لك القيام المؤتمر السوداني

(1)

تضج الساحه السياسيه هذه الايام بحراك كبير ،سوا كان حراكا علي ارض الواقع،او بين جنبات الاسفير،فبين حركه دؤوبه في شوارع العاصمه، من وسطها وحتي اطرافهاتتزين بها ملصقات دعائيه،تدعو الي حضور الموتمر العام الخامس لحزب الموتمر السوداني ،وبين إعصار اسفيري في صفحات أعضائه ،ينادي في ذات الاتجاه ،وبين هذا وذاك مراقبين،وصامتين ومتربصين ،هذا الحراك في طبيعته يحرك ساكن برك السياسه السودانيه،ويحرج كثير من الأحزاب وقياداتها التي،ادمنت الجلوس علي كراسي الرئاسه حتي يغيبها الموت او العجز
.معروف ان حزب الموتمر السوداني حزب حديث،وفق المقاييس الزمنيه لنشوء وتشكل الأحزاب ،فهو تكون في العام 86 اي بلغ الثلاثون من عمره،وهي سن كمال الشباب والفتوة والنضج، هذا بالنسبه للبشر،اما المنظومات فهي سنين ليست بالكثيرة اذا ما قورن بأحزاب بلغ عمرها عتيا.
خلال هذه الفتره عقد اربعه مؤتمرات عامه،وقدم اربعه رؤساء،في ظاهره نوعيه يتفرد بها،عن غيره من احزاب .
الملاحظ في حزب الموتمر السوداني،طبيعه نشأته،فهو نشا وفق تحالف بين،خريجي تنظيم موتمر الطلاب المستقلين في الجامعات ،ومجموعه من الشخصيات الوطنيه المستقله ،التي لم تنضم الي الأحزاب حينها،ربما لرأي واضح فيها،لذا هو نشا كحزب صفوي،لا يستند علي طائفه ،ولا تؤطره رؤي عقائدية مستجلبه من خارج أسوار الوطن،وإنما نشا من خلال أفراد امنو بمشروع سودانوي خالص،يكون السودان وثقافاته وانسانه، هو مسرح التنظير فيه،فبدا التطور الفكري للتنظيم حتي وصل الي ما وصل اليه الان ،من تمدد في فيافي ومناطق البلاد ،واللافت في حزب الموتمر السوداني انه خاطب جذور المشكل السوداني بذهن وعقل سودانوي خالص،تنظيرا واستشهادا من داخل الواقع السوداني،وقدم حلوله من هذا الواقع ،مبتعدا عن النظريات العقائدية الجاهزه والمستجلبه،والمحشوه حشوا في مفاصل هذا الواقع ،يمينه كانت او يساريه .
وفي خلال الأعوام الماضيه كان واضحا للعيان انه الحزب الأكثر تأثيرا في الساحه،سوا كان التأثير سياسيا او فكريا او جماهيريا ،ربما لعده اسباب،منها اعتماده علي عنصري الشباب والطلاب،وتحرره من القيود المقدسه والتابوهات التاريخيه،عقائدية او دينيه او طائفيه،فكان العقل والاستقلالية هما المحرك الأوحد والاقوي له.فلا غرو ان يتمدد هذا الحزب ،في خلال سنين قليله ،ليكون صوته الاعلي ،وفعله الاقوي،ويكون فرس الرهان الأكبر لكثير من المراقبين ،والناظرين للاشياء من واقع حيادي وانصافي.
ويبقي الشي اللافت الذي سيضرب عميقا في بنية الأحزاب السودانيه،ويهزها هزة كبيره،هو ترجل رئيس الحزب،وهو في قمة عطائه السياسي ،وكامل قوته الذهنية والجسديه،بل انه خلق لنفسه كاريزما من خلال مواقفه المصادمه لهذا النظام ورغما عن هذا،يترجل عن صهوة الرئاسه ،امتثالا لقوانين الحزب،مفسحا المجال لآخرين،يأتو من خلال ممارسه ديمقراطيه حقه،لا وصايه فيها او املاء ،وهو هنا اي الحزب يقدم نموذج جديد،في ان من ينادي بالديمقراطيه للكل عليه ان يطبقها في الجزء،ومن يريد كسب ثقة الشعب عليه ان يكون فكره متسقا مع سلوكه،والا فانه يبقي كاذبا،او غير متسق الأفكار مع تطبيقها،وربما يفتح هذا الفعل الذي افترعه الموتمر السوداني ،دافعا للأحزاب السودانيه ،للقيام بتغيرات علي مستوي البنيه،والذهن والسلوك ،حتي نخرج بأحزاب قويه متماسكة قادره علي الخروج بهذا الوطن من كبوته الماثلة .

فاروق عثمان

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..