تغيير نظام الحكم في قطر و اثره علي اتفاقية الدوحة

في عام 2003 اندلعت الثورة في دارفور? وهي امتداد لثورة الهامش السوداني ضد الظلم و التهميش ? فبعد معارك ضارية بين الحكومة السودانية و الثوار في دارفور وبسبب هزائمهم المتكررة وفشلهم في إقناع الرأئ العام رضخت الحكومة السودانية للجلوس للمفاوضات مع الثوار ابتدات بابوجا (الكارثة) و مرت بسرت الليبية (الفاشلة) اخيرا ظهرت الي السطح دولة قطر و مبادرتها لحل قضية دارفور و الهدف من هذه المبادرة انقاذ حليفتها في الايدلوجية نظام الاخوان المسلمين في السودان من السقوط في ايدي الثوار من جانب ومن جانب اخر تفادي نظام البشير لعقوبات مجلس الامن تحت الفصل السابع وهي التدخل العسكري .
ومعروف أن دولة قطر ظلت تقف مع الحكومة السودانية في كل القرارات التي صدرت ضد السودان فيما يتعلق بقضية دارفور وهو الأمر الذي يعده بعض أهل دارفور خصما علي قضيتهم العادلة.
رعت دولة قطر مفاوضات بين الحكومة السودانية و مجموعة منشقين من مختلف الحركات الدارفورية تحت قيادة موظف اممي سابق الدكتور تجاني سيسي فالتقت مصلحة قطر و الحكومة السودانية و هؤلاء المنشقين و الذين انضووا تحت حركة سميت ( التحرير و العدالة ) وهو تجيير قضية دارفور لصالح الحكومة السودانية و توظيف هؤلاء المنشقين علي حساب مصلحة اصحاب القضية الاصليين و هم النازحون و اللاجئون في دارفور والدول المجاورة .
جرت مفاوضات الدوحة قرابة السنتين تحت رعاية نائب رئيس الوزراء القطري أحمد بن عبدالله ال محمود ، فبعد مفاوضات شاقة ومضنية تمخض الجبل فولد فارا ونتجت اتفاقية هشة لا تساوي ثمن المداد الذي كتبت به ، من جانب اخر كان لاهل معسكرات النازحين و اللاجئين رأي اخر ضد اتفاقية الدوحة وضد مؤتمر اهل المصلحة و ضد الذي يجري في الدوحة باسم حل قضية دارفور.
و الحقيقة انها كانت سوقا لشق صفوف الثوار و بيع الذمم و تصفية قضية دارفورعلي يد الخصم و الحكم . و الان يغادر مهندسو مؤامرة اتفاقية الدوحة المسرح السياسي غير ماسوف عليهم و تسليم دفة القيادة في دولة قطر لقيادة جديدة شابة فهل تعي القيادة الجديدة الدرس وتضع حدا لتبديد ثروات قطر في مشاريع فاشلة ام تلد النار الرماد.
نعود الي عملية انتقال السلطة من الأمير الأب إلي الأمير الابن ومدي تأثير ذلك الأمر علي مجريات الأمور في دارفور باعتبار أن قطر وكما ذكرت حشرت أنفها في قضية دارفور زعما منها أن الأموال يمكنها أن تصنع سلاما في إقليم مزقته الحروب.
المرجح أن سياسة قطر لن تتغير كثيرا بتغير قيادتها علي اعتبار أن السياسة القطرية هي سياسة جاهزة وأن القيادة القطرية إنما هي أدوات منفذة لتلك السياسات ؛وبالتالي فإن قضية دارفور حسب اعتقادي لن تشذ كثيرا عن مسارها السابق وأن القضية لن تتأثر سلبا أو إيجابا ما لم تتغير سياسات اللاعبين الأساسيين الذين تعتبر قطر معبرا لسياساتهم تجاه قضية دارفور .
الأمر المهم الذي يتحتم علي أهل دارفور معرفته هو أنه مالم يتوحدوا خلف قضيتهم المتأزمة فإنهم لا عليهم أن يتوقعوا حلا قريبا لأزمتهم التي فاقت العقد من الزمان.
الملاحظ أن المجتمع الدولي لم يعد متحمسا لإيجاد حل مرض لقضية دارفور وبالتالي ظل يسعي لخلق مسرحيات هزيلة كوثيقة الدوحة التي تعدت عامها الثاني ولم تر النور الي الان. وهذا مايريده البعض لقتل القضية ومحوها من الوجود برغم حجم مأساويتها الذي وصف بأنه من بين أبشع الفظائع التي مورست ضد الإنسان في التاريخ البشري الحديث.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..