التلاعب في الاراضي «2»

أفادت الأنباء الواردة من الدويم بأن سلطات النيابة طلبت كشفاً باسماء العاملين بجامعة بخت الرضا لمضاهاته بالكشف الصادر بخصوص اراضي بخت الرضا بعد ان تطورت فضيحة التلاعب في الاراضي ووصلت الى وزارة التخطيط بالولاية حيث افاد مصدر بالجامعة ان الوزير كتب مذكرة الى مدير اراضي الدويم فيما اشارت الفحوصات والتدقيق الى وجود اسماء لجهات من خارج الجامعة تم ادراج اسماء افراد منها بطريقة غريبة .
ومن الواضح بحسب تطورات مسألة اراضي بخت الرضا وجود اسماء وكشوفات تم الطعن فيها واذا كان العدد الكلي للعاملين بالجامعة لا يتجاوز المائتين وواحد وسبعين فإن القطع التي تم توزيعها قفزت الى ما يزيد عن المائتين وخمسين قطعة الامر الذي يفرز تساؤلات منطقية من اين جاءت الارقام الزائدة؟ وهل صحيح ان كشف المستحقين المزعوم لم يراع المستحقين الاساسيين وادرج اسماء جديدة رغم ان الكشف تم اعتماده قبل عام 2010 ؟ وما هو دور ونصيب ادارة الجامعة في كل هذه المعمعة و«الهيصة» ؟ انها اسئلة تحتاج الى أجوبة وبالتأكيد سنجد الاجوبة لدى نيابة الدويم بعد استكمال التحريات والاجراءات .
ان الارض منذ قديم الزمان كانت وستظل مصدر الطمع في نفوس البشر ولكن وبحكم التجارب ظلت مدينة الدويم عصية على المتلاعبين في اراضيها بل ذهب بعض سكان المدينة الى وجود لعنة تطارد كل من تسول له نفسه التلاعب في اراضي الدويم ويشيرون بطرف خفي الى ما اصاب احد الوافدين عليها بعد تعيينه في منصب دستوري ثم استغل منصبه للانتفاع والتكويش، الشاهد ان كارثة حلت بالرجل فقد على اثرها طعم السعادة واخر ترك كل شيء وقنع من الغنيمة بالاياب الى القناعة واخر واخر من اصحاب القصص العبر .
ومن قصص الارض بمنطقة النيل الابيض ان مسؤولاً كبيراً حاول الاستيلاء على ارض قيمة مستغلاً سلطاته ولكنه تلقى علقة ساخنة من اهل الارض الذين لم تعجبهم الصفاقة وروح التعالي والتكويش ، ان الارض اما ان تكون مباركة تخرج نباتها بإذن ربها او تكون سكناً آمناً وطيباً او تكون ارضاً مثل بلد خبيث لا يخرج الا نكدا وفي هذه الحالة ستجرجر خلفها المزيد من المشكلات والطعن في الذمم وحينما تنتفي النزاهة والشفافية ممن يفترض فيه ذلك فإن الابواب تبدو مفتوحة للاحتمالات كافة .
هنالك مظالم كثيرة جرت تحت جسر العقدين الماضيين، خمسون بالمائة منها تتعلق بالارض خصوصاً الارض المغصوبة مثل تلك التي طالما كتبنا عنها مراراً وتكراراً ونعني بها أرض محمد عثمان هجينة ذلك المواطن المسكين الذي ورث عن اجداده خمسة وستين فداناً بمنطقة هوشيري بولاية البحر الاحمر، لقد تم نزع هذه الارض من محمد عثمان عيسي هجينة بحجة اقامة « حظيرة» حول مشروع بشائر لتصدير البترول والشاهد في هذه المسألة ان الحكومة لم تقم بتعويض محمد عثمان هجينة عن ارضه وتركته يقاتل السراب ويبث شكواه الى الله فهل انتهت المسألة على ذلك؟ ان المراقبين يعلمون ان الظلم ظلمات يوم القيامة ولكن له تبعات ايضاً في الحياة الدنيا ومن تبعات مظلمة هجينة ان مشروع تصدير البترول نزعت منه البركة وذهب البترول الذي استخرجته حكومة الشمال ليصبح ثروة لحكومة جنوب السودان ثم تم بعد ذلك إغلاق «بلف» البترول من قبل سلفاكير ثم عاد الطرفان وفتحا «البلف» ثم انه وعلى خلفية احداث ابوكرشولا قام الرئيس البشير باصدار توجيهاته الى وزير الطاقة عوض الجاز بإغلاق «البلف» ستين يوماً حسوما ثم جاء وفد من الجنوب يقوده رياك مشار وتفاوض مع النائب الاول لرئيس الجمهورية لجهة فتح «البلف» ومن غير المعروف ما تخفيه الفترة القادمة من مستقبل للبلف وللبترول وللاقتصاد ولكل شيء ولكن الثابت الوحيد هو وجود ارض مغصوبة وانسان مظلوم لا ينفك عن الدعاء كل يوم والتمني على الله ان يرد اليه ارضه.!

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..