بيان الجبهة السودانية للتغيير حول الاحداث في مصر

الجبهة السودانية للتغيير
بيان حول الأحداث في مصر

تابعنا في الجبهة السودانية للتغيير بكل حرص واهتمام ما دار على الساحة السياسية المصرية من تطورات هامة نحو استكمال مسيرة ثورة الخامس والعشرين من يناير، التي سطرها الشعب المصري بدمائه وعظيم تضحياته، لازاحة أعتى الديكتاتوريات استبداد وطغيانا في العصر الحديث، ليثبت مقدرته في وطنية وتجرد على بلورة مستقبل بلاده، مستشرفا حقوقه الديمقراطية الكاملة.
إن الشباب المصري الذي تسلح بالوعي الثوري والنضالي قد أثيت للعالم الحر بأنه القوة الوحيدة التي بوسعها ايقاف المخططات الظلامية التي تستهدف ثورته، وتعطل مسيرتها للمضي نحو غاياتها. وقدم في ذات الوقت البدائل الفعلية لتصحيح المسار الديمقراطي، ومرجعيته في ذلك هي جماهير الشعب المصري صاحبة السلطة الحقيقية، والتي عبرت عن إرادتها الحرة في الثلاثين من يونيو 2013م. وقالت لا بالصوت المسموع لنظام المرشد الأخواني الذي اختزل الدولة المصرية ومؤسساتها في جماعته.
إن انحياز القوات المسلحة لمطالب الجماهير، وأخذها زمام المبادرة للمحافظة على الدولة المصرية وسلامة أراضيها وحفظ أمن مواطنيها، لم يتم بمعزل عن ممثلين لجماهير الشعب بكافة قطاعاتها المدنية والدينية والشبابية والسياسية، الأمر الذي أسقط كل الدعاوى التي اعتبرت أن الذي حدث من تغيير سياسي هام في مصر هو إنقلاب عسكري على الديمقراطية والشرعية الدستورية.
نحن في الجبهة السودانية للتغيير ولايماننا المطلق في حق الشعوب للدفاع عن مصالحها وحماية أمنها وسلامة أراضيها نؤكد الآتي:
أولا: إن نتائج صناديق الانتخابات باعتبارها الوسيلة الوحيدة لاسناد السلطة السياسية لمن يمثل الشعب، ويحكم باسمه، هي عقد وكالة سياسي بينه وبينها، ومن حقها فسخ هذا العقد متى ما أخل من أسندت إليه المسؤولية ببنوده المتفق عليها بناء على برنامجه السياسي.
ثانيا: أن الشرعية الدستورية ليست غاية في حد ذاتها، ومن يتمسك بها عليه الاحتكام إلى شروطها ومبادئها وقيمها ومعاييرها، لا أن يستخدمها وسيلة لتمكين فئة بعينها ومصادرة الحياة السياسية لصالحها لاقصاء الفئات الأخرى منها.
ثالثا: إن المد الجماهيري العاتي الذي أذهل العالم، يعتبر استفتاء حقيقيا لسحب الشرعية لمن اسندت إليه، ولا أحد ينازع في أن الاستفتاء الجماهيري هو أحد أهم آليات الديمقراطية التي تعبر عن إرادات الشعوب، وحقها في أخذ زمام أمرها بيدها لتقرر مصيرها.
رابعا: ما حدث في الثلاثين من يونيو يعتبر أبعد من ثورة شعبية لتصحيح المسار الديمقراطي داخل مصر، بل شكل هذا المد الجماهيري تهديدا مباشرا للمصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية للغرب الذي يسعى للهيمنة الامبريالية لتكريس سياسة التبعية المطلقة عن طريق وكلائه لتحجيم دور مصر باعتبارها حلقة هامة ومؤثرة في المنطقة.
خامسا: إن الذي حدث في السودان من إنقلاب على الديمقراطية في العام 1989م، على يد تنظيم جماعة الاخوان المسلمين الذي أسقط الدولة القطرية، واستعاض عنها بتقسيم الدول إلى ديار سلام لمن والاهم، وديار حرب لمن وقف ضد مخططاتهم، كان الملهم والموجه لسياسة الأخوان المسلمين في مصر، لتطبيق فقه التمكين الاقصائي، لاختطاف الدولة المصرية.
سادسا: أثبتت التجربة العملية أن منهج الاخوان المسلمين وممارساتهم، هي ضد مصلحة الشعوب التي ينتمون إليها، بل ضد مصلحة أوطانهم نفسها، والدليل على ذلك، ما حدث في السودان علي مدار الأربعة وعشرين سنة الماضية من تدمير لكل مقومات الدولة، وتقسيمها جغرافيا واجتماعيا.
سابعا: قرر الشعب المصري بأن لا يسمح بالاستبداد والطغيان والتمكين أن يستمر، فجاءت استجابة قواته المسلحة صدى لصوته العالي، مما يؤكد وطنيتها وانحيازها لشعبها الذي أقسمت على حمايته ضد كل من يهدد أمنه ووحدته واستقراره.
وعليه نحن في الجبهة السودانية للتغيير، نعتبر أن ما حدث في مصر هو ثورة شعبية تصحيحا وامتدادا لثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، وفي ذلك نعلن تضامننا اللامحدود مع شباب وشعب مصر بمختلف انتماءاته وطبقاته وطوائفه الدينية ضد العنف والاغتيالات والتخريب واستهداف الأفراد العزل وتدمير المنشآت الذي تمارسه جماعة الأخوان المسملمين. فالعنف والارهاب هما سمة متلازمة للتنظيم العالمي للأخوان المسلمين، لأن أفكارهم وممارساتهم لا تزدهر إلا في أجواء العتمة ومصادرة الديمقراطية ومكتسباتها.
عاش كفاح الشعوب ذات المصير المشترك

الجبهة السودانية للتغيير
9 يوليو 2013م

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..