هبوب!

ظلت اللغة العربية ترفد غيرها من اللغات الأُخري بالمفردات والمصطلحات التى تُسعف قريحتها الناضبة، وهذا ليس بالأمرِ الجديد فها هي مُفردة من مفرداتها تدخل إلى قاموس اللغة الإنجليزية وتتربع بين كلماته إذ تداولت القنوات الأمريكية فى الفترة الأخيرة من خلال نشرات الأحوال الجوية مصطلح (هبوب- Haboob) للدلالة على العاصفة الرملية التي إجتاحت ولاية أريزونا الأمركية مؤخراً و إعتمدت إستخدامه.

لاشك أن اللغة العربية غنية جداً بالمفردات التي تصلح أن تُستخدم لعدة دلالات وتوظف لمعاني قد تعجز عنها اللُغات الأُخرى إذ تتميز بالإسهاب و توفر المترادفات والمتطابقات، والأخذ من اللغة العربية ليس بالأمر الجديد فقد غزت العربية العديد من اللغات الأخرى فأدخلت إليها حروف الكتابة وكثيراً من الألفاظ حتى أصبحت لغات الترك والفرس والملايو والأوردو تكتب جميعها بالحروف العربية، بل وقد أدي طُغيان اللغة العربية إلى انقراض بعض اللغات وحلول العربية محلها ومثال ذلك ما حدث في العراق والشام ومصر أو انزواء بعضها كالبربرية وانحسار بعضها الآخر كالفارسية .

يقول المستشرقين أمثال أنجلمان ودوزي ولامانس إن الكلمات العربية الموجودة في اللغة الإسبانية تعادل ربع كلمات اللغة الإسبانية وأن اللغة البرتغالية تستخدم نحو ثلاثة آلاف كلمة عربية و تحتوي اللغة الفرنسية على نحو سبعمائة كلمة عربية، بينما ذكر البروفيسور تيلور في كتابه (كلمات عربية في اللغة الإنجليزية) أن هنالك ما يزيد عن ألف كلمة عربية في العديد من المجالات كالطب والكيمياء والفلك والبيولوجيا والجراحة دخلت اللغة الإنجليزية.

إذاً فالأمرُ ليس بجديد و لا مستحدث بل هو قائم وسيستمر مِن خلال عمليات التبادل اللغوي المختلفة التي سُميت (بالإقتراض- الأخذ- الإبدال- التكوين-التشكيل- التصيير- الترجمة) ، ويكفي اللغة العربية شرفًا ومجدًا أنها اللغة التي أُنزل بها القرآن الكريم على خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، فتداخل اللغة العربية مع اللغات الأُخرى بدأ مُنذُ قرون عديدة عِند بدء الفتوحات العربية والإسلامية وحتى قبلها إذ لم يكن العالم العربي منطقة منغلقة على نفسها بل كان هناك دائماً اختلاط وتفاعل اجتماعي وثقافي كبير بين الشعوب العربية والأجنبية، لكن الأمر اتخذ شكلاً مختلفاً خلال القرن التاسع عشر وعلى مدار القرن العشرين، حيث تعرضت الدول العربية كلها تقريباً للإحتلال لعشرات السنين من دول أوروبية على رأسها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، ونتج عن ذلك تعايش واختلاط كبير بين أهالي دول الاحتلال والعرب أصحاب البلاد المُحتلة، وأصبحت هناك جالية أجنبية كبيرة في كل بلد عربي، مما ساعد على دخول الكثير من الكلمات الأجنبية في اللغة العربية الدارجة، ومع الوقت لم يعد الناس يدركون حتى في كثير من الأحيان أنها ليست عربية الأصل، كذلك الأمر بالنسبة للتقدم العلمي والمخترعات الحديثة التي نستخدمها جميعاً في عصرنا الحالي، والتي جاءت إلينا بأسمائها الأجنبية من دولها الأصلية.

همسة (الشاعر صقر بن سلطان القاسمي):
يا حيرةُ الشعرِ كم يلهو برونـقـهِ .. قومُ هُـُم الآفةُ الكُبرى على الأدبِ
في كلِ يومٍ ترى في الصُحفِ أمثلةً .. مِن الـطرافـةِ بين اللهـوِ واللعبِ
سـدّوا الـفراغَ بأوزانٍ مُـلفـّقةً .. مِن السـخافةِ كادتْ تُخجِلُ العربي
أئِـمّـةُ اللـغةِ الفُصـحى وقادتها .. ألا بِـداراً فإنّ الوقـتَ مِنْ ذهبِ
رُدّوا إلى لُـغةِ القُـرآنِ رونقـها .. هيّا إلـى نصرها في جحفلٍ لّجِبِ

هسمات – عبير زين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تحياتي واحتراماتي
    عليك الله دا موضوع بكتبو فيهو اليومين دي
    لناس في السودان ماقادرة تاكل وكلها مشاكل تقولي لغة وما لغة
    (الناس في شنو والحسانية في شنو)
    بربك في زول في الايام دي فاضي لي أنجلمان ودوزي ولامانس.
    الله يصلحك يابت

  2. يعني البت عاملة فيها عربية اصيلة مع ان الهجنة باينة في وشها (المليس) الملطخ بالجير – زمان الناس كانوا قبل الخريف يلسـون البيوت بالزبالة.. العربية بالنسبة لاهل السودان لغة دخيلة تدرس للناس في المدارس عشان الصلاة والقرآن.. ياربي صـقر بن سلطان القاسم هذا ينتمي لأي مشيخة او بلد من بلاد الخلايجة!!! ما أقبح الملق.. ولعن الله الفقر..

  3. مرة قرأت تعليق على مقال كتبته اعلامية مقيمة في قطر اسمها عواطف عبدالرحيم أو عبداللطيف لا اذكر وكانت مثل الاخت عبير تختم مقالها بأبيات من الشعر وتسميها هـمـسـة.. مـرة همست بابيات ذكرت انها للشاعر امين حسن عمر فغضـب احدهم وقال: (امين حسن عمر كوز وحرامي ومن كان كوز وحرامي ما ممكن يكون شاعر.. الظاهر أن هذه الكاتبة تريد منه ان يقدم لها خدمة).. لذا نربأ بالاخت عبير عن أن يكون لها غرض آخر وراء هذه الهمسة..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..