حسن التخلص الذي ينقصنا ..!

(1)

طلب الحجاج بن يوسف الثقفي رجلاً مذنباً لاعتقاله، وعندما لم يجدوه اعتقلوا أخاه بدلا عنه ورموه في الحبس، فذهب الرجل يستعطف الأمير، لكن الحجاج قال له هيهات، ألم تسمع بقول الشاعر (ولرب مأخوذ بذنب عشيرة .. ونجا المقارف صاحب الذنب) ؟! .. فأجاب الرجل: بلى يا أمير المؤمنين ولكني سمعت الله عز وجل يقول: ( قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخاً كبيراً فخذ أَحدنا مكانه إِنّا نَراكَ من المحسنين . قال معاذ اللَّه أن نأَخُذ إِلاّ من وجدنا متاعنا عندهُ إِنّا إِذاً لظالمُون)، فأطرق الحجاج قليلاً ثم أمر بإطلاق سراحه! .. لاحظ معي أن الرجل لم يقل للحجاج ستذهب إلى جهنم وبئس المصير وأنا خصيمك عند الله يوم القيامة، بل قرأ بين يديه آية كان في حسن الاستماع إليها خلاصه ..!

(2)

عندما رأى أحد الملوك في منامه أن جميع أسنانه قد تكسرت استدعى مفسر أحلام وقص عليه رؤياه، فقال له الرجل على الفور: (كل أهلك سيموتون)، الأمر الذي أغضب الملك فأمر بسجنه، ثم استدعى مفسراً آخر وقص عليه ذات الرؤيا (وكان الرجل يعلم بما حدث للمفسر الأول)، لذلك تصنع الفرح وهو يصيح قائلاً: (أبشر أيها الملك، ستكون أطول أهلك عمراً)، فتهلل وجه الملك وأمر له بمكافأة سخية! .. ومن عجبٍ أن الرؤيا هي الرؤيا وأن التفسير هو التفسير، ولكنها البراعة في حسن التخلص ..!

(3)

من طرائف حسن التخلص أن الخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك قال يوماً لعمر بن أبي ربيعة: «ما يمنعك من مدحنا؟». قال: «إني لا أمدح الرجال، إنما أمدح النساء».. وشهد الأحنف مصعب بن الزبير وهو يوبخ رجلا ويقرعه ويقول له: «أبلغني عنك الثقة كذا، وأبلغني عنك الثقة كذا..»، فقال الأحنف: »كلا، «أيها الأمير، إن الثقة لا يبلغ» .. وقيل إن زوجة مزيد المديني صعدت يوماً على السلم فقال لها زوجها: «أنت طالق إن صعدت، وأنت طالق إن نزلت»، فما كان منها إلا أن رمت نفسها على الأرض! فقال مزيد: «فداك أبي وأمي، إن مات مالك احتاج الناس إليك في أحكامهم» ..!

(4)

في مناهج الطب مادة دراسية كاملة الدسم، تعلم الأطباء كيف ينقلون الخبر السيء إلى المرضى أو ذويهم، مع أن المرض هو المرض، والموت هو الموت، ولكن طريقة النقل والتبليغ تؤكد دوماً أن «هناك فرق» .. لذلك تحتل مفردة الخطاب السياسي وتصنيفها، ودرجة إشباعها، ومدى تعبيرها عن موقف الدولة، ومدى مواءمتها للحدث وطبيعة المخاطب، منزلة رفيعة في فنون الدبلوماسية ومبادئ العلاقات الدولية .. فهل من مذكر ..؟!

الراي العام

تعليق واحد

  1. عمود عن الاذكياء وحسن التصرف لا يجيده الا الاذكياء
    فاين هم فى بلادى ؟ البلد مليانه بالاغبياء لمن شرقانه ولو دايرة
    تعرفى النسبه الحقيقيه .. تمعنى فى الحاج ساطور ونافع والبشير
    كفايه ولا ازيد ؟؟؟ كفاية

  2. منى ابو زيد صـارت حكواتية!! وهذا تحايل منها على الكتابة لتعبئة عمودها الراتب بأي كلام.. الحبوبات زمان كانن أدق منها في حكاويهن للأطفال (الله يرحمن) لأن الكاتبة تلتقط أي كلام تجده في النت والباقي معروف.. ذكرت في حكايتها أو أحجيتها عن الحجاج ان الرجل قال له: (بلى يا أمير المؤمنين إلخ)!! الحجاج طبعا لم يكن اميرا للمؤمنين ولن يسمح لأحد أن يخاطبه بهذا اللقب خوفا من أن يبلغ ذلك الخليفة (امير المؤمنين) فيبطش به لأنه كان عاملا (واليا) على العراق لعبدالملك بن مروان ولابنه الوليد من بعده.. الغريب ان الكاتبة تتحاشـى الخوض في معاناة الناس وفساد النظام ابتداء من الرئيس والوزراء والولاة والمديرين حتى اصغر موظف وكلهم طبعا كيزان ولصوص.. نسأل الله أن يلطف بالوطن والمواطن وأن يدمر هذه الشرذمة تدميرا مثلما دمروا البلد وشردوا الناس حتى صـرنا نباع ونشـترى في اسواق الخليج ونعامل كالسوام كل ذلك بحثا عن لقمة العيش التي حرمنا من الحصول عليها في بلدنّا!!

  3. استاذة مني
    تحياتي
    الثقافه والمرجعيه العربيه مؤثرة فيك جدا
    مالقيتي ليك حاجه سودانيه

  4. الاستاذة منى
    تحياتي وتقديري
    ما اجمل اختيارك وموضوعتيك …. سالتك مرة في رسالة وللأسف الشديد لم اتلق ردك , مرة اخرى :
    انا من مدمني كتاباتك في الراكوبة والصحف …. فلماذا لا تجمعي كل كتاباتك في كتاب واحد ؟ وهل لك كتب قمتي بكتابتها ؟ ومن اين احصل عليها ؟
    ارجو لو تكرمت الرد فالفراغ قاتل في الغربة ….
    تحياتي وتقديري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..