حج تانا كعب !!

هكذا وصف أحد السودانيين حالة الحج في السودان ، عندما فاض به الكيل ، من كثرة الرسوم وتعقد الإجراءات ، وإبتداع الحج السياحي مقابل الحج الشعبي ، وتفشي المحسوبية والواسطة ، وظهور ما يعرف بالحج الحكومي أي على نفقة الدولة للوزراء والدستوريين والمستشاريين وقيادات الحزب الحاكم ، وقف منفعلاً وهو يقول ( حج تانا كعب ) ..!!

بالأمس وقف أكثر من ثلاثمائة مواطن سوداني لينالوا لقب ( حاج ) في حالة إحتجاج ، بعد أن وجدوا أسمائهم حذفت من قائمة حجاج هذا العام ، وأكدوا أنهم قاموا بتسجيل أسمائهم قبل وقت كافي ، وإندهشوا عندما لم يجدوا أسمائهم ، وكاد أن يصل بهم الحال للإشتباك مع هيئة الحج ، وقاموا بإتهام الهيئة بالفساد وحذف أسمائهم مقابل إضافة أسماء بطرق ملتوية ، وإعترفت الهيئة بوجود تجاوزات ولكن قللت منها ، وإعترفت بضياع ملفات الكثير من المتقدمين لحج هذا العام بسبب الإهمال ، وإعترفت بسوء التنظيم وخطأ التقدير وفشل التخطيط ، وقالت في تصريح لها أنهم كانوا يتوقعون كحد أقصى 750 متقدم لكل مركز ولكنهم تفاجؤوا بالآلآف ، وهذا في تقديرنا لفشل التخطيط والسبب بكل بساطة هو عدم كفاءة الموظفيين بالهيئة في كل المستويات ..!!

والشئ المؤسف الآخر ماحدث من قتل لأكثر من 15 مواطن في شرق السودان بسبب سقوط حائط نسبة للتدافع والإزدحام ، وهذا التدافع والإزدحام سببه المباشر هو هيئة الحج والعمرة التي لم تقم بالتنظيم والسرعة في إنهاء الإجراءات ، وبهذا تبقى الهيئة هي السبب المباشر وراء هذا الموت الجماعي ، كما نأسف حقيقة لماحدث للموتى من نهب وسرقة لأموالهم ، من قبل أشخاص يفترض بهم ذاهبون لأداء شعيرة دينية ، وهذه الأحداث ليست غريبة على هيئة الحج والعمرة ، فكل عام يحدث أسوأ مما يحدث الآن ، والحكومة تغض الطرف ، وهذه الأحداث لا تتوقف هنا فقط وإنما تلازم الحجاج حتى هناك في أرض الحرمين وفي طريق الذهاب والعودة ، من تاخير وتسيب للأمراء الذين يذهبون للحج على حساب الهيئة للتنظيم ولكنهم يذهبون لمآرب أخرى ، والمدهش أنهم يأخذون أجراً مقابل ذهابهم للحج ، ولقب أمير لا يستطيع أي أحد أن يناله فهو حصري على أصحاب الولاء السياسي ، وماخفي أعظم ، فمايظهر الآن من فساد هو قليل مقارنة بمايحدث فعلياً ، وحقيقة خير توصيف لهذه الحالة هو كما وصفها ذلك المواطن الغاضب ( حج تانا كعب شديد ) ..!!

ولكم ودي ..

الجريدة
[email][email protected][/email]