نظام بيته من زجاج لا يحصب الاخرين بالحجارة

طالب بعض كتاب الأعمدة في صحافتنا الصادرة اليوم الحكومة السودانية بإدانة أحداث الحرس الجمهوري والتي راح ضحيةٌ فيها عدد يزيد عن50 شخص إضافة لعدد كبير من الجرحي . ونحن هنا نطالب بالتحقيق الشفاف والدقيق ومحاسبة المتسببين وفق القانون مع حفظ كامل حقوقهم في الدفاع عن أنفسهم لأن مثل هذه التصرفات إن مرت دون عقاب ربما تزيد من إشتعال نار الفتنة وتبرر العنف لأناس أصلا هم متحفزون لذلك . ولكن حكومة السودان لا تستطيع أن تدين مثل هذه التصرفات لأن إن كان بيتك من زجاز فلا تحصب الأخرين بالحجارة فالبلدان تاريخيا يتشابهان في قتامة وسواد سجلهما في حقوق الإنسان . بيد أن النظام الحالي في مصر مدنيا ببزة عسكرية حسب طلبات الثوار وإلي حين قد لا يتجاوز العام هذا إن بلغه حيث صدرت عدة مراسيم لتعديل الدستور خلال أربعة أشهر ونصف وإجراء إنتخابات حرة نزيهة بعد ستة أشهر مع التأكيد علي عدم إقصاء أحد وأن نتيجة صندوق الأنتخاب هي الفيصل وهي التي ستحدد من سيحكم مصر في مستقبل الشهور القليلة المقبلة .أما النظام في السودان فيختلف لأن نشأته إنقلابا عسكريا علي حكومة مدنية منتخبة دون ثورة شعبية تلبية لرغبة حزب سياسي واحد ومنذ ذلك اليوم البلاد تعيش تحت وطأة نظام أحادي ظل مستأثرا لنفسه بالثروة والسلطة لربع قرن من الزمان ومازال رئيسه يحلم بالترشح من جديد.
نظام حائز علي أعلي الدرجات في الفساد و المحسوبية والفشل المريع. نظام جمع شذاذ الافاق من الانتهازيين والنفعيين الذين يزينون لولاة الأمر كل فعل قبيح علي أنه فتح إلاهي لولا كرامة وبركة المسئول لما كان سيحدث ما حدث وما كان سيتم ما تم من إنجاز . فيا أيها الذين تنادون أهل الانقاذ بإدانة هذا او ذاك من قبيح الأفعال والأحداث التي تقع في محيطنا العربي أو الإفريقي كان الأجدي والأنفع أن تنصحوهم بالرحيل قبل أن يدركهم طوفان جماهيرى هائل تتصاعد وتيرته وتعد له العدة بعزم وقوة أكيدين . حيث لم يبقي من أبناء شعبنا من يساند هذا النظام أويتعاطف معه في أن يبقي . لكن القائمين علي أمره يجهلون كثيرا من ما نعلم. ولو كانوا يعقلون قليلا لما غفلوا عما يصلح حال الناس ويجمع شملهم. حيث ظلوا يعتلون المنابر لا خيرا قالوا ولا صمتوا ويتحدوننا بإسم الدين ونحن اكثر قربا إلي الله منهم بما صبرنا علي ظلمهم وبما جأرنا بالدعاء عليهم وبما خطه بنانا نصحا تستقيم به قناة كل معوج.