بعد الجيش إلى قادة وضباط وافراد جهاز الامن

مدخل:
عندما وجد المؤتمر الوطني ان هنالك تفاعل بين افراد وضباط القوات المسلحة مع المهمومين بالشان السوداني عامة وذلك من خلال مقالات حاولت تبصير رجالات الجيش بكلية المشهد السوداني وعدم رؤيته فقط من داخل الزي العسكري فابناء القوات المسلحة في الأول والاخر ابناء السودان وعليهم التفكير في السودان قبل التفكير في القوات المسلحة، وجاءت تلك المقالات مستصحبة تجارب المؤتمر الوطني مع القوات المسلحة وتحديدا تجربة اتفاقية نيفاشا التي تم تقديم ابناء الجنوب في القوات المسلحة كقرابين لبقاء المؤتمر الوطني في السلطة، وحتى لا يقدم احد اخر كقربان في ظل اتفاقيات قادمة شاء المؤتمر الوطني أو ابي. وقد كانت المقالات السابقة للضباط والجنود غير المنتمين للمؤتمر الوطني داخل القوات المسلحة. فعندما وجد المؤتمر الوطني ذلك التفاعل سارع إلى ابداع قانون يجرم به كل من يحاول الاقتراب من القوات المسلحة كانها قوات خاصة بالحزب فقط وليست قوات خاصة بالوطن (ويكفي إجابة غازي صلاح الدين من امكانية استغلال ذلك القانون في غير مكانه، ومن الذي يستغله غير المؤتمر الوطني!).
فعدم التواصل ذلك لا يضر بالثورة القادمة كما يفتكر المؤتمر الوطني ولكن يضر فقط بالقوات المسلحة ويبعدها عن رؤية المشهد ككل بصورة أكثر دقة ومن أكثر من جهة وذلك ما يمكنها من التحرك في الوقت المناسب، وهذا فقط إذا كانت بمسمي القوات المسلحة (السودانية) اما إذا كانت القوات المسلحة للمؤتمر الوطني فبالتاكيد هي لن تضار!.
وحقيقة ما يدعو للاسف هو وقوف كل القوات المسلحة موقف الداعم أو المتفرج على ذلك القانون وهو يصاغ عدليا وتشريعيا كانه لا يعنيها، فلم نسمع أو نقرا تحليلات للاستراتيجيين في القوات المسلحة عن ذلك القانون وابعاده في المرحلة الحالية، وكيف يرتضي افراد القوات المسلحة لانفسهم محاكمة فرد كتب كلمة للصالح العام وقال فيها مثلا ان السودان ليس المؤتمر الوطني أو ان ابناء الحركات المسلحة المعارضة هم سودانيين في الأساس ولهم مشكلة سياسية وليست عسكرية ويجب ان تحل في الإطار السياسي، أو انه نصح القوات المسلحة بالضغط على السياسيين لحل مشاكلهم بعيدا عن الحروب الفوضوية.
واخيرا نحن قد حاولنا ان نتواصل مع كل المهمومين بالشان العام الا من ابي أو صنع قانون ليفصل بيننا وبينه، فالازمة ليست في القوات المسلحة أو غيرها من القوات النظامية أو حتى مؤسسات الدولة ولكنها في الدولة السودانية التي أصبحت على مهب الريح، فنريد قليلا من الرشد يا هؤلاء.
هل يجدى الحديث إلى جهاز الامن؟
من المعروف عند كل المعارضين احتكار المؤتمر الوطني لذلك الجهاز واستخدامه كواجهة لتعطيل حركة المعارضة، ولكننا نكون مقصرين إذا لم نستوعب التحولات التي حدثت داخل بنية الدولة السودانية والمياه الكثيرة التي جرت، فالتعيين داخل اجهزة الدولة مؤخرا اصبح يأتي من خلال العلاقات الاجتماعية وليس من خلال الانتماء إلى فكرة المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية كما كان يحدث في الأول، وكذلك وجود حالة من التراجع والتململ داخل اعضاء المؤتمر الوطني الذين وجدوا ان الفكرة قد تم بيعها لصالح افراد محدودين مما اضاع جهد ودماء الكثيرين ولعل جماعة سائحون تعتبر من ابرز الامثلة. ولذلك نحن نوجه خطابنا إلى من وجد ان الوظيفة في الجهاز هي المتوفرة امامهم أو منتقدي الممارسة من داخل اعضاء المؤتمر الوطني والمهمومين بالدولة السودانية أكثر من اهتمامهم بالعمارات الشاهقة والعربات الفارهة.
دور افراد الجهاز في هذه المرحلة:
ما لم نستطيع ان نقوله لافراد وضباط القوات المسلحة نتيجة لذلك القانون سنقوله لأبناء جهاز الامن، فعلي افراد جهاز الامن المهنيين غير المحزبين ان يعملوا على تحجيم دور المؤتمر الوطني وافراده داخلهم وذلك بالالتزام بالقانون الحالي، فقد تم استغلال ذلك الجهاز كثيرا حتى اصبح اخيرا يستخدم في تصفية الحسابات خارج اطار الجهاز ومهنيته، فعليهم إيقاف كل ذلك حتى لا يحاكموا مستقبلا نتيجة لتركهم حبل الجهاز على قارب المؤتمر الوطني يقوده حيث يشاء، فلا نريد للثورة القادمة ان تضر فرد دون ذنب جناه الا انتماءه إلى جهاز الامن أو الجيش أو غيره من المؤسسات، فعلي افراد وضباط جهاز الامن معرفة ان ما تفعله الان يقرر مستقبلك غدا فنريد منهم تقرير مستقبلهم بايديهم حتى لا يقول احدهم ان الثورة القادمة قد ظلمتهم، فالذي سوف يظلمهم هو تحولهم إلى الة تعذيب وكبت وتشريد وقتل في يد المؤتمر الوطني يستخدمها ضد كل المعارضين.
وفي الاخر هي نصيحة (وندرك ان ما نبذله من نصح هو لجزء منا فكل الذين ننصحهم هم جزء من مجتمع الوسط الذي هو مجتمعنا الحقيقي ولا نريد للثورة ان تكون خصم لمجتمعنا الحقيقي، ولكن نريد منهم مساعدتنا على ذلك حتى لا نندم كلنا مستقبلا على تواصل كان من الممكن ان يجنبنا الكثير) لكل من قادته قدماه إلى التعيين داخل الجهاز كفرد مهني فقط لا علاقة له بحزب محدد أو جاء كفرد من المؤتمر الوطني ولكنه اصبح لا يوافق على الممارسات التي تتم واستغلال السلطة والدين لصالح افراد محددين، والى غيرهم عليهم ان يقفوا مع انفسهم قليلا ليفكروا اين سيكونوا بعد الثورة القادمة، ان يفكروا في اسرهم وحالهم قبل ان يفكروا في المؤتمر الوطني، فالمؤتمر الوطني عبارة عن فكرة يمكن ان يعاد صياغتها ويمكن ان يتحولوا إلى غيرها اما الاسر والابناء هم واقع ماثل والعاقل من بدا من الواقع واعتبر به.
ومعا نحو وطن يسع الجميع
خالد يس
[email][email protected][/email]