ثقافة الإعتذار عند لحظات الإحتضار !

الرئيس البشير ..إستسمح كل من أخطأ في حقه ..وهو يخطو نحو بوابة غرفة العمليات التي دخلها لإجراء عملية جراحة الحلق في وقت سابق..بالمملكة العربية السعودية لظنه أن ملك الموت قد يكون منتظراً إياه في الداخل وقد لا يخرج سالماً خاصةً وأن الكثير من التكهنات قد تضاربت حول طبيعة مرضه إن كان ورماً حميداً أو خبيثاً..!
عدّت العملية على خير .. فالأعمار بيد الله ..وعاد الرئيس ولكنه نسى في تلك الغرفة ذلك الإعتذار مع ما أستخرج من حلقه الذي تعافي ..وكنا نظن أنه سيخرج ليحيل ذلك الأعتذار الى شكر لله وحمداً له على السلامة ..فيصدر بياناً للشعب يعلن فيه التنحي ويطلب الغفران من العلي القدير على ما أرتكب في حق هذا الشعب !
ولكن يبدو أن حب السلطة في لحظات ضعف العافية هو خلاف الهيام بها في ساعات كمالها ..وهذا ما يجعل الحاكم ينسى ما أرتكبه من أفعال في حق الكثيرين بمختلف الدعاوى التي جاء هو نفسه و أرتكب نقيضها مبدأ وممارسة..!
أعدم النظام عدداً من الضباط في رمضان الأول بعد إنقلابه على الشرعية دون محاكمة.. اليوم يعتق مجموعة من مرتكبي ذات الفعل وينتزعهم من يد عدالته المروضة قبل أن ينتظر قولتها فيما ما إرتكبوا فإن هم نالوا البراءة ..نقول يحيا العدل .. وإن أدينوا ورفع امرهم لرأس الدولة .. فله أن يستخدم نظرية الرحمة فوق العدل ..أما وقد أطلق سراحهم أو بعضهم من منطلق جودية القبائل التي وعدها الرئيس بان الجماعة سيقضون رمضان في بيوتهم ، مثلما وعد الحاجة والدة الراحل مجدي محجوب ..قتيل العملة التي بات سوقها على برندات المحلات فيما بعد ..فكان الأجدر بالرئيس ونظامه أن يعتذروا لأهل الضباط
(الثمانية والعشرون )
ومن معهم من ضحايا تلك المذبحة الشنيعة ..وكذلك إعادة الإعتبار لأرواح مجدي وجرجس وأنجلو ونحن نعلم أن شبابهم لن يعود ولكن ذلك على الأقل قد يجفف من دمعات أهلهم معنوياً أذا أنها من الناحية المادية لم يعد فيها بواقي !
فكبريات الدول إعتذرت لشعوبها أو لدول أخرى إرتكبت في حقها مذابح كان لها دوافعها ولا نقول مبرراتها في زمان بعينه..فلم تكابر حينما أيقنت بحكم تغير الظروف إنها كانت مخطئة في تقديراتها !
فمن يأمن للزمان ..كمن يضمن لنفسه الخلود وهو أمر مستحيل ..فالمرء بين ليلة وضحاها قد يتحول من سرج السلطة الى برش السجن .. فكم سخر حاكم من آخر وهو في قفص الإتهام وما لبث ان لحق به !
الآن النظام كله وليس رئيسه فقط في سكرات الموت وفراش الإحتضار ..قد يكون ذلك متى ما يقول له الله كن.. ومتى ما إكتلمت دورة الغضب الشعبي التي تجول في الصدور وهي لطالما وسعت كل ذلك الصبر المر على تخبط السلطة التي قالت أنا ومن بعدي القيامة وفيها ايضاً سألتقيكم ..لما لا.. وأنا أملك تفويضاً يخولني بعدم الإعتذار لكم فيما فعلته في دنياكم ..فهل نتعشم أن يعتذر لنا حكام دنيانا يوم نقف جميعاً أمام حاكم آخرانا الأوحد.. وساعتها هو من نفوضه في أمرهم وأمرنا..
إنه المستعان ..
وهو من وراء القصد..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا اخ برقاوى .. هل لديك اى سبب للأعتقاد ان ايا من اهل ألأنقاذ – حكام دنيانا – لديه مثقال ذرة من ايمان بقدوم “يوم نقف فيه امام حاكم اخرانا ألأوحد وهو من نفوضه فى امرهم وامرنا” ؟

  2. انت مصدق انه كان في انقلاب
    الحكاية مسرحية من أولها الى آخرها
    ديل اولاد حفرة واحدة بس بيستخفون بعقول اهلنا البسطاء
    ربنا يرحكم برحمته الواسع يا سودان

  3. إكتلمت دورة الغضب الشعبي التي تجول في الصدور وهي لطالما وسعت كل ذلك الصبر المر على تخبط السلطة التي قالت أنا ومن بعدي القيامة وفيها ايضاً سألتقيكم.
    ابا ماهر..رمضان كريم ،،،،الكيزان وفى نشوتهم بالتمكين وحينما كان ناموسهم يتطاير والدنيا اقبلت عليهم بثديها ،،،،اطلقوا قولهم المشهور : الزارعنا يقلعنا ونحن ما بنسلمها الا عيسى. … وغيره من الترهات. متناسين الحى الدائم ذى الحول والطول المذل الخافض القهار المهيمن الجبار المتكبر القائل ( قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء..)……
    لااعتقد انهم سيلتقون ن الشعب الفضل فى القيامه. …منو القال ليك نحن بنخش جهنم. — كفايه. علينا. المسلطين علينا بخطايانا … ياخى ديل. قيامتنا قامت معاهم فى الدنيا…ص

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..