الحركة الشعبية تلعب بالنار

الرأي23
الحركة الشعبية تلعب بالنار
أ.د.الطيب زين العابدين
لقد استغلت الحركة الشعبية أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق منذ الثمانينيات ليحاربوا معها ضد حكومة الخرطوم، بحجة إنهاء تهميش المناطق غير العربية وإقامة السودان الجديد على أنقاضها، وفعلت ذات الشيء مع التجمع الديمقراطي الوطني في مطلع التسعينيات حين تحالفت معه لمعارضة نظام الإنقاذ من أجل إسقاطه وإحداث التحول الديمقراطي في البلاد، واستغلت أحزاب المعارضة الشمالية مرة ثانية بعد توقيع اتفاقية السلام لتقف معها ضد تعنت المؤتمر الوطني في الوفاء ببعض متطلبات اتفاقية السلام الشامل التي تخص الجنوب، وقبلت أحزاب المعارضة ذلك الاستغلال تسليماً بضعفها وأملاً في الاستقواء بالحركة ضد خصمها المؤتمر الوطني الذي لم تستطع إزاحته عن السلطة أو مشاركته فيها. وفارقت الحركة الشعبية كل تلك القوى الواحدة بعد الأخرى دون توديعها بإحسان حين اختلفت مصلحتها معهم بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل مع المؤتمر الوطني، وقال أحد قياديي الحركة معلقاً على تبرم بعض قيادات التجمع بتنكر الحركة لهم: إن الحركة الشعبية لا تحارب في معارك الآخرين..!! وهي الآن تقدم على أكثر تكتيكاتها خطورة وفي الوقت الخطأ حين تحتضن وتأوي بعض الفصائل المسلحة من أبناء دارفور «حركة العدل والمساواة وفصيل مني أركو في حركة تحرير السودان» التي تنوي استمرار العمل المسلح ضد الحكومة المركزية من حدود آمنة قريبة تجد فيها التسليح والتموين والتدريب والاتصال بوسائل الإعلام وبالعالم الخارجي. والحجة التي تقول بها الحركة تبريراً لذلك الفعل الخاطئ لا تنطلي على أحد، بأنها تريد أن تسهم في حل مشكلة دارفور، والحقيقة أن الحركة الشعبية منذ أن دخلت الخرطوم في مطلع عام 2005م بعد توقيع اتفاقية السلام لم تسهم في حل مشكلة شمالية واحدة، بل انصرف كل همها إلى مشاكل الجنوب وبعض مشكلات جبال النوبة والنيل الأزرق المتعلقة بقسمة السلطة والثروة. ويعاب على المؤتمر الوطني أنه ترك الأحزاب والقوى السياسية الشمالية في العراء حتى سهل على الحركة الشعبية أن تجذبهم إلى معسكرها وتحارب بهم المؤتمر الوطني عسكرياً وسياسياً. وإن كان المؤتمر الوطني قوياً في وقت مضى واستطاع أن ينفرد بالسلطة كاملة دون مشاركة مع الآخرين، فهو ما عاد كذلك الآن واتفاقية السلام تصل إلى نهايتها، والبلاد مقبلة بعد أسابيع قليلة على انفصال الجنوب الذي تقع مسؤوليته بالكامل على الحزب الحاكم لعقدين من الزمان، وقد يكون انفصالاً عدائياً يتسبب في المزيد من الاضطرابات والنزاعات يتحمل تداعياتها الحزب الحاكم وحده، بعد أن أصبح معزولاً من كل سند داخلي أو خارجي، ورئيسه ملاحق من كافة الدول الغربية.
وتلعب الحركة بالنار وفي الوقت الخطأ لأنها اقتربت من تحقيق حلمها في استقلال جنوب السودان، ومازالت بعض القضايا الشائكة تنتظر الاتفاق عليها مع شريكها وخصمها المؤتمر الوطني مثل: استفتاء منطقة أبيي، والمناطق المختلف عليها في الحدود «جودة، جبل المقينص، كاكا التجارية، كافي كنجي، حدود الهبانية مع دينكا ملوال»، ومياه النيل، والجنسية، والبترول؛ بل وتحتاج بشدة إلى اعتراف المؤتمر الوطني بنتيجة الاستفتاء حتى يسهل عليها ذلك اعتراف بقية دول العالم باستقلال الجنوب. وكان هذا الوقت الحرج من تطبيق اتفاقية السلام يتطلب من الحركة التحلي بأكبر قدر من الحكمة والمرونة في التعامل مع المؤتمر الوطني حتى تعبر هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الجنوب بسلام، دون نزاعات مع الشمال قد تستمر لسنوات كثيرة قادمة، وتعطل بذلك مصالح حيوية للجنوب والشمال. وربما تظن الحركة أن احتضان فصائل دارفور المسلحة يعطيها كرتاً تضغط به على المؤتمر الوطني حتى يتنازل عن مواقفه «المتشددة» في بعض القضايا العالقة مثل أبيي والحدود والجنسية، ولكن الأقرب أن يكون العكس هو الصحيح، أي أن يزداد المؤتمر الوطني تشدداً في مواقفه من تلك القضايا، لأنه وجد حجة قوية ضد الحركة ستلقى مساندة داخلية وخارجية، بل قد يؤثر ذلك على موقف المؤتمر من الاعتراف بنتيجة الاستفتاء التي لن تخلو من أسباب للطعن فيها. ولن تستطيع الحركة الدفاع عن إيواء فصائل دارفور بالجنوب في أي منبر محلي أو إقليمي أو دولي، لأن ذلك يعني بوضوح موقفاً عدائياً من الشمال لا يمكن تبريره أمام القوى الداخلية أو الخارجية، فكيف يكون مدخلاً للتنازل؟ ثم إن الزمن ليس في مصلحة الحركة فالاستفتاء على الأبواب، وليس هناك ما يدعو المؤتمر الوطني للتعجل في قفل ملفات القضايا العالقة. وتأبى الحركة إلا أن تزيد الجرح غوراً بتحريك خلاياها النائمة في النيل الأزرق وربما في جبال النوبة، فقد جاء في أنباء يوم الجمعة «10/12» أن معتمد محلية الباو «حركة شعبية» قد قرر فض الشراكة مع المؤتمر الوطني في إدارة المحلية حتى تنفرد بها الحركة الشعبية، وقام بطرد مدير إدارة التربية والتعليم والمدير الطبي للمستشفى وحل لجان التطوير التي يشارك فيها المؤتمر الوطني بنسبة 55%، كما زادت تفلتات الجيش الشعبي في المنطقة.. فماذا تتوقع الحركة الشعبية من ردٍ على هذه الخطوات الاستفزازية؟ إنها بداية الشرر الذي سيشتعل جنوباً وشمالاً، وسيجد المؤتمر الوطني في الجنوب جماعات وقيادات مستعدة لمواجهة الحركة عصياناً وتمرداً وتهديداً للأمن، بل أن الجنوب أكثر قابلية للاشتعال من الشمال، وحكومة الجنوب أقل مقدرة من حكومة الشمال في إطفاء حرائق الفتن الداخلية.
إن الوضع الأفضل والأسلم لكل من الشمال والجنوب أن يتم الانفصال بصورة سلمية وسلسة تسمح بالتواصل والتعاون بين البلدين خدمة لمصالحهما المشتركة في بعض المجالات الحيوية لكلا الطرفين مثل إنتاج وتصدير النفط، وزيادة موارد مياه النيل، وفض النزاعات وتأمين التجارة والرعي عبر الحدود. وأن يرعى الطرفان العلاقات الاجتماعية والثقافية الحسنة بين شعوب الشمال والجنوب التي امتدت لمئات السنين، وينبغي لها أن تستمر أياً كانت الأوضاع السياسية في هذا البلد أو ذاك. ويتطلب هذا الوضع الأفضل أن يحرص عليه الطرفان، ولا يدخل أي منهما في مغامرة غير محسوبة ضد الطرف الآخر، فيفسد العلاقة القائمة ويفتح الباب لردود فعل غير متناهية. ولا ينبغي للحركة الشعبية في هذا الوقت الحرج من تاريخ البلاد، أن تلعب بالنار، فقد تكون الأكثر تضرراً منها..!!
الصحافة
لا للاصطياد فى المياه العكرة. ومنذ متى كانت حكومتك حريصة على أهل الهامش (جبال النوبة والنيل الازرق).
و ألم يلعب المؤتمر بالنار؟لعب لماتعب.
قلوبنا على السودان وارجو ان يكون قلب كل السودانيين على السودان0 كتب الدكتور عن استغلال الحركة لنفر من الشماليين فى حربها وبعد اتفاق السلام هذا يدل على غباء السياسيين الذين يساندون الحركة وهم الان اصبحوا كرت محروق بالنسبة للحركة . تم استغلالهم واستغلال الغباء المفرط من الاحزاب السياسية . والغباء الاخر سيكون من الحزب الحاكم اذا تم تاجيل استفتاء ابييى لانه سيكون شرارة الاختلاف وسيكون للجنوبيين دولة مستقلة لا يمكن دخول اى فرد من جيش الشمال وللجنوبيين الحق فى الدفاع عن اى جزء من ارضهم اذا اعتبروا ابييى جزء من دولتهم الوليدة نسال الله التوفيق
احسب أنك لن تجد اليوم يا "بروف" التعليقات المهولة كما تعودتها مقالاتك خصوصا من الطرف المستضعف من قبل المؤتمرجية سيما هم الأعلى صوتا والأقل "رمادا" بسبب سياسات الجبهة. ومهما يكن فإن نلت تجاهلا فحسب، كما ظننت، فأنت الرابح إذ يحاول قلمك أن يلعب بالنار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دعني أستأذن، (استاذنا الذي بدأ لي قلمه ولسان "أبي ذر" سيان من حيث الموت والمبعث)، لأتوغل قليلا ولن أتجاوزك بالطبع لأني لا أظنك تقف في صيحة اشعال النار عند حدود 56.
أظن اجراءات "الاستضافة لبعض عناصر دارفور المغبون" ستزيد من خلافات الجنوب ابتداء من مشار و"انت هابط".
قطاع الشمال بالحركة غير مشكوك في وحدويته وأظنه سيشجع من تحت الطاولة أي اجراء يعرقل الاستفتاء ولو ليوم واحد حتى ولو كان دعما في صالح المؤتمرجية لكنه في النهاية سيقاتل ضدهم مع ما (أو من) تبقي من الحركة.
حركات دارفور "المستتضافة" نفسها سترحب في السر بأي "حركة" (من حركات قردية) تأخر من عمر استفتاء الانفصال مادام الانفصال ليس من استراتيجة حركات (مغبونة ومغلوبة على امرها) في الأصل هدفها المركز والثأر وليس انفصال دارفور بأي حال من الأحوال.
أولاد "بمبا" أيضا سيجدونها سانحة لن تعوض وكما ساعدوا نميري في "أبا" لن يقصروا مع المؤتمرجية بحجة تزين فكرة غبية اسمها تمشيط المتمرديين الدارفوريين داخل مخابيء مملكة الخال سلفا.
ومن محفزات المؤتمرجية، لا أظن خليل-الترابي سيفقسان بيضا منتجا في الجهة الأخرى من حدود 56 فقط سيقتصر الأمر على مناوي المغضوب عليه من الاطراف "المؤثرة-المتصارعة" بسبب دخول القصر تارة أو الخروج منه تارة أخرى. فقط تبقى "للسيد باقان ومن يساند رؤيته" الاستاذ المحامي "نور".
إذن إذا كنا جميعا لا نرغب بداية اعلان الحرب لأنها لن تتوقف (بأخوي وأخوك) فالفلم كله يعد "كرتا" مدمرا (طبعا) للجميع شمالا وجنوبا لأن به محفزات للطرفين المؤثرين من طرفين مؤثرين أحدهما من الجيران والآخر داخل الحدود. وإن ألتقيا (أعنى المجموعة التي تقود جمال والمجموعة التي يقودها عرمان) في هدف يبدو نبيلا وهو عدم فصل الوطن الواحد لكن أحدهما يرغب في تدمير البلد وحرق جميع أهله ليكون أسوأ من الصومال ليصطاد عدة عصافير أما الآخر فلا يرغب إلا في بلد واحد وقوي و "ديمقراطي" لكن من دون "جبهة" و "أخواتها". طبعا أولاد بمبا ح(يقولوا للحركة بكرهوا الجبهة) وهم صادقون، و ح(يقولوا للجبهة بيكرهوا سياسة اسرائيل في تفتيت أرض المليون وبرضوا) هم صادقون.
دعونا نحن (الفريجة) أن نصلي للشريكين أن يسمحاء بانفصال سلس وجوار مسالم يقوم على منطق المصلحة ولتعلم الاطراف المشاكسة للشركين في الشمال والجنوب أن المؤتمر والحركة إلى زوال ولو بعد حين. فليطفء أولاد وبنات البلد نيرانا توشك ان تلتهم بيوتهم.
الجوكر الوحيد يا عم عابدين الذي لا أعلم استراتيجيته في هذا الظرف الدقيق بين (سلاسة الانفصال وسلاسة الاشتعال) هو أولاد "حفدة الأنبياء" أساطين المال والسياسة! ترى في أي اتجاه هم "شايتون الآن"؟
شكرا للراكوبة ولجميع الأسافير إذ جعلوا الكلام ممكنا لمن (يملك) "كيبوردا" ووقتا و"نتاً" و"طولة روح" وهو (ملك) لو تعلمون عزيز (لأنو يحتاج شوية دولارات وصحة). خصوصا لمن لا حزب له.
دمت يا ابن الدويم وسليل بخت الرضا في وطن مسالم آمن ولو في مساحة سنغافورة (بس حال مساحتها مع ضحاكاتها). ونعتذر لك وللوحدوييين "الأشقاء".
توضيح: "قلة رماد" المعارضة تورية مراد معناها القريب قبل البعيد سيما وغالبيتهم لا يشعل حاليا ما يولد رمادا. التحية للإمام الصادق والسيد الميرغني والأستاذ نقد وآخرين يرغبون في حل الجماهير ونقول (بخ بخ) وساء بيع "المكنكشون" فهذا عصر الجماهير يتقدم ولا يتأخر.
اذا انت اكرمت الكريم ملكته واذا اكرمت اللئيم تمردا
يا استاذ ويا دكتور بدل ما قاعد تنصح في الحركة البتحارب فيك
بدل التهديد والوعيد كان عليك بتقديم النصح لأخوانك الجبهجيه- لان القتره القادمه ها تكون بالنسبه للشمال السوداني سنوات عصيبه وكبيسه- فسوف تْدداد الضغوط خارجيا وداخليا علي النظام وربنا يكون في عون المساكين من اهل بلدنا الطيبه
يا جماعة انتو ما نتعرفو حاجة اسمها التوبة…الدكتور الطيب زين العابدين تاب من الحركة الاسلامية من زمان بدليل انه لا يتولى اي منصب دستوري وازيدكم بأن كل عقول الجبهة الاسلاموية خارج السلطة…محمد وقيع الله والتجاني عبدالقادر وحسن مكي وعبدالوهاب الافندي….ما تشبكونا جماعتك جماعتك
اتفق مع الكاتب فى الجزئية الاخيرة من المقال والخاصة بضرورة التعايش والتعاون المشترك بين الطرفين لان كما للشمال معارضة فللجنوب كدلك وبترول الجنوب يمر بالشمال ومنشئات النفط بالجنوب تبقى مهدده فور نشوب الحرب ووووو الخ فالتعاون افضل للطرفين .
الذى ( ولغ ) فى ماعون تنظيم الأخوان المسلمين لافائدة منه حتى ولو كان حائز على ( نوبل ) ! إنهم يدسون ( السم ) فى الدسم ، من كثرة كذبهم لم نعد نصدق أى واحد منهم ، إذهب بعيد عنا ياأستاذ .. أما مصيبتنا فسوف نجد لها حلاً ، أفضل اليهود ألف مرة من أحد كوادر الجبهة ولو كان ( تائباً) أرجوك أتركنا لوحدنا !