما ما بان يخرج من رحمها، بطل يبنى هذا السودان المتعثر.
يرفع شأنه ويلم شتات ابناءه على صعيد واحد، من اجل قيمته كوطن ،الا يمكن ان نحلم بان هناك رجال من بين ابناء شعبنا همتهم عالية ، لا ينتظروا المقابل الزهيد الفانى ،الا ان يروا الوطن الغالى العزيز، فى قمة الازدهار، والتطور والسلام.

منتصر نابلسي
[email][email protected][/email]