«البِلِد ليهو دبيب يطوي في صلبو»

٭ هذا مثل سوداني صميم مؤداه أن من يتعهد الثعبان بالرعاية والعناية والتربية، عليه أن يتحمل مسؤوليته الكاملة عنه، وما قد يقع منه من أذى يطال أول من يطال الذي رعاه ورباه وصرف عليه، ومن شواهد ذلك أننا كثيراً ما نسمع عن أسد أو نمر أو غيرهما من الضواري المفترسة التي تهجم على مروّضيها من أبطال العاب السيرك، فترديهم قتلى أو تلحق بهم أذىً بالغاً في لحظةٍ ما، رغم ما كان يبذله لها المروّض من رعاية غذائية وصحية، ورغم ما ينشأ بينهما من توافق وود متبادل….
هذا المثل مقروءٌ مع مثل آخر هو «البِلِد المحن لا بد يلولي صغارن»، يضربان على حال من يقر قراراً يأمل فيه النجاعة فيرتد عليه سلبا بالفاجعة، أو يأتي فعلاً بمظنة أن هذا الفعل قد يجلب إليه السعادة والراحة ولكن للأسف بدلا من ذلك يعود عليه بالوبال والتعاسة، وقصة يوليوس قيصر مع وزيره المحبب والمقرّب إليه بروتس سجلها التاريخ لتكشف إلى أي مدى يمكن أن يفعل الجشع والطمع وحب السلطة والثروة حتى بأقرب الأقربين، وبلغة حروب اليوم فذلك يعني أنك يمكن أن تصاب بنيران صديقة، اما لأنها أخطأت الهدف الذي يفترض أن تصوب نحوه نيرانها، أو لأنها أساءت فهم الهدف الذي من أجله حملت السلاح أو انحرفت به نحو مقاصد وأهداف أخرى.
بالطبع لم نأت على ذكر هذه الأمثال اعتباطا، وإنما لمقصد معين وهدف محدد، ولكن وجدنا أنه من العسير علينا أن نتناول هذا الهدف بالوضوح المباشر، ولهذا لجأنا لأسلوب الأمثال لأنها تقرّب الأمور المعقولة بالأمور المحسوسة لتوضيح المعنى، ومن المفارقات المضحكة أن الذي حال بيننا وبين الوضوح والجأنا لتوسيط الأمثال، هو أيضاً مثل، وهو ذاك الذي يقول «البقول أم المك عزباء بتقع رقبة»، رغم أن بعض الأحداث التي تدور رحاها بيننا قد أطاحت بالكثير من الرقاب، ولله الحمد والمنّة أن ما أنقذنا من هذه الحالة هو كذلك المثل الذي يقول «الكحة ولا صمة الخشم»، وها انذا أكح لأقول علينا جميعاً أن لا نتمسك بقرارات خاطئة اتخذناها ولا تزال سارية أو بأفعال معيبة اقترفناها ولا نزال، رغم أن ما تكشف حتى الآن أن أكثر من تضرر منها هم أصحابها الذين ارتدت إليهم ووضعتهم في موقف بايخ وحرج بعد أن جرت الرياح بما لا تشتهي سفنهم.

الصحافة

تعليق واحد

  1. يا أخ حيدر أها أنا بتمها ليك وما حأبقى زى الطاهر ساتى الخواف،، أها وبأعلى صوتى: الجنجويييييييد،،

    ناس المؤتمر الوطنى كلهم ضاربين طناش وكأن دارفور فى بلاد الواقواق،،

    ليهم يوم وأن الله يمهل ولا يهمل،،

  2. هاهاهاهاههههههههههههههههههههاااااااا انجو يا سعد فقد هلك سعيد والله بقيتو حرفاء عدييييييييييل لكن برضو بنفهما طايرة وزى ما قلت الكحة ولا صمة الخشم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..