المؤسسة العميقة فى مصر حدوتة شعبية..والجيش موقف الحكيم!!

تداعيات ثورة ال30 من يونيو المصرية
خروج حوالى 27 مليون مصرى لم تقودهم أحزاب أو تحركهم مؤسسات بل حركتهم نوازعهم الوطنية وخبرتهم التى
أكتسبوها من تجربة سرقة تضحياتهم فى 25 يناير،وتوزيع دماء شهدائهم بين الفصائل وحصد ثمرها من لم يشارك فى زرعها وريها،هذا الشباب الذى ببساطة شديدة تحرر ليزيح عن أذهان الكثير من المحللين للوضع فى مصر والذى نعيشه لحظة بلحظة بأن ماحدث نتاج طبيعى للمؤسسات العميقة فى الدولة المصرية وهذا ما تكذبه جميع الوقائع والحقائق ،بل أتضح لما لايدعى مجال للشك أن مؤسسات الدولة المصرية العميقة هى هذا الشعب الذى يزيده الأستفزاز تصميما على مواقفه بمختلف طبقات طيفه،من خلال متابعاتنا للوضع فى مصر وارهاصات ما قبل ال30 من يونيو وفى جميع الفعاليات التى حظينا بمتابعاتها وعلى رأسها تخريج دفعة جديدية من كلية الاعلام جامعة القاهرة قسم الاذاعة والتلفزيون كان باكورة مشاريع تخرجهم أعمالا هاما ناقشت الوضع المصرى المعاش بحيادية وحرفية ومن خلفهم يقف أساتذة عمالقة وأجلاء يبذرون عصارة خبرتهم فى أذهان هؤلاء… أولئك وغيرهم وهم يدعمون مشاريع تخرجهم من جيوبهم وللظروف التى تعيشها مصر والمهمومين بحملة تمرد ومصير البلد وكل فى طريقه تتسق أماله وتتوحد أهدافه كل من موقعه بدون تنسيق أو توزيع ورغم ذلك تنجح مساعيهم ،وتبهر ارادتهم وتهزم عزيمتهم كل متربص بمصر الكيان ،ومصر المجتمع ،،ومصر النور،،هاهى أولى ثمار حقيقية أن ماحدث فى مصر ليس من ورائه مؤسسات عميقة أو أجهزة غويصة ما حدث هو ارادة شعبية تلاقت فى هم الوطن تجسدت فى قلب رجل واحد شعب فرض ارادته واعلام ملك زمام أمره وعرف حدود مهنيته وهاهو نقيب الصحفيين المصريين (ضياء رشوان ) يضرب مثلا رائعا فى التجرد والمهنية وهو يطالب السلطات الأمنية بالافراج عن زملائه فى القنوات الفضائية الدينية والتى كانت تحض على بث الفتنة وتقسيم المجتمع بين مسلم وكافر،،رغم أن العاملين فى هذه القنوات والذين تم اطلاق سراحهم احتراما من قبل الداخلية لنقابة الصحفيين كانوا يرمونه بالكفر فلم يتشفى فيهم ساعة ضعف هذا هو مثل بسيط لمصر التى هبت وأنتفضت ولن تستسلم مرة أخرى لارادة دولية كانت أو اقلمية،،وبالأمس رأيت عظمة الجيش المصرى الذى تروج عنه جماعة الأخوان المسلمين وأذنابها الشائعات وأنا فى طريقى للأسماعلية فى الساعة الواحدة ظهرا وخروجى منها حوالى الساعة الثانية صباحا وكيف أن هؤلاء الجنود يتعاملون مع السيارات والاجراءات الأمنية بطريقة راقية ويجرون التفتيش بسلاسة وسط تعاون كامل مع أصحاب المراكب ومرافقيهم وكأن بهم موظفى علاقة عامة مع شعار مكتوب على مركبات الجيش (قوات أمن المواطنيين) وهذا دليل على أن هذه المؤسسة أمينة على وطنها وما أتخذه رجله سيكت له فى التاريخ بأنه تلقى الأوامر من القيادة العليا الحقيقية وهى الشعب المصرى ،،،لهذا كثير من الدوائر التى صدمت فى سرعة انهيار نظام الأخوان المسلمين فى مصر خصوصا تلك التى كانت تضع عليهم أمالا كبيرا فى مساعدتهم على تنفيذ لأجندتهم فى المنطقة،رغم أن الأخوان فى مصر ساروا على ركاب فرعهم فى السودان وكنا نخشى على مصر من ذلك،خصوصا وأن حركة التمكين الاسلامسياسى فى مصر أتسمت بالسرعة والنهم فبرز الاختلاف فيما بينهم وسط ظروف اقتصادية خانقة وشارع يغلى طلبا لنيل حقوقه فأنصرف عنهم الرئيس لتسوية الخلافات بين جماعته وأندادها من الأهل والعشيرة ،فاذداد الغضب الشعبى والاحتقان وتسارعت الأحداث وتقاطعت التكهنات والبيانا الى أن جاء ال30 من يونيو والذى تحول لحدوتة مصرية تثبت أن المؤسسة العميقة لم تحمى ابنها امام شعبها الرئيس الأسبق مبارك ولم تقف امام رغبة شعبها فى ازاحة السابق عن موقعه رغم تشبثه بقيادة المركب لمزيدا من الاغراق،،،لهذا على الناس أن تفرق بين أن الجيش والشرطة المصرية والقضائية وكل السلطات انحازت لسلطة صاحب السلطات الشعب المصرى الذى رد بحشوده وتحدى موعونة الامريكان بتبرعاته وسيفعلها هذا الشعب الذى عرف طريق الحرية ولن تسيطر عليه مؤسسة عميقة أو تحركه أحزاب…فهذا شعب صنع ارادته فهنئيا له بثورت وهنئيا له بعودة شرطته فى حضنه وتوحده مع جيشه الراقى المتحضر ورجله القوى الحكيم والذى سلم الأمر لأهل الأمر فى تواضع جم وموقف تاريخى سيسجل له رغم أنف المتربصين…وتحيا الشعوب وتعيش الأوطان..ألآن فى مصر شعب هو مصدر التشريعات وهو صاحب الحق فى القرار شعب ينتلك ارادته
نحن فى السودان نرقب الأمر بحسرة ونغوص فى أعماق ذكريات ثورة ابريل ومارس ماسك كتف أبريل ،،،وها نحن يمسك بتلاليبنا انقلاب عصابة الانقاذ فى ال30 من يونيو الى اليوم ممارسا فينا جميع الجرائم التى لم تخطر على عقل بشر،ومرتكبا جميع المعاصى ومنتهكا كل المحارم،،ولازلنا نخضع له يدلدل فينا يمين شمال…شمال يمين..لحدى ما أودى بالبلد فى هذا الدرك الأسفل من المفاسد والانحلال والانحطاط باسم الدين والشرعية والشريعة..ولازال الشعب يقف منتظر..ولا زلنا نتوق وحتما سنصل.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يعنى عايز تقول انو اللى حصل فى مصر مش انقلاب؟؟ اذا انت معهم فانت تكيل بالف مكيال, اذا كنت لا تدلاى وانت موجود فى مصر امرسى وصل عن طريق الانتخابات.. يعنى ديمقراطية اللى بتحبها انت ومن لف لفك.. ولكن ما عارف اما نت جاهل او تتجاهل او غبى وربما تتغابي

  2. ايها الكاتب المحترم هذه المسرحيات لا تنطلي على اصحاب العقول و اسالك ان ترد على ما يلي
    1.لو كان لحلف السيسي + الفلول من الشعبية ما يكفي لانتظروا نتيجة العصيان المدني الذي دعوا اليه و لكنهم لانهم ادركوا فشلهم لجأوا لقوة الجيش و هذا هو الارهاب العلماني
    2. عدد سكان مصر كلها حوالي تسعين 90 مليون و تسعة ملايين منهم في القاهرة , اذا استثنينا الاطفال و كبار السن و كثير من الامهات و ربات البيوت و من لهم اعمال لا يستطيعون تركها ستجد ان الباقي حوالي 20% أي 18 مليون نسمة ممن يمكن ان يخرجوا في مصر كلها و اذا افترضنا ( و انحزنا للفلول ) ان 40% من هؤلاء من مؤيدي الشرعية فان الباقي من رعايا الفلول سيكون حوالي 11 مليون في مصر كلها ,,,فتأمل

    3.السيد المعين عبارة عن دمية تدار بالريموت و اختير خصيصا للقيام بدور البطل في سينما صامتة

    4. يكفي السيسي عارا ان مساعده الرئيسي هو البرادعي المعروفة مواقفه حينما كان يرأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية و الذي لا يحظي بتاييد واسع حتى بين العلمانيين المصريين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..