الفكي الانقلابي. هل ما زال في التخشيبة؟

المحاولة الانقلابية الاخيرة، كان من ضمن معروضاتها امام المحكمة (فكي و جدادة ميتة وكبّوت عربية) حيث جاء في حيثيات المحكمة واعترافات المتهمين، أن الفكي قد امرهم ان يأتوا بدجاجة صفراء قبيل ساعة الصفر الا ان الدجاجة قد اسلمت الروح الى بارئها وهي ما تزال بعد في كبوت سيارة احد ضباط المحاولة الانقلابية. واستمرت محاكمة المتهمين الى أن تم الافراج عنهم جميعاً وآخرهم صلاح قوش بدعوى عدم وجود ادلة دامغة، الا أننا وللدهشة لم نسمع حتى كتابة هذه الاسطر عن ما آل اليه مصير (اخونا) الفكي الذي يستحق البراءة كما استحقها غيره. فهو حسب معلوماتي المتواضعة في قانون المشروع الحضاري، برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب، لأنه وصف وصفة طبية لأحد مرضاه وهي عبارة عن جدادة او دجاجة، وما حدث ان الطرف الثاني لم يحسن استعمال هذه الوصفة، فماتت الجدادة في الكبوت، فبأي وجه حق يتحمل الفكي خطأ غيره ويلزم التخشيبة؟
يحكى أن المرحوم وردي كان معتقلاً في سجن كوبر في ايام حكم المرحوم نميري، وكان الفنانون قلقين جداً على وردي ولا احد منهم يستطيع أن يطلب من الرئيس أن يعفو عنه. وفي احدى حفلات المسرح القومي، والتي حضرها الرئيس نميري، كان المرحوم ابو داؤود من ضمن الفنانين، حيث ابدع في تلك الليلة ابداعاً طرب له نميري وطلب منه اعادة احدى الاغنيات. واثناء فترة الاستراحة انتهز ابو داؤود الفرصة ليطلب من الرئيس ان يفك اسر وردي، فدنا منه ودار بينهما الحوار التالي
– يا سعادة الرئيس
– ايوا يا ابو داؤود
– محمد وردي
– تغيرت ملامح الرئيس وقال له منتهراً: مالو؟
– ما تعدمو وتريحنا منو يا سعادتو.
اما نحن فنهمس في اذن البشير قائلين:
– الفكي
– مالو
– ما تفكو زي ما فكيت الجماعة، اصلو الدنيا رمضان واولادو راجينو.
قسما ان الجدادة اشرف من كل حثالة المؤتمر
هو بس اللى فضل ما برح وما فتأ وما انفك هو الفكى براهو؟ الجداده اندفنت! الكبوت انفتح ولآ لسّه مقفول!! مو هيك؟
ورحم الله الراحلين العزيزين عبدالعزيز داؤود وعلى المك فى الفردوس ألأعلى بين الشهداء والصديقين..