أخبار السودان

ما وراء القرار

لكل سادن بيت حدّادي مدّادي في حي فاخر بالخرطوم ، يمكن أن يسمي قصراً أو قلعة طالما كان بعيداً عن الكلاكلة ( القلعة )

وفي كل بيت غسّالة أو توماتيك تعمل بالكهرباء علي مدار اليوم ، أما مجموعة البدل ( جمع بدلة) الفرنسية فإنها تذهب لمحل التنظيف الجاف مرتين كل أسبوع .

وفي كل بيت أيضاً 100 مكيّف من نوع ( الإسبليت يونيت) تشطف الكهرباء دون حساب ، وفي مطابخ السدنة غسالات أواني تعمل بالكهرباء .

كما توجد مواقد فاخرة وأفران حديثة تعمل بالكهرباء لزوم تسخين الفراخ المحشي الوارد رأساً من فندق خمسة نجوم .

وفي كل غرفة من هذه البيوت توجد شاشة بلازما ورسيفر تستهلك قدراً من الكهرباء

ولا ننسي المكوة أو المكاوي التي تعمل بالكهرباء .

ولزوم ري الحديقة حول المنزل هنالك طلمبة لرفع المياه تعمل بالكهرباء علي مدار الساعة فتنقطع المياه عن ناس المايقوما والحاج يوسف .

كما توجد ماكينات حلاقة تعمل بالكهرباء في بيوت السدنة حتي وإن كانت ( دقونهم) طويلة ، واستشوارات من أجل تصفيف شعر زوجاتهم .

وتوجد سخّانات كهربائية بحمامات السدنة الذين لا يطيقون الماء البارد في الشتاء .

كما توجد في بيوتهم أدوات تدفئة تعمل بالكهرباء .

ولا ننسي أن في كل بيت كم دستة تلاجات وديب فريزرس من أجل حفظ المشروبات والمأكولات .

ومنذ أن تغرب الشمس تضاء بيوت السدنة مثل برج إيفل بلمبات وكشافات وهلم جرا وكلها تستهلك الكهرباء بصورة عجيبة

ثم أجراس الإنذار وكاميرات المراقبة التي تعمل بالكهرباء والكمبيوترات المنتشرة في كل غرفة وألعاب الأطفال التي تعمل أيضاً بالكهرباء .

لأجل السدنة ومتطلباتهم الكهربائية صدر القرار الأخير ببناء سد الشريك غصباً عن عين الناس ، الذي سينقل الكهرباء رأساً للخرطوم حسب الدراسة التي أعدت لذلك .

ولأجل المزيد من الكهرباء للمزيد من القصور القادمة ، سيبني السدنة سد كجبار بشعار اكسح امسح مافي هزار .

تتوقف السدود وينتهي تهجير الناس ، عندما يترجّل السدنة والتنابلة ومن لفّ لفهم عن السلطة .

أما كيف يترجّل هؤلاء عن السلطة ، فليس بالمذكرات أو التذكير بالمخاطر البيئية للسدود ، أو الإستعانة باليونسكو من أجل الحفاظ علي الآثار التي ستغرق ، لأن الإمداد الكهربائي أهم من الباوقة ( اللذيذ تفاحها) .

وللذين لا زالوا يسألون عن كيفية إزاحة السدنة ، نحيلهم إلي كلمات سبارتاكوس الأخيرة كما صاغها الشاعر أمل دنقل

معلّق أنا على مشانق الصباح و جبهتي ? بالموت ? محنيّة لأنّني لم أحنها .. حيّه !

الميدان

تعليق واحد

  1. الأستاذ كمال كرار ، تحية طيبة
    كل البيوت والفلل والمساكن التي تستهلك الكهرباء كما وصفتها في مقالك ستؤول ملكيتها لمقاتلي الجبهة الثورية قريبا بإذنه تعالى ، سيتمتع اؤلئك المقاتلين القادمين من الخلاء والفيافي بمكيفات الهواء والثلاجات العامرة بالمطايب ، وسوف يتمتعون أيضا بتناول اللحوم البيضاء والحمراء والمقبلات والسلطات والفواكه المستوردة والحلويات والباسطة والإيسكريم وويتلذذون بإرتشاف العصائر الطازجة والشاي والقهوة والنيسكافيه والكابتشينو
    وسوف يجلسون على المقاعد والمجالس الوثيرة بالصالات والصالونات ويشاهدون القنوات التلفزيونية المشفرة ويتصلون على بعضهم البعض بإستخدام الهواتف الذكية مثل آيفون وجالاكسي وبلاكبيري وينامون على الأسرة الفاخرة داخل الغرف الدافئة المحاطة بالستائر وأدوات الزينة
    وسوف لن ينسوا فتح الخزائن ذات الأقفال المشفرة واستخراج ما بها من دولارات واسترليني ويورو وريالات وشيكات سياحية ،،،، سيتحقق هذا في القريب العاجل وسيتحول القادمين جبال النوبة وفيافي النيل الأزرق وصحاري كردفان ودارفور للسكن في المنشية والرياض والمعمورة والطائف وجاردن سيتي بينما يتحول الناجين من (الجماعة) إلى زنازين لاهاي وكوبر وغيرها ،،، دا لو نجوا

  2. وللذين لا زالوا يسألون عن كيفية إزاحة السدنة

    يزاحون بعكننة الشباب والشابات من هو مخدّر منهم ومن هو مريض نوم
    حرّكوا الأطفال والنساء ليدفعوا بهم خارج الحيشان بالضرب على الأواني والطبول والصراخ ، وما أكثر الحلل والصواني و الطشاتة
    زغاريد النساء وهتافات الأطفال تحرّك (من به صمم) ومن ( يدمن الكسل)
    أجعلوهم يتنافسون في الأحياء والحوارى بكلّ أنواع الإزعاج في الشوارع ومن فوق سقوف المنازل
    تحرّك فئتي الأطفال والأمهات من داخل البيوت والأحياء سلاح فعّال و من أماكن مؤمّنه ضد كلاب الأمن
    هذا يحرّك كلّ الأماكن ويسبّب صداعا للحكومة ، وتشتيتا لأجهزة القمع
    وينداح ويتمدّد نحو الشوارع والمؤسسات والساحات
    جرّبوه وسترون فاعليّة الصغار والأمهات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..