مقالات سياسية

لماذا يساوي الغرب وأمريكا بين الجيش والدعم السريع   

د. زاهد زيد  

اجتهد جهابذة مستشاري الدعم السريع في تلميعه واظهاره بمظهرين براقين ، الاول وهو انهم يحاربون الكيزان الذين يقودون الجيش ، وانهم بذلك ليس ضد الجيش ، ويحاولون في اعلامهم عكس هذه الصورة في اظهار حسن معاملتهم لمن وقع في اسرهم بعد ان غدروا بهم ، ويظنون انهم بذلك يضربون عصفورين بحجر واحد ، ذلك ان الكيزان مكروهين لكل سوداني ذاق ثلاثين عاما من حكمهم ، فيستميلون الناس بكرههم لهم ، ثم انهم يستميلون الجيش بانهم ليسوا ضده بل ضد قيادته التي وصفوها بكل النعوت القبيحة .   

ودعونا نقف هنا قليلا لنسأل ( الدعم السريع ) ، عن اصلهم وفصلهم ومن اي رحم خرجوا هم ؟ وما الذي يجعل المواطن العادي ومنتسب الجيش يصدقهم ؟ بكل تأكيد ليس هناك أي دافع يجعل المواطن العادي ولا حتى فرد القوات المسلحة يصدق هذه الادعاءات الكاذبة ، فتاريخهم اسود من سواد الليل وسمعتهم كجنجويد تملأ أجواء دارفور وتلوث هواءها ، والدعم السريع شارك قيادة الجيش هذه في كل جرائمها من قتل المتظاهرين وقنصهم ، والمشاركة الميدانية في قتل الشباب أمام بوابات القيادة يوم العيد ، بل كانت قياداتهم على علم ومباركة ومشاركة في هذه المجزة البشعة .  

فما الجديد لينقلب الدعم السريع من حليف لعدو يقف في صف الشعب ، وينادي بشعارات الثورة ؟ انها المصالح واللعب على العقول . 

والثاني هو ادعاءاتهم المضللة بأنهم يسعون لعودة العملية السياسية ، وعودة الحكم المدني ، وهذا هدفه استمالة القيادات المدنية التي تتخوف من عودة الكيزان على ظهر الجيش ، ومغازلة للعالم الحر بأنهم ضد حكم العسكر ، ومع المدنية . 

هذا الادعاء تكذبه كل افعالهم السالبة ، فحميدتي كان جزءا من المنظومة العسكرية سياسيا وهو الصوت الاعلى فيها ، بقوة السلاح ، الذي جعل اعناق اكنر الضباط تنحني لتحييه ، بل هو بجانب كونه نائب رئيس مجلس السيادة كان هو الموقع على كل الاتفاقيات مع المدنيين ومع الحركات المسلحة في اتفاق جوبا ، وحتى الإطاري .  

لم نسمع له صوتا طيلة اربع سنوات ظل فيها حميدتي هو المتحدث باسمهم والموقع نيابة عنهم والحاضر في كل جلسة .  

والغريب ان ينخدع سياسيون ومفكرون كما يدعون بهذا الغش وهذا الخداع ، ولايزال فريق منهم يحلم ان يحقق لهم الدعم السريع النصر او التوازن السياسي ليعودوا للصدارة من جديد ، وهم وخيال مريض . 

يجب ان يدرك كل من وضع املا في الدعم السريع أنه قد خرج وللأبد من الحياة السياسية والعسكرية وطال الزمن او قصر ستنتهي الحرب ومعها احلام هؤلاء الحالمين . 

ولكن السؤال هو لماذا تساوي دول غربية كثيرة وحتى امريكا بين الجيش والدعم السريع ؟ ولماذا تفرض امريكا عقوبات متساوية على الطرفين ؟ 

ربما يكون الظاهر من العملية ليس كباطنها ، نعم يتخوف الكثيرون من نصر للجيش يعود وعلى ظهره الإخوان المسلمون ، ومنهم أمريكا التي ترى أن دعم الجيش قد يصب في مصلحة  الإخوان المسلمين ، وتعود الأمور إلى ما قبل 2019م . هذه حقيقة لكن هناك أمر آخر يجعل من امريكا ولمصلحة اوروبا تعامل الدعم السريع معاملة الند للجيش وهو خدمات الدعم السريع لهم  التي تتمثل في وقف الهجرة عبر الصحراء للمهاجرين غير الشرعيين الذين اوقفتهم قوات الدعم السريع وقطعت عليهم الطريق لأوروبا ، وهي خدمة مدفوعة الثمن ، يسأل عن أموالها حميدتي والبشير .  

لكن لا يمكن لامريكا ان تدعم وتساند الدعم السريع مساندة كاملة لانها ببساطة غير مرتاحة لنشاط شركاته وشراكتها مع روسيا التي تشتري الذهب منهم مما مكن روسيا من بناء احتياطي من الذهب امن لها امكانية الصمود في حربها ضد اوكرانيا التي هي في الحقيقة حرب ضد الولايات المتحدة . 

لذا كانت شركات التعدين لحميدتي واسرته هي أولى الشركات التي طالتها العقوبات الأمريكية ، وكأنها كانت تبحث عن ذريعة لتعاقبها ، فوجدت ضالتها أخيرأ . 

ولنعود لسؤال مهم ؟ ماذا لو انقلبت الموازين لصالح الدعم السريع ؟ وانتصر على الجيش ؟ هذا السؤال يمكن عكسه ايضا : ماذا لو انتصر الجيش ؟ 

الاجابة ليست طويلة وتتلخص في ان انتصار الدعم السريع هو الذهاب بالوطن للمجهول حرفيا . ليس هذا تخمينا ولا ضربا من الخيال ، ولكنه الحقيقة . أن يستلم الدعم السريع السلطة فكأنك سلمت بيتك وأهلك لجاهلين ورعاع ليديروه ويربوا أولادك ، فلا تظن أن من يخطط لحميدتي هو الذي سيحكم من ورائه ، وأن الدعم السريع سيكون حارسا للحكم المدني ، وينسحب من الحياة السياسية .  

أما انتصار الجيش فنعرف مآلاته وهي وإن كانت كبيرة إلا أنها أقل فداحة من انتصار الدعم السريع ! والمتوقع هو انتصار الجيش وتصفية الدعم السريع وعودة الإخوان المسلمين من خلف البرهان ، هذا هو المتوقع . 

وستصحب العودة حملة شعواء على المعارضين تماما مثلما حدث في اول الانقاذ ، لكن سيتحول الأمر في النهاية الى صراع بين البرهان و الإخوان المسلمين ، نفس الانقسام القديم الذي كان بين النميري والشيوعيين ، وبين البشير والترابي . 

وهذا الصراع سينتهي بضرب طائفة من الإخوان المسلمين وبقاء اصحاب المصالح مع البرهان . 

ونعود من جديد لنبدأ النضال ضد الدكتاتورية وحكم العسكر . 

كأنك يا ابوزيد ما غزيت . 

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. لماذا يساوي الغرب ؟؟ لان الغرب ومخابرات الغرب تعلم علم اليقين -ولديها ما يثبت ذلك- ان الدعم السريع خرج من رحم القوات المسلحة وان حميدتي هو حمايتي ، وان الحيش درب وسلح واشرف علي توسع وتمدد الدعم السريغ وان الجيش والدعم السريع مؤسستان من ذات المنبت والمنتهي …
    وان قائد الجيش ونائبة قائد الدعم السريع ترجع شراكتهم الدموية الي لحظة التأسيس والميلاد وقطع الحبل السري فى دارفور ،
    إنها شراكة الدم بين رب الفور ومدمر دارفور ….
    هذه من الابجديات التي لا تمحوها اكاذيب وبلبلطة الجربندية والحبرتجية مهما تذاكوا وتظاهروا بالاصابة بفقدان الذاكرة … ومن منا سوي الكيزان لا يذكر دفاع الجيش وقادته المستميت وحرصهم علي تلميع وتبيض سمعة آل دقلو الجنجويد …
    الادلة متوفرة ومبذولة لمن يلقي السمع ولا يتظاهر فجأة بالغيبوبة والسياسية والاخلاقية!!؟؟

  2. وتستمر ساقيتنا في الدوران.. اكيد هناك حل يوقف دوران الساقية السخيف لكن الجميع يستعجل السلطة ليمكث فيها بعض الوقت ثم يذهب الي سجن كوبر او الي مذبلة التاريخ كأنه مجبور على السير في هذا الطريق وفهمنا لهذه النقطه هو الذي سيقودنا لاستنباط الحلول المنقذة للبلد.واحد من هذه الحلول هو كيفية خلق توازن قوي يقود لتحول ديموقراطي فالثورة وحدها لا تحقق هذا التوازن وتجعل الثوار يشعرون بانهم الاقوى وبالتالي ينحون منحي الديكتاتورية ولا اريكم الا ما أرى.

  3. صدقت في كل كلمة في هذا المقال . علي الشباب ان يبدأوا من الاعلان العودة بالثورة لتبدا من المريع الاول .

  4. الم يكفي ما فعلته القوات المسلحة من جرائم الا تكفي جرائمها في جميع بقاع السودان لا تكونوا جبناء تضيعون الوقت في عقد مقارنات وتفاضلو بينهم وبين الكيزان او تقارنوهم بالجنجويد فإجرام هؤلاء نقطة في بحر اجرام مؤسسة كان من المفترض تقوم عليها الدولة هل نحن شعب من الهوانات هل هانت علينا انفسها لهذه الدرجة وإن نسينا او تناسينا كل جرائمها هل ينسى انسان حر ونزيه وصاحب كرامة ما حدث امام بوابات القيادة العامة هذا الجيش غارق من اخمص قدميه حتى اعلى شعرة في راسها الفارغ في خيانة هذا الشعب والعمالة للخارج وكراهية هذا الشعب هذا الجيش منذ تاسيسه يخوض مؤامرات الغير لتفتت واغراق ارضنا وقتل شعبنا وتقسيم بلادنا ويستأجر الجنجويد للقتال نيابة عنه لجبنه هذا الجيش عاش ومات في المؤامرات هذا الجيش يخوننا وبصورة واضحة لا تحتاج لاي مقاربة حتى يفهمها العامة يجب ان يحل هذا الجيش اليوم وتسريح جميع ضباطه الآن وليس الغد مهما كانت المخاطر التي تواجه البلاد فهذه المخاطر لن تنتهي بل ستزداد يوما بعد يوم وهذا الجيش موجود هذا الجيش هو أكبر خطر على هذه البلاد لانه ميت متعفن ومتحلل وينشر الامراض في كل مكان واكرام الميت دفنه لماذا تحتفظون بجثة لا طائل من وجودها غير نشر الامراض ولا تشغلوا أنفسكم بالكيزان او الجنجويد فما هم الا احدى تلك الامراض التي نشرها هذا الجيش مجرد جرثومة تموت بموت حاضنها افعلوها قبل ان يخرج سرطان من هذه الجثة يقضي على الأخضر واليابس الستم مسلمين فأكرام الميت دفنه ولا يأتي احدكم ليقول ما هو البديل منذ متى كان لميت بديل هل عندما مات والد احدكم سأل عن البديل قبل دفنه واياكم وانتظار الوقت المناسب فلن يأتي ولايوجد وقت مناسب لدفن ميت اتخذوا القرار ادفنوا هذا الجيش ولنقلب صفحته ونرى ما بعده

  5. عزيزي دكتور /زاهد سألت وقلت :
    ((لماذا يساوي الغرب وأمريكا بين الجيش والدعم السريع ))
    وكأنك تعرف الإجابة علي سؤالك الإستنكاري للغرب وأتيت بالرد :
    ( والدعم السريع شارك قيادة الجيش هذه في كل جرائمها من قتل المتظاهرين وقنصهم ، والمشاركة الميدانية في قتل الشباب أمام بوابات القيادة يوم العيد ، بل كانت قياداتهم على علم ومباركة ومشاركة في هذه المجزة البشعة . )
    دكتور لم تأتي بجديد وكأنك تريد تجريم الغرب علي ما يفعله الجيش السوداني وأبالسة السياسيين السودانيين . قلنا لكم من يريد للسودان الخير عليه فاليدعو بوقف الحرب فنهاية السودان هو إنتصار احدهم علي الآخر .

  6. مع الأسف هذه الحرب اثبتت ان الإنسان السوداني الذي ينحدر من مثلث حمدي يفضل حكم الكيزان لا لشئ الا لانه صناعة هذه المنطقة الجغرافية التي ينتمي هو إليها برغم كل الاجرام و النفاق الذي مارسه الكيزان الا انه يفضله ضد كيان الدعم السريع و الذي يحلو له ان يصفه بما شاء من الأوصاف القبيحة و افتراض انهم سيكونون أسوأ من المجرمين المنافقين الكيزان تعنصرا من عند أنفسهم عنجهية و تعالى عرقي. يا لكم من ضائعين يرثي لحال هويتكم المشوهة اجيال وراء أجيال في بيئة لم يتاح لها التطور التدريجي عبر الازمنة حتي تكون في وضع حضاري معقول سواء للمثقفين او العامة من السوقة و الدهماء

  7. لا يتكلم في الجيش الا منافق .الجيش يعني الموت للاعدا .
    الاعدا للجيش اجانب وليسوا من الشعب الذي ينحدر منه الجيش .
    لو انفقتم ما في الارض جميعا لن تالفوا قلوب الناس .
    لكن بالتدريب الجيش تتالف قلوب افراده
    هذا زمانك يا مهازل فامرحي

    1. الجيش يعني الموت للاعداء ههههههههه 2 مليون في جنوب السودان من الاطفال والنساء كانوا اعداء 300 الف في دارفور وحرق قراهم كانو اعداء ، غرق حلفا وترحيل الحلفاويين وغمر اثارثهم لانهم كانو اعداء ؟؟؟ التأمر على المعتصمين أمام بوابات القيادة العامة وقتلهم بدم باردم واغلاق بوابات القيادة على من نجى من المحرقة لانهم كانو اعداء ؟؟؟؟ الصمت عن احتلال الفشقة وحلايب وشلاتين لأن سكانها كانو من الاعداء؟؟؟ جلب الجنجويد ومحاصرة الخرطوم بهم لقتل الثوار السلميين لان الثوار كانو اعداء ؟؟؟؟ هذا زمانك يا مهازل فامرحي فالكثير من ابناء السودان اصبحوا ناقصي شهامة ورجولة ويرفضون الحق و الحقيقة وإن كانت بحجم الشمس هههه يا لكم من منافقين وناقصي رجولة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..