الحلو وما بين الخطرين..!!

الحلو وما ادراك ما الســــــكر، نعـــم السكر الحلــو الطعم، ذلك الابيض النشوان ،حين تذوب جزيئياته ويصبح لكل مشروب يتخلله طعم مستساق
السكر له نتغنى سكر سكر ، وجميلة حقا تلك التى تقارب السكر مـــــذاقا وغلاءا وحق للسكر ان يتعزز بيننا ويترفع ويتمنع بين الاســــواق، فــلا يمكنك ان تبلغ حلاوته الا عبر مرارة سعره.
الاسواق تتكدس بالسكر ورغم ذلك ترفــع ترمومتر المـــرارة ، للباحثين عن الحلا فى اسواق الغــــلا، وكل ما هو مرغـــوب مطلــوب تفيض به مستودعات الجشع ،وبين ايادى الطمع خلف سياج الاحتكار ، ورمضان مناسبة لمثل هولاء لنيل مبتغاهم فى الاغتناء على حساب غيرهم.
صعبة هى ايامنا بدون سكر ، خاصة فى دنيا السودان، فلا طعــم للحياة بدون سواطة سكر زيادة حتى يصل الى مرحلة الدوخان ،بين عصائرنا الممزوجة الى حد الثمال بهذا الحلو الى درجة عالية من التشبع ، فنحـــن شعب طيب (الاعراق) اقصد طاعم الاعماق.
ورغم اننى لست من عشاق المسكرات ،اعنى الاطعمة المتخمــة بالسكر حتى الاشباع ، جلست ذات مرة مع اصدقاء من الجنسية التركية ،وكانوا دائما ما يتندرون معى عن السكر السودانى المبالغ فيه ،فقال لى احدهم وهو يحضر لى كاسا من الشاى: اتحب سكرك تركى ام ســـــودانى ؟؟
فقلت ممازحا : السودانى لازم سكرو سودانى !!
فالاتراك وكثير من الشعوب درجوا على تناول الشاى او المشروبات مع سكر خفيف جدا ، ونحن فى الاتجاه المعاكس لهم تماما.
كعادتنا التى الفناها نتناول الشاى بكميات من السكر المبالغ فيــه، وهكذا اصبحنا سكرا يمشى على الارض ، وكما قلت لكم نحن شعــــب حلـــو طاعـم ولا نحب (المساخة).
من البديهى فان مفتاح التــذوق ،يكمن فى اللسان الســودانى المتيم جـــدا بالسكر،فنحن قبل ان نستطعم الشاى،نسارع للاستطعام بالحلاوة الـمذابة فيه اولا ،وقبل مذاق القهوة لابد ان نسبقه بالتأكد من كمية السكر المذاب فيها وهكذا
فكلما نكثرمن تناولنا للســكر، فنحن نحتاج للمــزيد منه ، لنرضى حاستنا الكمبيوترية المدللة الكامنة فى لساننا الطاعم جدا ،وهكـذا ندفع المزيد من المال والمزيد من الصحة ، من اجل اقتناء ذلك الاكسيرالحلـــــو الابيض العجيب، مهما كان الثمن ، ومن هنا تنتفخ جيوب المستغلين امــام ضعفنا وحاجتنا الملحة للسكرالذى ادمنا تعاطيه بكميات كبيرة.
نحن بين خطرين مع هذا الحلو، اما الخطــر الاكبر فيكمن فى طـــريقة استهلاكنا له بكثرة، والخطر الثانى ندرته المفتعلة من الاســواق يرغمنا الى دفع المزيد من الاموال لاقتنائه، وبصراحة ومن غير زعل المافيـهو خير فراقوا اخير انها دعوة مفتوحة للتمرد ضد السكر ورمضان كريم.
[email][email protected][/email]